عصفت الأزمة الاقتصادية فى الآونة الاخيرة بالأسر السعودية نتيجة ارتفاع سقف الاستهلاك رغم اشتعال الأسعار في شتى جوانب الحياة المعيشية إضافة إلى الميل المتزايد لاقتناء الكماليات التي تفرضها الحياة العصرية، ما أدى الى سقوط الميزانية الأسرية في عجز وشلل مزمن من عدم التمكن من تدبير المعيشة ..وفي ظل هذه الأزمات تتباين طريقة مواجهة الأسر لهذه الضغوط فمنهم من يسيء التعامل مع هكذا ظروف بسوء التخطيط والاستسلام لمؤثرات الإعلام من خلال عزفها على وتر رغبات الإنسان وتطلعاته نحو الرفاهية لتجعل منه مستهلكاً من الطراز الأول ، في المقابل هناك من يبحر بأسرته نحو بر الأمان من خلال ما يحتاط من إدخار والتصرف الحكيم وتحقيق الموازنة بين النفقات والدخل الأسري والتصدي للقيم الاجتماعية السلبية .. .. وحول هذه القضية «اليوم» نقلت كل الاتجاهات ،، فى البداية تقول السيدة «نداء عدنان « متزوجة حديثاً: إننا لا نعمل ميزانية لأننا لا نعرف ولم نفكر يوما بعمل ميزانية أو تخطيط لصرف الراتب فزوجي هو من يدير راتبه ويوفر كامل احتياجات البيت ويؤمن مصروفا شخصيا لي ولوالدته التي تعيش معنا ، وأنا أرى أن الراتب يجب أن يبقى لدى الزوج كونه رب الأسرة الذي يؤمن متطلباتنا ويستطيع أن يهذب فينا نزعة الشراء الذي تؤدي للأذى النفسي والاقتصادي . الى جانبها زوجها يوسف ابراهيم» مهندس» الذي أكد على أن المناسبات الاجتماعية والخاصة تكثر في مجتمعاتنا وتتطلب مصروفات إضافية فأصبح من الصعب السيطرة على المصروفات لذلك هو لا يخطط لحياته ولا يوزع المصروفات رغم ان راتبه الشهري 9000 ريال الا أنه لا يدخر منه شيئا وأن أكثر المصروفات ينفقونها في الأكل من وجبات و مواد غذائية بسبب ارتفاع أسعارها حيث لم يعد يقتصر غلاء المعيشة على فئة اجتماعية نظراً لتطور أساليب الحياة فالأسر العصرية لها متطلبات مغايرة عن آبائهم وأجدادهم ، وتسود ثقافة أن الرجل الكريم هو الذي ينفق كثيراً على الاستهلاك في محيطه الاجتماعي وأحياناً لسلع ربما لا يكون محتاجاً لها لمجرد أن الآخرين يمتلكونها. وتستكمل الحوار السيدة أم محمد» موظفة في معهد الأمل» : قائلة إنه ينبغي أن نكون مدبرين وليس مبذرين فنحن في زمن يفرض إعادة النظر في سلوكياتنا الشرائية وعاداتنا الاجتماعية وتأسيس ميزانية محنكة بعيداً عن الإسراف والتبذير، وأفضل أن يكون الراتب بيد الزوجة كونها الأعلم والأقدر على التحكم في انفاق الراتب على الاحتياجات الشهرية للأسرة والمنزل بحكمة ودراية عكس الرجل الذي قد يكون عشوائيا في الشراء وغير ملتزم وتحركه أهواؤه لشراء ما ليس ضروريا أو مالا يحتاجه المنزل فقط كتقليد لصديقه الذي كان برفقته أثناء شراء غرض معين ، وهذا الكلام من واقع تجربتي الشخصية ولكن حينما يكون الراتب لدي أعرف أن أديره بالشكل الصحيح دون أن تتخبط الميزانية التي قد تتأثر بالمواسم كالأعياد وايضا دخول موسم الشتاء فيزداد المرض والعلاج وقد يكلف الطفل الواحد ما يقارب 500 ريال في حال عدم وجود تأمين طبي.