اضطر عشرات المواطنين في أحياء الجلوية والعنود والعدامة بالدمام الى هجر مساكنهم والانتقال للشقق الفندقية هرباً من هاجس انقطاع المياه وتسابق آخرون إلى محطات التحلية لتعبئة جالونات الماء بغية إنقاذ أسرهم من الأزمة ، في حين ظلت المديرية العامة للمياه بالمنطقة تغرد خارج السرب حسب حديث المواطنين ل «اليوم» وفي البداية يقول «محمد الأسمري» و» فهد الخالدي» من سكان حي العدامة بمدينة الدمام ..إننا نعاني الأمرين طوال السنوات الماضية جراء الانقطاع المتكرر للمياه بالحي ، مشيرين إلى أن المعاناة مستمرة بل إنها تزداد سوءً في موسمي الصف والشتاء نتيجة سوء الحالة الجوية الأمر الذي جعل البعض من سكان الحي يهجرونه بسبب تلك الأزمة ، وأضافا لقد انقطعت المياة قبل فترة قصيرة لمدة شهر كامل وكان أهل الحي قد عانوا أشد المعاناة فكانوا يلجأون إلى المساجد للوضوء من أجل الصلاة ، حتى أن الكثير من طلاب المدارس تغيبوا عن مدارسهم لعدم مقدرتهم على الاستعداد للانطلاق لمدارسهم . ويؤكد «علي الزين» و»خالد آل بوعلي « من سكان حي العنود .. ان معاناة انقطاع المياه ازدادت منذ أسبوعين وبينوا ان الانقطاع يمر عليهم كل يومين أو ثلاثة أيام ، وأبدوا استغرابهم من تجاهل المياه لتلك الانقطاع أو إشعارهم بالسبب وراء تلك الانقطاعات للمياه ، مشيرين إلى أن الأزمة تسببت في إرباك الأسر ، واضطر البعض إلى السكن بالشقق الفندقية , واجبر آخرون الى الخروج من العمل بغية إيجاد حلول مؤقته لأسرهم ، وطالبا الجهات المسئولة عن المياه بسرعة وضع حد لتلك الانقطاعات. وانتقد « صالح الصالح « تكرر انقطاع المياه عن حي الجلوية منذ مطلع الأسبوع الماضي ، مشيراً إلى انه حاول مرات عديدة الاتصال برقم الطوارئ المخصص ولكن دون جدوى فلم يستجب أحد ، الأمر الذي دعاه الى اللجوء الى عدد من عمال السباكة لإنهاء مشكلة الانقطاع ،وطالب المسئولين في المديرية العامة للمياه بضرورة التفاعل مع مطالب المستفيدين من الخدمة وتكثيف الجهود لوقف أزمة الانقطاع المتكرر ، مع أهمية إيضاح الأسباب للأزمة ليكون المواطن مطلعا وعلى معرفة حول مدة وأسباب انقطاع المياه. وبين أن الانقطاع المستمر للمياه وتعطل وصولها للخزانات الأرضية مما دعاه وآخرين لتحميل الشركة المسؤولية الكاملة في تقصيرهم ومعاناة أطفالهم و أسرهم، وما زالت المشكلة وما زالت الوعود متكررة في إنهاء هذه المشكلة.
