في بيت متواضع للورثة.. وتحديدا في أعلى السطوح، تسكن عائلة (أبو أحمد) التي تعيش معاناة مع تلك الظروف القاسية لتلك العائلة المكونة من 9 أفراد يعيشون في غرفتين صغيرتين وصالة صغيرة بدورة مياه واحدة، ويتقاسم أفراد هذه الأسرة لقمة العيش التي يوفرها الأب من عمله، والذي دائما ما يحلم بسكن يكون ملكا له من أجل تأمين حال أبنائه، خاصة أن هذا البيت الذي يعيشون فيه هو ملك لورثة، ولن يدوم لهم مهما طال الزمن،.. الأب فتح قلبه (لليوم) وعبر عما يمر به من معاناة كبيرة لحال أسرته وأبنائه، خاصة لابنته الشابة عزيزة المقعدة على الكرسي المتحرك دون أن يجد لها أي علاج، وكذلك زوجته التي عانت الأمرين، وابنه المحروق والذي يرجى له أن تتم له عملية التجميل، وابنته الثانية التي تعاني من فقر الدم، فضلا عن حال البيت الذين تعيش فيه هذه العائلة، وفوق كل ذلك أمل رب الأسرة في تأمين مستقبل أفراد أسرته بينما حاصرته كل الظروف وصرف الكثير من المال دون أن يتحسن الحال قيد أنمله، وقد كان ذلك السلم الحديدي الذي يمتد من الأسفل إلى الدور الثاني في السطوح شاهدا حقيقيا ومعبرا على معنى الألم والمعاناة ( لعزيزة ) الشابة الطموحة من أفراد هذه الأسرة، والتي يمكن أن تحكم عليها من مشاهدتها بأنها لاتتجاوز ال 8 سنوات، إلا أنها في حقيقة الأمر تبلغ من العمر 17 عاما عاشتها مقعدة بين المعاناة والصبر، وبين حلم إكمال الدراسة، .. وتعتبر عزيزة المولود الثالث من بين إخوانها وأخواتها هذا ما ذكره والداها وقال عنها والدها :» تمت ولادة عزيزة في مستشفى الملك فهد عن طريق عملية قيصرية، وكشفت تقارير طبية نتيجة عدم تناسب بين رأس الجنين وحوض الأم بعد أن أجرت الأم عمليتين قيصريتين سابقتين لتكون عزيزة هي الثالثة، فكان القدر أن مصيرها أن تقعد على السرير ولا تستطيع الحركة، وبعد السنة الأولى من ولادة ابنتي لم نلحظ لها أي نشاط أو حركة أو حتى خطوة واحدة من المشي، ووقتها قمت بمراجعة المستشفيات الحكومية والخاصة، وكانت نتيجة التشخيص لحالتها أنها تعاني من صغر حجم الرأس مع تخلف نفسي وتعاني من شلل دماغي تشنجي مزدوج ( شلل مزدوج )، كما تعاني من فقر دم منجلي لم أجد ما أفعله لابنتي حتى قررت السفر لعلاجها في مصر، إلا أن ابنتي لم تستفد أي شي من هذا السفر ورحلة العلاج، وبعد العودة حاولت البحث عن مستشفى يقبل بعلاج ابنتي، إلا إنني لم أجد إلى أن قبلها مستشفى الطائف العسكري، فكنا نذهب بشكل أسبوعي من أجل جلسات العلاج الطبيعي، وكان من الصعب علينا ذلك نظرا للمسافة بين الأحساءوالطائف والرحلة الأسبوعية الشاقة والمعاناة، وبعدها لم أستطع إكمال فترة العلاج لأنها طويلة جدا، وزاد من صعوبة الأمر ما تعانيه من مرض فقر الدم المنجلي، لذلك فضلت جلوسها في البيت، علما بأنها تتأثر بأي شيء خاصة البرودة، وكما ترون نحن تمت ولادة عزيزة في مستشفى الملك فهد عن طريق عملية قيصرية، وكشفت تقارير طبية نتيجة عدم تناسب بين رأس الجنين وحوض الأم بعد أن أجرت الأم عمليتين قيصريتين سابقتين لتكون عزيزة