تقفُ « قصيدةُ الحجِّ « شامخة سامقةً ورافة الظلال بين أفانين دوحة الشِّعر العربي التليد منذ عصر الجاهلية والذي حوى بقايا دين الخليل حيث حج البيت العتيق حينذاك وتوارد القسم برب البيت في أشعارهم وفي أراجيز ملاعبة وترقيص الرضع في مهدهم والابتهالات الشعرية عند الكعبة وفودا حسب مكانة القبائل مرورا بالعصر الإسلامي والأموي والعباسي وتتابع الدويلات حتى حاضرنا اليوم وقد كان الشعراء ينصهرون في بوتقة المشاعر المقدَّسة حيث قداسة الزمان والمكان إذ الوقت ليس كغيره والمكان خير الأمكنة وأطهر الأصعدة ومن البقاع الحرم وتتابع الأغراض الشِّعرية في قصيدة الحج أو ما يسمى بأشعار التلبيات وشعر المشاعر فهناك من تجده يكتب في النسك أو في الصعيد وفي ظاهرة الاحتشاد البشري المهيب وهناك من تجذبه الصور الحسية للحجيج فيكتب في اللباس الأبيض الموحد وفي لحظات الانكسار الوجداني الإيماني واستكانة الخواطر ولحظات الخشوع وفي ذكر التوبة والإنابة وتحية الرسول « صلى الله عليه « وتصوير مواقفه في مكة وإبان حجه المبارك ومن أبرز كتاب هذه القصيدة الإسلامية الخالدة من الشعراء السعوديين أحمد إبراهيم الغزاوي الذي كتب ما يزيد عن الثمانين قصيدةالبعض يرى أن شعراء القصيدة المَشْعَرِيَّة قد جاءت مستثناة من بين قصائدهم حيث إنها أضعف فنيا من غيرها ممن كتبوا شعرا واتصفت مشعرياتهم بالمباشرتية والموضوعية الواقعية حيث إن قدسية الزمان والمكان حالت بينهم وبين اكتمال إبداعاتهم.وحيث اشتمل ديوانه الذي تكفل بطباعته نادي جدة الأدبي أغلبه عليها والشاعر زاهر عواض الألمعي وحسين عرب ومحمود عارف ويحيى حسن توفيق وأحمد الجدع وغيرهم ممن استطاعوا أن يتألقوا فيها ويتأثروا بأجوائها ويؤثروا فيمن حولهم بمصداقية المعنى وتوهج العاطفة وتوظيف معاني المشعر ومناسك النسك عبر الشعر والكلمة وموسيقى الألفاظ الدينية المتوالدة من غار الطهر وصعيد الرحمة ومقام البركات غير أن البعض يرى أن شعراء القصيدة المَشْعَرِيَّة قد جاءت مستثناة من بين قصائدهم حيث إنها أضعف فنيا من غيرها ممن كتبوا شعرا واتصفت مشعرياتهم بالمباشرتية والموضوعية الواقعية حيث إن قدسية الزمان والمكان حالت بينهم وبين اكتمال إبداعاتهم إذ بهيبة القداسة تحد من تعمقهم في سبر غور الخيال وسبك الصور الفنية وجودة الصنعة وفي ظل ذلك تبقى قصيدة المشاعر قصيدة القصائد وسيدة المواقف الشعرية النبيلة والتي تهز قراءها من عمق أعماقهم حيث تجسيد المعنى والنقل الفوري لتلك الديار الطاهرة وأجواء الأنس الروحي وفذلكة الرحلة الإيمانية مبتغى كل مؤمن عبر الشِّعْر والكلمة وسهم الأحرف النورانية الثائرة.