شكلت العلاقة بين الحاكم والمحكوم في بلادنا من خلال سياسة الأبواب المفتوحة حالة فريدة ونموذجًا ليس له مثيل في أنظمة الحكم في منطقتنا وفي العالم أجمع ، حيث ساهمت تلك العلاقة التي بنيت على أسس المصارحة والمكاشفة في تأصيل وتعميق معنى المواطنة المتجذرة في ضمير ووجدان الشعب السعودي الأصيل ، بما أكسب تلك العلاقة حصانة قوية ضد عوامل الفتن ونوازع الفرقة التي يحاول بعض الأشرار والحاقدين زرعها في هذه الديار المباركة التي أصبحت مضرب الأمثال في الأمن والرخاء والاستقرار . لذا فعندما ينتهز سمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز فرصة انعقاد مؤتمر العمل البلدي الخليجي السادس أمس الأول لتوجيه التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز بوفاء الشعب السعودي الكريم رجالاً ونساءً ، كبارًا وصغارًا على وقفتهم الأبية الوفية في مواجهة بعض الأشرار الذين حاولوا نشر الفوضى وإشعال الفتنة والعبث باستقرار البلاد من خلال الدعوة إلى مسيرات تخلو من أي مضامين سامية، فأثبتوا جهلهم بطبيعة الشعب السعودي الواعي الذي لا تنطلي عليه الافتراءات ولا ينصاع إلى دعاوى المفسدين، حيث قدّم هذا الشعب الكريم من خلال رفضه القاطع للانجراف مع تلك التيارات المضللة والدعاوى الزائفة، الشهادة الدامغة على أنه يعيش في قمة التلاحم مع قيادته المخلصة التي قطعت على نفسها عهدًا وثيقًا بأن يكون رخاء الإنسان السعودي وسعادته وتأمين مستقبل الأجيال القادمة هي همها الأكبر وشغلها الشاغل وهدفها الأسمى انطلاقًا من إيمانها الراسخ بأن الإنسان السعودي هو الاستثمار الأفضل والأغلى عل الأجندة السعودية، وأن الوحدة الوطنية هي أغلى ما يملكه الوطن، وتحرص عليه القيادة. كلمة سمو النائب الثاني بهذا المضمون تعتبر رسالة سعودية واضحة إلى العالم كله بأن الشعب السعودي يعرف طريقه جيدًا نحو المستقبل من خلال بوصلة لا تخطئ لأنها تتجه دومًا نحو الإيمان ومبادئ الإسلام السامية والتخلق بأخلاقه من خلال مسيرة مباركة وقيادة حكيمة راشدة تضع مخافة الله أهم غاياتها ومصلحة شعبها أسمى أهدافها.