الرياض - محمد السنيد - تصوير - عبدالرحيم نعيم أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن دول مجلس التعاون لا تهدف لتحقيق مصالح توسعية أو غايات خاصة أو تدخلا في الشؤون الداخلية لغيرها لكنها أيضاً مصممة وقادرة على حماية شعوبها ومكتسباتها في وجه ما قد يتعرضون إليه من مؤامرة أو عمليات إرهابية تتنافى مع أبسط القيم الإسلامية ومبادئ الشرعية الدولية. وقال سموه في كلمة استهل بها مؤتمرًا صحفيا عقده أمس بالاشتراك مع معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني عقب اجتماع أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (121) التحضيري للدورة (32) إن الاجتماع اليوم (أمس )لمجلس التعاون لدول الخليج العربي ليمهد الطريق نحو انعقاد القمة المرتقبة لأصحاب الجلالة والسمو ملوك وأمراء دول مجلس التعاون وهي القمة التي تأتي في ظروف استثنائية حيث تتزامن مع ما تشهده منطقتنا العربية من متغيرات وتحولات عميقة وذات تأثيرات حاسمة وتتزامن كذلك مع استمرار تداعيات الأزمة المالية والعالمية التي أثرت سلبا على كافة دول العالم ولو بنسب متفاوتة رغم ضخامة التحديات وتعدد الأزمات، لقد أثبتت الأحداث أن مجلس تعاوننا يزداد صلابة ومناعة ووحدة وقدرة وهو ما حتم عليه أن يأخذ زمام المبادرة في تفعيل التفاوض العربي وتطويره ليأخذ دوره كاملا في معالجة الأزمات التي عصفت وتعصف ببعض الدول العربية وفي مواكبة التطلعات المشروعة للشعوب العربية في الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية وفي دعم ومؤازرة نضال الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وكان الوزراء قد بحثوا في الاجتماع ما حققه المجلس من مكتسبات خلال دورته السابقة، كما استعرض التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدول المجلس بشكل خاص والتطورات السياسية على الساحة الدولية والعربية والاسلامية بشكل عام،وأعرب الأمير سعود الفيصل في كلمة افتتح بها الاجتماع عن تطلعه خلال فترة رئاسة المملكة العربية السعودية لمجلس التعاون الخليجي إلى تحقيق المزيد مما يطمح إليه مواطنو دول المجلس من الإنجازات في ظل توجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس حفظهم الله ورعاهم وبدعم المجلس واللجان الوزارية المختصة والأمانة العامة. وأكد سمو الأمير سعود الفيصل ان تدخلات ايران في الشؤون الداخلية لدول الخليج ما تزال مستمرة محذراً من سعيها لامتلاك سلاح نووي ما يشكل (تهديداً صريحاً لامن واستقرار)المنطقة. وأشار سمو وزير الخارجية الى (استمرار احتلال ايران جزر الامارات) الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى. وقال سمو الأمير سعود الفيصل بأن ( ما حدث ويحدث في اجزاء من عالمنا العربي منذ الربيع الماضي يحمل في طياته دواعي جديدة للتعاون والتنسيق المستمر اساسه استيعاب دقيق لمسببات ودوافع الاحداث في بعض بلدان منطقتنا) . وأضاف سموه : في ظل الظروف والأحداث المتلاحقة التي تشهدها منطقتنا فإن الأنظار ستكون منصبة على القمة القادمة مما يكسب اجتماع اليوم أهمية خاصة ويتطلب منا التركيز على الإعداد الجيد لأعمال القمة بهدف تحقيق المزيد من الإنجازات في مسيرة المجلس المبارك، وفي الوقت نفسه مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة والإسهام في تحقيق أمنها وسلامة مواطنيها. وقال سموه ( إنني لعلى ثقة بأن مجلسكم سيكون على مستوى هذه المسؤولية بما يسهم في نجاح القمة ووضع الأسس اللازمة لاستمرار إنجازات المجلس وتعزيز دوره في المنطقة والعالم خلال العام القادم . ودعا سموه إلى تحديد سبل التعاون مع ديناميكيات هذا الحراك على النحو الذي يحفظ للمنطقة امنها واستقرارها ويضمن لها النمو الطبيعي والتطور المدروس بعيداً عن اي إملاءات وتدخلات خارجية). واشار الى ( اسهامات مهمة لمجلس التعاون خصوصاً في اليمن وليبيا وسوريا وغيرها) . وعبر سموه عن الأسف لتزامن ( هذه التطورات مع استمرار الازمات التي اصبحت جزءاً من واقع المنطقة واولها القضية الفلسطينية حيث تتعثر عملية السلام في فلسطين بسبب السياسات الاسرائيلية المتعنتة ورفضها للانصياع للشرعية الدولية) . من جهته اقترح معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني في كلمته بعد دراسة ما يتعرض له الخليج العربي من مسببات التلوث ( تشكيل لجنة من الدول الأعضاء والأمانة العامة من ذوي الاختصاص والخبرة لإعداد الدراسات الأولية ووضع التكاليف التقديرية لإنشاء مختبر خليجي للكشف عن الإشعاعات النووية ورصد التلوث في الخليج العربي ورفع تقرير بذلك للمجلس الوزاري في دورته قادمة).