يجتمع الرئيس الامريكي باراك اوباما اليوم السبت وغداً الاحد في هاواي بقادة دول منطقة المحيط الهادئ، فيما باتت آسيا مدعوّة الى الاخذ بزمام النمو العالمي في وجه اوروبا التي تراكمت عليها الديون والمأزق السياسي السائد في الولاياتالمتحدة. واختار الرئيس الامريكي باراك اوباما مسقط رأسه هونولولو في قلب المحيط لاستقبال شركائه العشرين في المنتدى الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ «آبيك» ومن بينهم الصيني هو جينتاو والروسي ديمتري مدفيديف الذي انضمت بلاده الى منظمة التجارة العالمية. وتأتي حملة اوباما للتقارب مع القوى الآسيوية الكبيرة والصغيرة على حد سواء في وقت حرج بالنسبة للاقتصاد الامريكي الذي يتضرر انتعاشه بأزمة الديون المتفاقمة في أوروبا والتي هيمنت على قمة مجموعة العشرين الاسبوع الماضي. وقال فيكتور تشا الذي كان يقدّم النصح للرئيس جورج بوش الابن فيما يتعلق بالشؤون الآسيوية عندما تتم هذه الرحلة في وقت لا تمثل فيه اوروبا سوى الازمات ولا تمثل فيه آسيا سوى الفرص لا يكون ذلك مجرد تقارب، وقال تشارلز كوبتشان الاستاذ بجامعة جورج تاون انه يتوقع ان تكون زيارة آسيا أكثر نجاحاً من الرحلة الى كان بالنسبة لأوباما الذي يعتمد فوزه في الانتخابات المقررة في عام 2012 على أدائه الاقتصادي. وسيحضر مسؤولون تنفيذيون من شركات مثل بوينج وكاتربيلر وجنرال الكتريك وتايم وارنر كيبل قمة آبيك لمساندة اوباما في عرض وجهة نظره بأن تقارب العلاقات مع آسيا سيساعد في خلق فرص عمل للامريكيين. وقال كوبتشان عندما تسأل عن طاقة نور يأتي منها النمو تكون الاجابة الاساسية هي التصدير للصين. ولكن اوباما لن يتمكّن من ترك الازمة المالية الاوروبية وراءه بالكامل، فقد ابدى وزراء مالية دول آسيا والمحيط الهادي قلقهم من افتقار أوروبا لعمل قوي في مواجهة الازمات في اليونان وايطاليا.. وتحدثوا عن سبل تعزيز اقتصاداتهم لتقليل خطر امتداد الازمة اليها. دعا غايتنر اوروبا الى ان تضع بسرعة خطة لاستعادة استقرارها المالي، وقال خلال المؤتمر الصحفي ان «الازمة في اوروبا تبقى تحدّياً مركزياً يهدِّد النمو العالمي، من المهم ان تضع اوروبا بسرعة خطة صلبة لاستعادة استقرارها المالي». وكما درجت العادة في قمم آبيك السنوية سيقف المشاركون معاً لتلتقط لهم الصورة المشتركة باللباس المحلي، اي القميص المطبع بالورود.. غير ان ازمة الديون الاوروبية التي تهز الاسواق العالمية تطغى على وضع الاقتصاد العالمي. وبعد اسبوع على قمة مجموعة العشرين في «كان» التزم وزراء مالية الدول الاعضاء ال21 في ابيك الخميس باتخاذ اجراءات منسقة لتعزيز الانتعاش العالمي واستقرار القطاع المالي»، لكن قرارات ابيك ليست ملزمة. من جانبه قال وزير الخزانة الامريكي تيموثي غايتنر في مؤتمر صحافي ان على آسيا ان تتحوّل الى قاطرة الاقتصاد العالمي، وأضاف: حين تعاني اوروبا من الازمة ويعجز الكونجرس الامريكي على التفاهم حول خطة انتعاش، وفي ختام اجتماع في هونولولو مع شركائه ال20 في اطار المنتدى الاقتصادي لآسيا - المحيط الهادئ (آبيك)، دعا غايتنر اوروبا الى ان تضع بسرعة خطة لاستعادة استقرارها المالي، وقال خلال المؤتمر الصحفي ان «الازمة في اوروبا تبقى تحدياً مركزياً يهدّد النمو العالمي. من المهم ان تضع اوروبا بسرعة خطة صلبة لاستعادة استقرارها المالي». واضاف: «في الوقت الذي تجهد فيه الولاياتالمتحدة لحل المشاكل التي ادت الى نشوء الازمة، وفي الوقت الذي تواجه فيه اوروبا فترة نمو اكثر بطءاً، فان الاقتصادات الآسيوية عليها القيام بالمزيد لتحفيز نمو الطلب الداخلي لديها»، وازاء عدم تمكّن الولاياتالمتحدة من وضع خطة لإعادة اطلاق عجلة التوظيف في البلاد بسبب النزاع السياسي المستحكم في واشنطن بين الجمهوريين والديموقراطيين، طالب غايتنر بإجراءات فورية لتعزيز النمو». واضاف ان دعم النمو في آسيا هو أفضل السبل لأن تتمكن دول آبيك من حماية انظمتها المصرفية من آثار ازمة الديون الاوروبية على اقتصاداتها. وحين بدأت التجارة الخارجية الصينية تتأثر في تشرين الاول/ اكتوبر من انعكاسات الازمة في اوروبا اعتبر غايتنر ان من مصلحة آسيا مساعدة الدول الاوروبية والامريكيين على الخروج من هذه المرحلة الصعبة مؤكداً ان العملاق الصيني قد ادرك «اهمية القيام بتعديل اسرع لسعر صرف عملته» داعياً بكين تكراراً الى اعادة تقييم عملتها. كما ان بكينوواشنطن ليستا متفقتين في مجال التجارة، حيث ان الولاياتالمتحدة تدعو الى اقامة منطقة تبادل حُر في المحيط الهادئ تستبعد منها الصين. وتأمل الولاياتالمتحدة ان تعرض في هونولولو الخطوط العريضة لشراكة عبر المحيط الهادئ» تتفاوض حولها حالياً مع تسع دول اعضاء في آبيك وتنص على ان يحترم موقعوها المعايير الاجتماعية والبيئية مقابل توفير المزيد من المنتجات الامريكية لدى شركائها، لكن بكين شككت في ان تتمكّن الدول النامية من تحقيق هذه الاهداف.. كذلك يثير المشروع تحفظات في اليابان، حيث احتج الثلاثاء آلاف المزارعين اليابانيين في طوكيو آخذين على رئيس الوزراء الياباني يوشيهيتو نودا انه سيشارك في المفاوضات مدافعاً عن ذلك المشروع بينما اعرب العديد من البرلمانيين في واشنطن في المقابل عن قلقهم من مشاركة اليابان في تلك الشراكة.