تطفو مجددا على سطح الرياضة السعودية هذه الأيام الأزمات المالية التى تعاني منها غالبية الأندية السعودية الممتازة على وجه التحديد والمطالبة من أعضاء شرفها وجماهيرها بتقديم مستويات ونتائج مميزة في بطولة الدوري كونه المسابقة الأهم من بين جميع المسابقات الأخرى. وهذه الأزمات تتكرر منذ سنوات طويلة رغم أن العديد من الأندية وتحديدا التى تملك شرفيين كبارا نجحت في إبرام عقود رعاية مع شركات الهواتف المتنقلة ما يدر على هذه الأندية مبالغ كبيرة تتجاوز 50 مليون ريال في الموسم عدا ما يقدمه شرفيوها، ومع كل ذلك لا تخلو الشكاوى من قبل أعضاء أو حتى رؤساء في مجالس تلك الأندية من الحديث عن الأزمات المالية. إذا كانت هذه الأندية التى تردها مداخيل تتجاوز 50 مليون ريال سنويا تشكو من العجز في الايفاء بالكثير من الالتزامات، فكيف بالأندية غير القادرة على توفير 10 ملايين ريال لعدم وجود رعاة وعدم وفرة الشرفيين الداعمين الذين لا يمكن إجبارهم بأي حال من الأحوال على دعم النادي بمبالغ باهظة دون أن يكونوا أصحاب قرار وليس رأيا فقط وهذا مرفوض في الكثير من الأندية المتواضعة ماليا التي تدار كباقي أندية المملكة تقريبا بطريقة (ديكتاتورية) يحصل ما يقوله الرئيس أو العضو المقرب منه. كيف يتصرف مدرب مع لاعب وهو يدرك حجم المعاناة للاعب من حيث عدم الحصول على رواتبه الشهرية لعدة أشهر ما سبب له أزمات اجتماعية كبيرةكيف نريد أن تتطور رياضتنا السعودية ونحن لا نجد مبررات عن الأسباب التى تجعل الجهات المعنية بدعم الاندية ماليا أو على الأقل من تمنح الأندية حقوقها المالية المشروعة لا تنفذ الالتزامات في المواعيد المحددة ولا تعرف حجم المبالغ التى يضخها الرعاة للدوري السعودي، وكيف يتم التصرف فيها. لا ألوم الكثير من مسؤولي الاندية حينما يشكون الحال لوسائل الإعلام رغم أنهم يعاقبون على ذلك وكأن قول الحقيقة ممنوع, في المقابل هناك من المسؤولين يطالب بأن تكون هذه المطالب من خلال المخاطبات الرسمية الثنائية وليس عبر وسائل الإعلام، لكنهم للأسف لا يعترفون بالتقصير مهما كان. كما أنهم لا يعترفون بتجاهل مطالب الأندية. كيف يتصرف مدرب مع لاعب وهو يدرك حجم المعاناة للاعب من حيث عدم الحصول على رواتبه الشهرية لعدة أشهر ما سبب له أزمات اجتماعية كبيرة. كتبت قبل أشهر عن حالة لاعب شرقاوي لم يجد المبلغ الذي يشتري به علبة حليب الأطفال وتم الضغط على هذا اللاعب وتمت مساومته بحقوقه ما لم ينف ما حدث، لكن في النهاية ظهرت الحقيقة !! أتمنى لو أن رئيس ناد أو مشرف على فريق اتخذ خطوة شجاعة وأعلن أن المكافآت التى تدفع للاعبين سيتم إيقافها على أن تكون الأولوية للرواتب الشهرية المنتظمة وتوزع المكافآت في نهاية كل موسم، فمن المؤكد أن غالبية اللاعبين سيتمنون اللعب لهذا النادي مهما يكن حجمه، فالراتب المنتظم مهما قلت قيمته أولى بكثير من المكافآت. الأمور المالية بالأندية تحتاج لعلاج عاجل جدا ومستمر وتجاهل ذلك يعنى استمرار انحدار مستوى اللاعب والكرة السعودية. ولكم تحياتي،،، [email protected]