عدم تفاعل رقم الطوارئ مع المتضررين وأوضح «عبدالرحمن الخضير» أن أزمة انقطاع المياه أثرت سلبياً على نشاطاته اليومية وأربكت جميع أعماله طوال أيام الأشهر الماضية ، مؤكداً تفاقم الأزمة منذ مطلع الأسبوع الماضي، وأشار إلى أن المياه تنقطع عن حي الجلوية أوقات الذروة وتأتي في خارجها بصورة ضعيفة جداً، وأكد عدم تفاعل رقم الطوارئ مع اتصالات المتضررين من المواطنين جراء انقطاع المياه، وطالب الجهات المعنية بأهمية تفعيل رقم الطورائ باعتباره احد متطلبات الخدمة للمواطن. وأضاف أنه بدأ يضيق ذرعاً من العيش في هذا الحي ويفكر جلياً في البحث عن سكن آخر في منطقة أخرى، متسائلاً عن الموعد الحقيقي لانتهاء الأزمة، مشيراً الى أنه قد سمع انها ستحل وفق تصاريح المسؤولين عن المياه في أوقات سابقة ومع ذلك مازالت موجودة، بل إنها أصبحت أكثر تفاقما عن ذي قبل. وفي ظل تلك الأزمة سجل عمال السباكة أرقاما غير مسبوقة في عمليات الصيانة والمتابعة لعدادات المياه وقال محمد اكبر ويوسف خان من الجنسية الباكستانية لقد جنينا أرباحاً عالية خلال الأسبوع الماضي حيث قام بإصلاح نحو 20 عداداً يومياً بحي الجلوية جميعها معبئة بالأتربة أو الهواء، وعن مبلغ إصلاح العطل بينا أن المبلغ يتراوح بين 150 الى 200 ريال.
تكثيف برامج الترشيد الاستهلاكي للمياه أكد المواطن "فهد الهاجري" وجود غياب كلي لعمليات التثقيف والإرشاد من قبل مصلحة المياه الأمر الذي فاقم أزمة المياه بالمنطقة ، ودعا إلى ضرورة تكثيف برامج الترشيد الاستهلاكي للمياه ،وطالب الجميع بالتقليل من استهلاك المياه كحل مقنع، وأضاف: على الرغم من أن الخزانات تشتكي من قلة المياه إلا أننا نشاهد من يقوم بغسل الساحة الخارجية لمنزله بكميات كبيرة، كما أن البعض الآخر يقوم بغسل سيارته بشكل لا يصدق، ناصحاً الأمهات بمراقبة الخادمات أثناء غسل الأواني وإخبارهن أن المياه مقطوعة عن الحي لضمان عدم التبذير في ذلك. من جهته قال حسن القرشي إنه فوجئ كغيره من الجيران بانقطاع المياه عن خزانات المنازل، مضيفاً: سرت شائعات تؤكد انكسار أحد الأنابيب، إلا أنه مع الأسف لم تردنا الأنباء من الجهات الرسمية تؤكد أو تنفي هذه الشائعات، مبدياً استياءه الشديد جراء ذهابه لجلب وايت ماء مرتين طوال الأسبوع الماضي ،وأضاف أنه اتصل عدة مرات بقسم الطوارئ لفرع وزارة المياه لإخبارهم بانقطاع المياه عن حي العدامه، إلا أن المعنيين أخبروه بأن المياه تصل بشكل طبيعي للمنازل ولا يوجد أي خلل يذكر.
الشورى: دراسات لخفض تكاليف محطات التحلية أقر مجلس الشورى توصية لإجراء دراسات وأبحاث لخفض تكاليف الإنشاء والإنتاج لمحطات تحلية المياه المالحة والطاقة الكهربائية وإعداد دراسات الهندسة القيمية لهذه المشاريع.ويرى المجلس حتمية إعادة تقييم تجربة القطاع الخاص في مشاريع محطات تحلية المياه وإنتاج الطاقة الكهربائية، مشددا على إعادة تقييم إشراك القطاع الخاص في الاستثمار في إنشاء محطات تحلية المياه المالحة وإنتاج الطاقة الكهربائية. وأشاد الشورى بنجاح المؤسسة في برنامج إعادة تأهيل وإعمار المحطات القديمة، مطالبا بدعم ميزانية المؤسسة بالمبالغ اللازمة والمطلوبة لهذا البرنامج ، كما طالب المجلس بالتنسيق مع وزارة الصناعة والتجارة والشركات الصناعية الكبرى مثل أرامكو وسابك والكهرباء لتفعيل مبادرة صناعة قطع الغيار وتقنيات تحلية المياه والكهرباء والصناعات المختلفة. وأسفت لجنة المياه والخدمات العامة لعدم توفير مكونات محطات التحلية والاعتماد على استيرادها من الخارج رغم أن التحلية خيار استراتيجي للمملكة تعتمد عليه في توفير الاحتياجات الضرورية للمياه للاستخدام المحلي. وفي تحرك لوقف التسرب الوظيفي للفنيين السعوديين من المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، وافق مجلس الشورى على توصية لتوحيد نظامي العمل في المؤسسة ليطبق على جميع العاملين نظام العمل والتأمينات إضافة إلى وضع حوافز وظيفية أخرى للموظفين من حيث التأمين الصحي وصرف بدل سكن للذين لا يؤمن لهم سكن، وذلك أسوةً بالقطاعات الصناعية المشابهة.
