استعدت الرياض لاستقبال قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذين سيعقدون اجتماع قمتهم ال32، يوم غد الاثنين، في العاصمة التي شهدت الانطلاقة القوية للمجلس بعد قمة التأسيس الأولى في العاصمة الإماراتية أبوظبي عام 1981. وأنهت أمانة مدينة الرياض لمساتها الأخيرة في وضع لوحات ترحيبية وكذلك رفع أعلام الدول الاعضاء في الميادين والشوارع وهي العادة التي درجت على تطبيقها عواصم دول المجلس حينما تستقبل القادة. ويأتي انعقاد هذه الدورة في ظل ظروف بالغة الأهمية، وفي خضم الربيع العربي، وفي ظرف تبذل فيه دول مجلس التعاون جهوداً ومبادرات مهمة لإنقاذ الوضع العربي وإعادة الاستقرار للدول التي شهدت سلسلة ثورات أطاحت بأنظمتها الحاكمة مثل تونس ومصر وليبيا واليمن، بينما الوضع في سوريا لا يزال يضطرب ويأخذ تطورات خطيرة. وسيتعامل القادة مع الأوضاع العربية الراهنة الساخنة، في الوقت الذي يتوقع أن يسعوا إلى تحصين البيت الخليجي لمواجهة التحديات الجديدة. إضافة إلى القضايا التقليدية مثل القضية الفلسطينية والأوضاع المضطربة في العراق والعدوانية الإيرانية التي تمثلت في تدخلات إيرانية في دول خليجية عديدة. الخليج تحلى بالصلابة والثبات في وجه تحديات متنوعة وكان صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية قد شدد على أن دول مجلس التعاون لا تهدف لتحقيق مصالح توسعية أو غايات خاصة أو تدخل في الشؤون الداخلية لغيرها لكنها أيضا مصممة وقادرة على حماية شعوبها ومكتسباتها في وجه ما قد يتعرضون إليه من مؤامرة أو عمليات إرهابية تتنافى مع أبسط القيم الإسلامية ومبادئ الشرعية الدولية. وقال سموه في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماع المجلس الوزاري التحضيري، ان القمة الخليجية ال32 تأتي في ظروف استثنائية حيث تتزامن مع ما تشهده منطقتنا العربية من متغيرات وتحولات عميقة وذات تأثيرات حاسمة وتتزامن كذلك مع استمرار تداعيات الأزمة المالية العالمية التي أثرت سلبا على كافة دول العالم ولو بنسب متفاوتة. وقال سموه : على الرغم من ضخامة التحديات وتعدد الأزمات، أثبتت الأحداث أن مجلس تعاوننا يزداد صلابة ومناعة ووحدة وقدرة وهو ما حتم عليه أن يأخذ زمام المبادرة في تفعيل التفاوض العربي وتطويره ليأخذ دوره كاملا في معالجة الأزمات التي عصفت وتعصف ببعض الدول العربية وفي مواكبة التطلعات المشروعة للشعوب العربية في الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية وفي دعم ومؤازرة نضال الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وقال أمين عام مجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني ان قادة دول المجلس استطاعوا بفضل حنكتهم وحكمتهم التعامل مع الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الأخيرة , مبيناً أن إنجازات المجلس هذا العام تشكل لبنة جديدة نحو تحقيق المزيد من تطلعات شعوب دول المجلس وتلبّي طموحاته وتطلعاته في التعاون والترابط بين الدول الأعضاء . وأضاف الزياني أن هذا القمة الخليجية ستتيح لقادة دول المجلس استعراض ومتابعة مسيرة العمل الخليجي المشترك ، بجوانبها السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والاجتماعية والثقافية، وكذلك استعراض آخر المستجدات العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مؤكدا أنّ المجلس الوزاري واللجان أعدت ملفات هامة للقمة المقبلة بشأن اتخاذ قرارات في مختلف المجالات والوصول إلى خطوات تلبي مزيداً من متطلبات وطموحات شعوب دول المجلس.
استمرار مسيرة الخير
أهلا وسهلاً
المركز الإعلامي يستقبل مئات الصحفيين الذين يغطون أعمال القمة جهزت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مركزاً إعلامياً في فندق ريتز كارلتون في حي الهدى قريبا من قصر المؤتمرات. ويخدم المركز مئات الإعلاميين من داخل البلدان الخليجية وخارجها، الذين يصلون المملكة لتغطية أعمال اجتماع القمة الخليجية ال32 في الرياض غداً. وافتتح رئيس اللجنة الإعلامية محمد أبو الحسن امس المركز الإعلامي والمعرض الخاص بالقمة. ويضم المركز تجهيزات فنية وإرشادية لتسهيل عمل الإعلاميين وتقديم المعلومات والبيانات التي يحتاجها مندوبو الصحف ووكالات الأنباء ومحطات التلفزيون والراديو. وجهز بالمركز 50 جهاز كمبيوتر موصلة بالشبكة الدولية الانترنت كي يستطيع الصحفيون ارسال موادة الإعلامية بيسر وسهولة.
المركز الإعلامي أجنحة وكالات الأنباء فندق ريتز حيث ينظم المركز الإعلامي لتغطية القمة أجهزة كمبيوتر لخدمة الإعلاميين المركز الإعلامي