أكد وزير السياحة اللبناني فادي عبود أن التحذير السعودي من السفر إلى لبنان بهذا التوقيت تحديدا يعد كارثيا على القطاع السياحي اللبناني، خاصة أن حجوزات الفنادق اللبنانية في الأسبوعين المقبلين تقترب من صفر في المئة بسبب إلغاء الحجوزات من قبل السياح السعوديين والخليجيين. وكانت السفارة السعودية في بيروت بثت في الأسابيع الماضية، رسائل تلقاها المواطنون السعوديون عبر هواتفهم فور وصولهم إلى المطار، تدعوهم فيها إلى "الابتعاد عن المناطق الحدودية، وعدم البقاء خارج المنزل إلى ساعات متأخرة من الليل، وعدم التجول في لبنان بمركبات تحمل لوحات سعودية، والاتصال بالسفارة عند الحاجة". وقال عبود للسفير اللبنانية إن الدول الخليجية الخمس تشكل نحو 40 في المئة من الإنفاق السياحي، مشيرا إلى أن هناك خطة طوارئ سياحية سيطرحها في جلسة مجلس الوزراء اللبناني غدا، أبرز ملامحها تكثيف الإعلانات لجذب السياح، والإعلان عن أسعار خاصة جدا على عدد من الخطوط تشمل الأردن والجزائر وروسيا وأوروبا، مع إقامة معارض سياحية، يترافق ذلك مع خفض أسعار الخدمات السياحية كافة، كالإقامة في الفنادق وإيجار السيارات السياحية والمطاعم وغيرها. وأوضح أن حجوزات الفنادق في لبنان تلامس صفر في المئة في الأسبوعين المقبلين، بعدما ألغيت الكثير منها. ويتزامن هذا التراجع مع اقتراب شهر رمضان الذي يشهد سنويا، تقلصا في النشاط السياحي. وبلغ عدد السياح السعوديين 111 ألفا و701 زائر في العام 2011 للبنان، مقارنة مع 191 ألفا و66 زائرا في العام 2010، أي بتراجع 79 ألفا و365 زائرا. أما في الأشهر الخمسة الأولى من العام 2012، فبلغ العدد 44 ألفا و907 زوار، بتحسن ملحوظ عن الفترة نفسها من العام الماضي، لكن بدءا من إعلان المنع الخليجي بدأ العدد يتراجع تدريجيا. ويشكل السياح السعوديون، وفق نقيب "أصحاب الفنادق " في لبنان بيار الأشقر الحركة الأكبر في النشاط السياحي من ناحية العدد والمداخيل"، مشيرا إلى أن السعوديين يملكون 90 شقة في منطقة برمانا وحدها، لكن لا يوجد أحد منهم اليوم، ولافتا إلى أن الخليجيين يشكلون عادة من 45 إلى 60 في المئة من حجوزات فنادق العاصمة، أما الآن فلا تتعدى نسبتهم 5 في المئة.