سجلت أرامكو إنجازات تعليمية مرموقة، في مسيرة التعليم بالمنطقة الشرقيةوالأحساء، جديرة باهتمام الباحثين والمؤرخين لمسيرة التعليم في هذه المنطقة، فلقد أنشأت المباني المدرسية الحكومية الرائعة، التي تعتبر نماذج فريدة في تصميمها وتنفيذها، وتجهيزها بالأثاث والمقاعد الدراسية الجميلة، والمختبرات العلمية الراقية، والورش والمشاتل الزراعية، من الابتدائية حتى الثانوية للبنين والبنات أبناء موظفي الشركة وغيرهم. لقد اهتم مصممو مدارس أرامكو كثيرا بالمكون الوجداني والجمالي والذهني والجسمي والاجتماعي للطالب، من خلال الفضاءات الرحبة والألوان الزاهية التى تفتح النفس، وتضيف بعدا جماليا يربي الذوق الجمالي الفطري في الانسان، ناهيك عن مستوى الصيانة المتميز، حيث يطوف على مدارس أرامكو فريق صيانة متخصص يستجيب فورا لأي طلب دون تأخير، ويطوف عليها فريق للنظافة اليومية بعد انتهاء اليوم الدراسي. بيئة تربوية وتعليمية مشجعة للإقبال على الدراسة بحيث لا يمل الطالب البقاء فيها، بيئة محفزة لقدراته وميوله لتنمو نموا متوازنا من خلال ورش متكاملة التجهيزات والمستلزمات المادية لكافة أنواع المهن، لكي تلبي رغبات الطلبة وميولهم، ومن خلال المشاتل الزراعية وحظائر الحيوانات الأليفة، التي يمارس الطلبة فيها قدرا كبيرا من نشاطهم الحركي ويتعايشون مع مفرداتها، فتنمو لديهم الاتجاهات الإيجابية نحو الزراعة وتنمية الثروة الحيوانية ومختلف المهن الأخرى. ثم صدر قرار من قبل وزارة المعارف بإقفال الورش والمشاتل وما إليها، إنه بلا شك عقم في الفكر التربوي. بدأت أرامكو في تشييد مباني المدارس في الأحساء والدمام، ببناء مدرستين، أولاهما: في مدينة الهفوف شمال حي الكوت، وبدأت الدراسة فيها سنة 1375ه /1955م، وسميت مدرسة الفتح، والثانية: مدرسة في حي العدامة بالدمام، وفتحت أبوابها للدراسة في السنة المذكورة، ثم قامت ببناء مدارس في كامل المنطقة لجميع مراحل التعليم العام للجنسين، ومنذ حوالي عشر سنوات أو أكثر، صدر قرار بمنع أرامكو من بناء المدارس في المنطقة الشرقية، هذه المنطقة القاعدة الاقتصادية للمملكة العربية السعودية، منطقة النفط الله يطول عمره، ألا تستحق مدارس تبنيها أرامكو السعودية لأبناء موظفيها وغيرهم، في إطار خدمة المجتمع؟. إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، متعه الله بالصحة والعافية، بفكره الثاقب وبعد نظره، أسند لأرامكو السعودية مهمة إنشاء مباني وتجهيزات (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية)، لأنه حفظه الله يدرك الجودة النوعية لمشروعات أرامكو، من حيث كفاءة التصميم والتنفيذ المتقن والإنجاز، وقد حققت أرامكو بكل جدارة ما طلب منها. ويجدر هنا أن أقترح إسناد مهمة تصميم وتنفيذ مشروعات المباني المدرسية في كامل الإقليم الشرقي من المملكة الى أرامكو السعودية، وكذلك إسناد مهمة صيانة ونظافة المدارس القائمة اليها، وأن تتولى أرامكو السعودية إنشاء الورشات المهنية والمشاتل الزراعية والحظائر الحيوانية في جميع مدارس المنطقة، لتحقيق هدف تنمية الاتجاهات المهنية لدى طلبة مدارس التعليم العام بما يناسب كلا الجنسين، هذا الهدف المفقود الذي طرحت مشكلته منذ أسبوع في مقالي بعنوان: (التعليم وتنمية الاتجاهات المهنية). هذه المقترحات تأتي بسبب تدني خدمات المباني المدرسية القائمة، وفقدان الجودة في تصميم وتنفيذ مشروعاتها، وتردي أعمال الصيانة والنظافة، وتعطل مرافق البعض منها كالتكييف وغيره، ونظرا لاتساع الإقليم الشرقي من المملكة ومتطلباته من المدارس الحديثة، والحاجة القصوى الى تحسين المباني المدرسية القائمة في المنطقة، وفي قيام أرامكو بما تقدم، تخفيف للأعباء الكبيرة التي تثقل كاهل وزارة التربية والتعليم ولتتفرغ لتنفيذ المشروعات المدرسية في المناطق الأخرى. [email protected]