في حديث المسؤولية لولي العهد، أول أمس، جدد الأمير نايف، بعض الثوابت التاريخية التي يقوم عليها هذا الوطن، وخاصة تجاه ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار، وهو ان المملكة ستسخّر كل امكانياتها لحماية أمن الحجيج، واعتبار ذلك تشريفاً إلهياً، نحمله على عاتقنا، قيادة وشعبا ووطنا، ونبذل من أجله النفيس والغالي.. وأوله تأمين سلامة كل هذه الجموع، وتوفير كل احتياجاتها بيسر وسهولة، من لحظة وصولها وحتى مغادرتها سالمة غانمة. وما تأكيد رجل الأمن الأول، في كلماته المقتضبة، على «أن الأمن فوق كل شيء وليس هناك استثناء لأحد حتى المسؤولين الأكبر والأعلى من مناصبهم وبمن فيهم العسكريون» إلا دليل واضح لا يقبل الشك أو الجدل، على أن هذه المسؤولية، هي الأساس في كل جهد، والغاية في كل عمل، والهدف من كل عطاء. لذا كانت الكلمات واضحة وصريحة، ملخصها كما قال نايف الأمن، إن «كل إمكانياتنا مسخرة لمنع إيذاء أي حاج أو مجموعة من الحجاج». هذه الكلمات الحازمة، وان كانت تعبر عن سلوك ومنهج سعوديين بامتياز، إلا أنها أيضاً رسالة واضحة، لكل من يحاول التلاعب بأمن الحجيج، أو يحاول استغلال الشعيرة الدينية، لتحقيق أطماع دنيوية أو أهداف سياسية تخرج بالركن الأكبر عن إطاره الشرعي، أو تثيره إلى ما يحوله عن هدفه الأسمى.. والرسالة هنا أيضاً، حاسمة، ولها دلالاتها، في هذا الظرف الدقيق، ولوجود تجارب سابقة من بعض من يدعون الانتماء للإسلام، وفي نفس الوقت، يشوهون تعاليمه، ويحاولون الاستئثار به فهماً وتفسيراً وسلوكاً. وما تأكيد رجل الأمن الأول، في كلماته المقتضبة، على «أن الأمن فوق كل شيء وليس هناك استثناء لأحد حتى المسؤولين الأكبر والأعلى من مناصبهم وبمن فيهم العسكريون» إلا دليل واضح لا يقبل الشك أو الجدل، على أن هذه المسؤولية، هي الأساس في كل جهد، والغاية في كل عمل، والهدف من كل عطاء. ليس هذا فقط، ولكن سمو ولي العهد، استعرض في كلماته، وضعاً نعتز به، وأثبتت الأحداث مدى صحتنا في تناوله أو إظهاره، أو التعبير عنه، ذلك أن المشهد الواقعي في المملكة أثبت «تلاحم الشعب بقيادته وثقة قيادته بالشعب، وثقة الشعب بالقيادة» ولعلّ هذا كان كلمة السر فيما نتمتع به من استقرار على هذه الأرض، وكان أيضاً الحصانة والمنعة الداخلية التي لم يفهمها كثيرون، أو يعرفوها. من قرأ تاريخ الشعب السعودي ومن عايشه، ولاحظه، أو اختلط به، يدرك جيداً أننا، نعيش بما اخترناه لأنفسنا، ونحيا بما أقسمنا على الوفاء به، منذ تأسيس هذا الكيان الخالد على يد المؤسس الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه، وطيلة مسيرة أبنائه من بعده. ومن قرأ سلوكيات وتصرفات الشعب السعودي ، عبر العديد من المواقف المؤثرة، يتأكد بجلاء، أن التفاف المواطن السعودي حول قيادته ووحدته السياسية والاجتماعية، والبيعة، كلها نابعة من التزام ثابت، ومن حالة ولاء ترسخت عبر تاريخ طويل، قابلها وفاء نادر من القيادة للشعب، ومن الشعب للقيادة. هكذا تحدث نايف إذاً.. وهكذا، كانت كلماته المعبّرة إطارا لعقيدة، ولمنهج، ولسلوك، ولالتزام نعتز به ونحمله على أكتافنا، ونورثه لأبنائنا.. جيلاً بعد جيل.