طالبت شريحة من ذوي الاحتياجات الخاصة ممثلة في المكفوفين، من البنوك بتطبيق أنظمة مؤسسة النقد، وذلك لتخليصهم من "الوصاية" التي يطبقها بعض موظفي البنوك دون العودة للأنظمة التي تمنحهم كامل الأهلية في تعاملاتهم البنكية. ويصف المكفوفون مايمرون به في تعاملاتهم البنكية "بالمعاناة"، نتيجة طلب معرف او شاهد لفتح حساب أو إجراء أي عمليات أخرى من سحب نقدي أو تحويل، مع غياب أجهزة الصراف الآلي التي تتواءم مع احتياجات المكفوفين. وقال مازن الجارد أحد المكفوفين ويعمل معلماً، ان المكفوفين يطالبون بتطبيق انظمة مؤسسة النقد باعتماد الكفيف على نفسه في فتح حسابه البنكي، مؤكدا ان القرار صدر منذ أربع سنوات وملزم للبنوك بفتح حساب للكفيف دون الحاجة لمعرّف أو شاهد، والذي تعتبره البنوك ضروري لقراءة الشروط، مضيفا:"مؤسسة النقد اوجدت الحلول، وذلك بالاكتفاء بقراءة الموظف للشروط على مسامع الكفيف ومصادقة مدير الفرع على تلك القراءة، وللأسف لازالت بعض الفروع في كل المصارف لا تطبق النظام وتعتمد على مدى تقدير الموظف واطلاعه على الانظمة الجديدة". وأشار الجارد أن البنوك لم توفر بعد أجهزة صراف آلي تتوافق مع احتياجات المكفوفين سوى من مصرفين وفرت جهازي صراف آلي تتطابق مع حاجتهم في كل أنحاء السعودية – على حد تعبيره -، مؤكدا أن تصميم كافة الاجهزة المصرفية للتوافق مع حاجات المكفوفين ببرامج ناطقة أصبحت حاجة ملحة ومطلبا أصيلا لهم كعملاء للمصارف وهناك فوائد متبادلة بين الطرفين. وقال الجارد والذي التقته "الرياض" من داخل مصرف الانماء وذلك بعد مساعدة جمعية المكفوفين للمصرف على تطوير الموقع الالكتروني ليتوافق مع حاجة المكفوفين، ان هناك مجالات تعاون متعددة ممكن أن تقوم بها كل جهة عامة كانت او خاصة لتطوير ادواتها لتتوافق مع احتياجاتهم، وأن تطرق من خلالها باب الجمعية التي ستقدم كل تعاون ممكن لهم. وأشاد الجارد في الوقت ذاته بخطوة عدد من البنوك لتوفير خدمات شبكية تتوافق مع احتياجاتهم ، وحول الأخطاء التي قد يقع فيها الكفيف في التعامل مع المواقع الالكترونية وخاصة المصرفية منها، رد الجارد بان المكفوف أفضل من المبصر في تعاملاته، كون المبصر يتعامل مع عدة مرئيات على الشاشة من حوله وعشرات الارقام والكلمات التي تشتت بصره، بينما لايركز الكفيف سوى مع الكلام المنطوق، مضيفا:" الخطأ لدينا أقل منكم، لأن حاستنا البصرية ملغية ونتعامل مع السمع فقط والادراك بالسمع أقوى من الادراك بالنظر، كما ان رسائل تأكيد العمليات بالاضافة للرقم السري المؤقت تحمي كل الاشخاص ومنهم المكفوفون من سرقة الحسابات لاقدر الله". وطالب الجارد على لسان كل المكفوفين بمبادرة الجهات الاخرى العامة والخاصة لتقديم خدماتها لهم، مضيفا:"للاسف العالم كله يتحول للتعاملات الالكترونية والمكفوفون من أوائل من واكبوا التقنية، وواكبتهم، بل وأنا أتيت هنا اليوم لأقول اننا نساهم في التطوير، ولكن لا المجتمع ولا مؤسساته الخاصة والعامة استطاعت أن تواكبنا". الجارد يقدم شرحا ل «الرياض» عن التطبيقات الخاصة بالمكفوفين