قال نقيب أصحاب الفنادق في لبنان ان القطاع لم يستفد من «الربيع العربي» وان الفنادق تعول الآن على موسم أعياد الميلاد ورأس السنة لتعويض ما فاتها بعد تراجع الايرادات في 2011 بنسبة 30 بالمائة عن العام الماضي. وقال نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الاشقر لرويترز «معدل التراجع في مداخيل الفنادق هذا العام هو 30 بالمائة مقارنة مع العام الماضي... مع العلم أن عيدي الميلاد ورأس السنة ممتازان جدا ونسبة الحجوزات عالية جدا والطلب يتعدى المائة بالمائة». كان وزير السياحة اللبناني فادي عبود تكهن في مقابلة سابقة مع رويترز بارتفاع أعداد السياح القادمين الى لبنان في 2012 بنسبة 20 بالمائة ليعوض انخفاضا بنفس النسبة خلال العام الحالي. ورغم أن ثورات الربيع العربي لم تمر على لبنان الا أن قطاع السياحة فيه تضرر بشكل خاص جراء الاضطرابات التي تعصف بجارته سوريا التي يمر عبرها عادة نحو 300 الف من السياح العرب القادمين برا الى لبنان. وفضلا عن تداعيات ثورات المنطقة على قطاع السياحة المحلي شهد لبنان أزمة سياسية في بداية العام أدت الى الاطاحة بحكومة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري. كما عاشت البلاد في النصف الاول من 2011 حالة توتر وترقب للقرار الظني الصادر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تحقق في اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري. وعند صدوره في يونيو حزيران اتهم القرار الظني أربعة عناصر من حزب الله بالاغتيال وهو ما نفاه الحزب. وقال الاشقر «الثورات التي حصلت في كل الدول العربية لا يمكن الا أن تؤثر على لبنان. لكن المشكلة الاساسية كانت في أول خمسة شهور من سنة 2011 عندما استقالت الحكومة و(حدث) فراغ وتعثر تأليف حكومة جديدة ما أدى الى جمود كبير جدا في الوضع السياحي في لبنان». وأضاف «عندما تألفت الحكومة وبعد صدور القرار الظني للمحكمة الدولية... انطلقت السياحة. من المعروف ان النهوض عندنا سريع جدا لأن الكل يرغب في أن يأتي الى لبنان». ومضى الاشقر يقول ان «الانطلاقة بدأت في اوائل شهر (يوليو) تموز الذي كان ممتازا مبدئيا انما شهر (اغسطس) آب كان شهر رمضان... وفي اول (سبتمبر) أيلول انطلقت العجلة وكان معدل نسبة التشغيل في بيروت يتعدى السبعين بالمائة ومازلنا الى اليوم محافظين على هذه النسبة». وذكر أنه مع عطلة الاعياد ترتفع نسب التشغيل حيث الطلب يتعدى المائة بالمائة في بيروت ويرتفع خارج العاصمة. واشار الاشقر الى ان الشريحة الاكبر في السياحة في لبنان هي شريحة رجال الاعمال الذين يأتون لحضور المؤتمرات والمعارض والاجتماعات الاقليمية. واضاف «في ظل الاحداث التي تحصل في سوريا والاردن ومصر وخاصة البحرين الذي يعد مركزا ماليا كبيرا جدا للاجتماعات الاقليمية للشركات المالية توزعت هذه الاجتماعات ما بين بيروت ودبي». وقال الاشقر «كلما كان هناك مؤتمر كبير نجد أن الوضع يتحسن وترتفع الحجوزات الى مائة بالمائة أو ثمانين بالمائة أو تسعين بالمائة وتعود لتنخفض إلى 65 أو سبعين بالمائة... حفلات فيروز حسنت الحجوزات في الفنادق». وتنتظر الفنادق اللبنانية خارج بيروت موسم التزلج الذي يستقطب الكثير من السياح. وقال الاشقر «هناك حجوزات كبيرة جدا. هناك الكثير من الحجوزات من الدول العربية. ومن تركيا ايضا... هناك الكثير من الاتراك الذين كانوا يترددون على شرم الشيخ وعلى أماكن اخرى أصبحوا يأتون الى لبنان لأنه أصبح هناك تنظيم لرحلات باتجاه لبنان». ودعا وزير السياحة عبود اصحاب الفنادق في الجبال الى الاعتماد على الثلج الاصطناعي بالاضافة الى الثلج الطبيعي لتمديد الموسم قائلا «في الواقع اليوم الحرارة في منتجعات التزلج هي صفر تقريبا واذا استعملنا آلات لانتاج الثلج الصناعي والتي تسمى بمدافع الثلج فمن الممكن تمديد موسم التزلج لاكثر من خمسين يوما سنويا».