المياه تغمر احد الشوارع
مدير المياه: العمائر السكنية لا توفر خزانات لتغطية الاحتياجات -في لقاء مع الدكتور « محمد الهاشم» خبير تحلية المياه قال:إن ندرة المياه بالمملكة من أهم المشكلات التي تواجه التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتزداد هذه المشكلة تعقيداً بسبب محدودية المصادر المائية الطبيعية وزيادة تكاليف الحصول عليها من المصادر غير التقليدية بالإضافة إلى تزايد الطلب على المياه للأغراض المختلفة خصوصاً في القطاع الزراعي ، وأضاف الدكتور الهاشم سيمثل عدم توفر المياه في المملكة بكميات كافية للأغراض المختلفة مشكلة مستمرة حتى يتوصل إلى توازن مائي مستقر بحيث يعوض بصفة مطردة النقص في المخزون المائي الاستراتيجي الناتج من الاستهلاك الذي يحدده الطلب الكلي للمياه لجميع الأغراض ، وبين أن أحد أهم أسباب مشكلة عدم توفر المياه للمواطنين بالشكل الكافي هو أن العرض أقل من الطلب، مؤكداً على أن هذه نظرية اقتصادية بحتة، فإذا كان العرض أقل من الطلب حدث النقص في الحصول على الخدمة المقدمة، وبالتالي انقطاع المياه عن المنازل ، من جهته أوضح مديرعام المياه بالمنطقة الشرقية المهندس «أحمد البسام» أنه لا يوجد انقطاعات مبرمجة للمياه في هذه الأحياء ولم يطرأ أي تغيير في معدلات الضخ اليومية ,غير أن المديرية تلقت بلاغات من حي الجلوية عن وجود انقطاعات للمياه وبعد الكشف اتضح وجود انحباس للهواء في عدد من عدادات المنازل وقد تم معالجتها وتخصيص فرقتين للطوارئ في الحي لمتابعة أي حالات مماثلة ومعالجتها فور ورود بلاغ عنها على هاتف الطوارئ (939) .أما بالنسبة لحي العنود فلم يكن هناك أي انقطاع للمياه عن الحي , ولكن حدث كسر محدود في بعض التوصيلات المنزلية جرى اصلاحها وعادت المياه إلى المنازل التي تغذيها هذه التوصيلات في حينه . وفيما يخص حي العدامة فليس هنالك أي انقطاعات للمياه , وتم مباشرة بعض البلاغات الفردية واتضح أن المياه تصل إلى العدادات بضغوط مناسبة ولكن الإشكالية تكمن في أن بعض العمائر السكنية متعددة الأدوار والشقق لا تقوم بتوفير خزانات أرضية ذات سعة كافية لتغطية احتياجات سكانها , وهو ما تم شرحه وتوضيحه لأصحاب هذه البلاغات الذين وقفوا بأنفسهم على وصول المياه لعداداتهم بمعدلاتها المعتادة في تجربة ميدانية قامت بها الفرقة المختصة بحضورهم .