هي الثالثة، فكان القدر أن مصيرها أن تقعد على السرير ولا تستطيع الحركةنسكن في السطوح والبرودة شديدة، كما ان ابنتي عزيزة ومنذ علمت بحالها فضلت جلب خادمة وعلى حسابي الخاص .. حتى تستطيع التخفيف من الحمل الثقيل علينا، وخلال تلك السنوات أحضرت ما يقارب 6 خادمات، والمشكلة أنهن لا يردن إكمال العمل بسبب معاناة السلم الحديدي نزولا وصعودا، ما جعلهم يملون وكل ما أطالب الجهات المسئولة مساعدتي في علاج ابنتي التي تحلم بأن تمشي، وأن تكون كبقية البنات، فأنا موظف .. إلا أن مرتبي لا يكفي لعلاجها بالخارج بعد أن رفضت كل المستشفيات في المملكة استقبالها»، ومثل باقي البنات الطموحات تحلم الشابة ( عزيزة ) والمقعدة على السرير والكرسي المتحرك بأن تصبح دكتورة فتقول عن أمنيتها :» هذه أمنيتي التي أحلم بها وسأسعى جاهدة لذلك حتى وإن كان الأمر صعبا، وذلك لأنني أرغب في علاج المرضى ممن هم في مثل حالي، وأنا حاليا أدرس في الصف الثالث المتوسط، وأسعى لأن أكون متميزة لاسيما وأنني أجد كل تشجيع داخل البيت وفي المدرسة، وإن حلمي الأول والأخير أن أجد العلاج الذي يساعدني على المشي كحال بقية البنات، وهي أمنية بعد أن فعل أبي وأمي كل ما يستطيعون، وأمنيتي بأن أستطيع التحرك والمشي، وأن أخدم نفسي بنفسي، فهل أجد من يتكفل بعلاجي بالخارج ؟ «، لم يتوقف حال المعاناة لهذه الأسرة عند ( عزيزة )، فالابن الأكبر للعائلة هو أيضا ممن أصيبوا بضرر في جسمه إثر تعرضه لحروق شكلت نسبة الثلث من جسمه، وتعرض أحمد لهذه الحروق عندما كان في سن العاشرة من عمره نتج عنها آثار ندبات لحروق متعددة بالجسم في منطقة الكتف الأيسر والعضد الأيسر والمنطقة الخلفية للكتف الأيسر، وقد شوهت هذه الإصابات جسده، وتحدث أحمد عن حاله فقال :» أواصل دراستي بكلية الجبيل، وأمنيتي أن أجد من يعينني ويساعدني في عملية تجميل جسدي بسبب تشوهات الحروق، خاصة أنني أواجه إحراجا كبيرا من زملائي وأحاول ألا يشاهدوا تشوهاتي «، ولم تكن المعاناة متوقفة على عزيزة وأحمد، فحال أختهم شيماء لا تقل عنهم، فهي مصابة بفقر الدم .. وعن حال هذه العائلة بشكل عام يقول رب الأسرة :» لا أستطيع أن أشرح لكم حجم كل ما أعانيه، إلا أنني راض بقدر الله سبحانه وتعالى، فأنا ووالدتهم بذلنا كل ما نستطيع، رغم ما تعانيه والدتهم كثيرا من داء السكري وتحتاج إلى علاج دوائي بصورة منتظمة، فهي أيضا ورغم ذلك تدير شؤون البيت المتواضع، وهذا حالنا في هذا المكان العالي من السطوح، وهي أمنيات أضعها بين أياد الجهات المسئولة لتحقيق حلم طال انتظاره، وأحلم بالحصول على قطعة أرض أستطيع أن أؤمن عليها سكنا متواضعا لأبنائي بدلا مما نعانيه في سكن السطوح والمكان المزدحم، ولكم أن تتصورا المعاناة عندما ينام الأبناء جميعا في غرفة واحدة، كما أرجو أن يكون لابنتي عزيزة نصيب من العلاج بدلا من الكرسي المتحرك المتعب ومعاناة الصعود والنزول يوميا على السلم الحديدي، ومعاناة ابني أحمد والتشوهات التي لحقت به بسبب الحروق، وكذلك حال شيماء وفقر الدم «