لعل بداية العام 2011 الذي شهد فرط عقد "اللقاء الديموقراطي" سيشهد في نهايته اعادة لم شمل هذا "اللقاء"، فها هو رئيس جبهة "النضال الوطني" الزعيم الدرزي وليد جنبلاط يعيد لملمة صفوفه بإعادة النواب الذين خالفوه الرأي في الاستشارات النيابية الملزمة تسمية رئيس الحكومة آنذاك حيث سمى النواب مروان حمادة، انطوان سعد، فؤاد السعد، هنري حلو الرئيس سعد الحريري فيما سمى جنبلاط وباقي نواب "اللقاء الديموقراطي الرئيس نجيب ميقاتي. وكانت إشارات الصلح بدأت بالعشاء الذي أقامه النائب مروان حماده في منزله بعيداً عن الاعلام بحسب مصادر حزبية ل"اليوم" منذ عدة شهور، الا ان الاتصالات والرسائل السياسية لم تنقطع طوال الفترة القصيرة الماضية وتوجت لقاءات نواب "اللقاء" سابقاً في العشاء الذي جمعهم الأسبوع الماضي في أحد المطاعم والذي وصفه أحدهم ل"اليوم" ب"عشاء غسيل القلوب النهائي". وفيما اعلنت أوساط سياسية ل"اليوم" ان الزعيم الدرزي "قرراعادة احياء "اللقاء الديموقراطي" وهو يتطلع الى دور مفصلي في المرحلة المقبلة يكون له فيه الكلمة الوازنة او الفاصلة في تقرير الكثير من الامور". اشارت اوساط حزبية في الحزب التقدمي الاشتراكي ل"اليوم" إلى أن "مساعي جنبلاط جدية وهي على خواتيمها وإعلان عودة "اللقاء" ستكون قريبة جداً"، موضحاً ان جنبلاط "ينتظر اللحظة المناسبة لاعلان العودة". في هذا الاطار، أعلن النائب أنطوان سعد أن "إعادة إحياء اللقاء الديموقراطي أمر يعود الى النائب وليد جنبلاط"، لافتا الى ان "الوضع الاقليمي والداخلي تغيّر الآن، ويبدو أن هناك اتجاها لإعادة لم الشمل". وقال: "عقدنا لقاءين مع النائب جنبلاط، وأعتقد ان الظروف تتغير الآن باتجاه اعادة احياء اللقاء الديموقراطي، وهذا الامر متروك للنائب جنبلاط". أضاف: "في مرحلة معينة كان هناك تباعد حين انقسم اللقاء لافتا الى ان النواب الذين لم ينضووا تحت شعار جبهة النضال الوطني أعلنوا حيادهم وبقوا مستقلين ولم يشكلوا أية كتلة، معلنا عن تنسيق للموضوعات بين هؤلاء كافة، ولكن من دون الانضواء تحت أي كتلة، آملا في ان تعود الأمور الى طبيعتها كالسابق". وبدا ل"اليوم" أن حركة الزعيم الدرزي لا تقتصر على نواب "اللقاء" إلا أنها تتسع لتشمل حليفه السابق "تيار المستقبل" الذي سجل معه أول لقاء علني في اليومين الماضيين. كما انه في انتخابات الجامعة الأميركية في بيروت خاض "التقدمي" المعركة الطلابية منفرداً وليس مع قوى 8 آذار كما في العام السابق. وترفض أوساط "المستقبل" و"التقدمي" اعتبار التغييرات التي يقوم بها جنبلاط "عدوة الى قوى 14 آذار"، حيث اكد أحد نواب "المستقبل" ل"اليوم" ان "جنبلاط لم يذهب في الاساس الى قوى 8 آذار ولكن موقفه كان واضحا، جنبلاط ترك فريق "14 آذار" وذهب الى الوسطية". واعربت المصادر عن تفاؤلها من الاجتماع، واصفة اياه ب"الممتاز". وقالت: "لقد شكل فرصة لإعادة تواصل جدي بين الطرفين وإقلاع هادئ لعلاقة سياسية يقدر الفريقان اهميتها". ورجحت أن "يُشكّل الاجتماع بداية للتحضير للقاء بين زعيم المختارة والرئيس سعد الحريري". عودنا زعيم المختارة على المفاجآت، فهل يفاجئنا بعودته الى قوى 14 آذار، واذا قرر العودة هل ستلاقيه هذه القوى بالترحاب وان حصل هذا ماذا سيكون ردة الفعل الشعبية إزاء هذه العودة وهي التي تعبّر حتى الآن عن غضبها من الزعيم الدرزي الذي بسببه خسر أكثريته، هذه الأسئلة تطرحها "اليوم" على جمهور 14 آذار، حيث شددت ابنة الشوف اقليمالخروب على انها "لا تقبل بعودة جنبلاط الى قوى 14 آذار"، معلنة انها "لن تصوّت في الانتخابات النيابية المقبلة لصالح نوابه في منطقتها". أما آلان ابن الشوف فأكد ان "جميع الاشارات تدل أن الأيام المقبلة ستكون لصالح 14 آذار"، الا انه لم يراهن على الزعيم الدرزي "لأن ألمنا منه لم نداويه حتى الآن". الوضع السوري متأزم وجنبلاط كعادته يقرأ في السياسة قبل غيره ولهذا قرر مرة أخرى اعادة البوصلة الى الاتجاه الآخر بحسب مصادر في "التقدمي" ل"اليوم".