لا تنفك ضحكاته تعالج أهله ولا تنفك أحلامه تباغته، ينظر إلى الدنيا كما ينظر المرء إلى سراب لم يره إلا قليلاً. هو حلم طفل قدم إلى الدنيا مصاباً باستسقاء في دماغه، مع غيره من آلام الدنيا، التي لا ينقذه منها ووالداه ضعيفا الحال بعد قدرة الله عز وجل، إلا يد العون من أهل الخير في وطن الإنسانية، الحلم لكل من يسمع به. يقول موسى، وهو والد الطفل سالم: «اخترت لابني اسم سالم تفاؤلاً بمقدمه، بعد أن خرج إلى الدنيا بجراحة قيصرية منذ نحو 8 أشهر في مستشفى خاص في الرياض، ليدخل بعدها إلى الحضانة لمدة 40 يوماً، خرج منها إلى البيت، وفي دماغه وعينيه أمراض لا يعلم بها إلا الله». ويضيف: «حزنت كثيراً للوضع الصحي الذي وصل إليه ابني، ولأن وضعي المادي محدود فقد تفاقمت حالته، ولم يعد في يدي حيلة، سوى التحسر وأنا أسمع بكاءه وأرى دموع والدته»، موضحاً أن اهتماماته توقفت بعد قدوم سالم على كيفية علاجه وإخراجه من الوضع الصحي السيئ الذي يعيشه ابنه. ويؤكد موسى: «أجريت في الأيام الماضية جراحة في العين لسالم في أحد المستشفيات الخاصة، وقد أكد الأطباء ضرورة إكمال علاجه، إلا أنني لم أستطع الإيفاء بالالتزامات المالية، فتوقفت عند هذا الحد، وبالتالي بقي سالم أسيراً للأمراض والآلام». ويتابع: «بحثت لابني عن علاج، وقد نصحني كثيرون بعلاجه في أحد مستشفيين حكوميين متخصصين في مثل هذه الحالة، أو البحث عن مستشفى خاص»، مستدركاً: «لم أجد طريقاً لعلاجه في المستشفيين الحكوميين، أما المستشفى الخاص، فالأمر يحتاج إلى توفير مبلغ يتجاوز العشرة آلاف ريال، وهذا ما لا أستطيعه، فأنا إنسان بسيط من ذوي الدخل المحدود، بالكاد أستطيع توفير ما يسد جوع أسرتي» ويرجو والد سالم أن يجد رجاؤه هذا يداً حانية وأذناً صاغية من أهل الخير في مملكة الإنسانية، ويعالجون ابنه الذي ملأ بيته ضحكاً وفرحاً على رغم ما يمر به من آلام لا يعرفها بعقله الصغير. من جهته، يؤكد الاستشاري الذي اشرف على حالة الطفل سالم في تقرير –تحتفظ «الحياة» بنسخة منه- أنه قد ولد عن طريق جراحة قيصرية، وكان وزنه عند الولادة 1.3 كلغم، ووضع على الجهاز التنفسي الاصطناعي، وأعطي أوكسجيناً ومضادات حيوية، وتبين بفحص قاع العين أنه يعاني من تكون ليفي في داخل العين، ما يتطلب جراحة ليزر بصفة مستعجلة جداً، وإلا ينتج عن التأخير فقد بصر المولود بالكامل، وكذلك وجد أن محيط الرأس يزداد، وتبين بعد الفحص بالموجات الصوتية أنه يعاني من استسقاء بالدماغ يحتاج الطفل معه إلى تدخل جراحي سريع لمنع ضمور خلايا المخ.