آمنا بقضاء الله وقدره.. إن القلوب لتحزن وان العيون لتدمع.. واننا لفراقك يا أبا خالد لمحزنون عندما كنت تسافر للعلاج كنا في انتظار عودتك الميمونة سالما غانماً معافى.. وكنا وقتها نرفع اكف الضراعة للبارئ «جل وعلا» ان يُلبسك ثياب الصحة وجلباب العافية ويُعيدك إلينا معافى.. وكنا نفرح بعودتك فرحة الابن بعودة ابيه من سفر وكان افراد هذا الوطن الوفي اوفياء فيفرحون ويوزعون الهدايا تعبيراً عن فرحتهم بعودتك سالما.. وكان بعضهم يعبّر عن ذلك بالكتابة في الصحف يصفون فيها شمائلك الخيّرة الجمّة فأذكر من ذلك ما قاله الاستاذ خالد بن فهد البوعبيد في هذه الجريدة العدد 13346 وذلك يوم الثلاثاء الثاني عشر من شهر المحرم عام واحد وثلاثين بعد الاربعمائة والالف للهجرة النبوية الشريفة، ومما قاله الاستاذ خالد: (يا أخا الدفاع.. كم رمينا بك نحور الأعداء.. وفي المقابل كم جذبنا بك قلوب الاصدقاء..!! إنسانيتك.. هي التفاتة الشمس في ليل الحياري.. إنسانيتك كم اختصرت اوجاع المكروبين وكم حاصرت آلام المغلوبين..! وكم غيّرت من جغرافيا الفقر في القرى والمدن..!! ابتسامتك حدود جمالية للوطن.. كم أنستنا ابتسام الورد والصباح ما زال طفلاً جميلاً! بل ماذا عسانا ان نقول وفرحة الجهات بك لا تحدّ.. رحلت.. متألما فكانت فرحتنا.. منقوصة بل كأن الوطن نابه ما نابك فاستلقى بجانبك على سرير الاستشفاء.. وحين عُدت عاد للوطن نبضه، وحرارته، وعوافيه! عدت يا سيدي فعاد لنا الحظ الجميل، وعادت لنا الفرحة الوطنية المسافرة.. فحمداً لله على نعمة العود.. ومرحباً بك يا سلطان الخير لمواصلة الخير.. في وطن الخير..!!). أعمالك الخيِّرة المضيئة التي ستظل نبراساً يشعُّ على مدى الزمن ليقول لنا ان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لم يمُت.. فمثل هذه الآثار تظهر فيها صورتك وتعبق منها عطاءاتك للخير بين المحتاجين واصحاب الاحتياجات الخاصة والفقراء والمساكين، والله لقد ألهبت مشاعر ابنائك السعوديين والشعب العربي والمسلم. كلمات قالها كاتبها في وقت استقبالك يا سمو الأمير بعد عودتك من العلاج.. كلمات تستمطر الدموع من العيون وتبكي القلوب حباً وحناناً وتقديراً، فماذا عساه أن يقول في هذه العودة.. العودة الأخيرة.. اننا ونحن في هذا الظرف الحالك الذي تقبلنا فيه نبأ وفاتك واستقبلنا فيه جثمان رفاتك نعيش حالة من الحزن والأسى نحتاج فيها الى رجل مثلك يواسينا ويعزينا وينشر علينا رداء التفاؤل بابتسامة عريضة وصادقة ومحبة، كما تعوّدنا ذلك منك.. فاذا كان قد غيّبك الموت فإنك حاضر بمآثرك واعمالك الخيّرة المضيئة التي ستظل نبراساً يشعّ على مدى الزمن ليقول لنا ان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لم يمت.. فمثل هذه الآثار تظهر فيها صورتك وتعبق منها عطاءاتك للخير بين المحتاجين واصحاب الاحتياجات الخاصة والفقراء والمساكين.. والله لقد ألهبت مشاعر ابنائك السعوديين والشعب العربي والمسلم وكثير من شعوب العالم.. ان الحب هو اكبر عاطفة في صدر الانسان ونحن احببنا وطننا ارض الحرمين الشريفين، واحببنا قيادتنا «ايدها الله» وانتم يا صاحب السمو جزء لا ينفصل من هذه القيادة الموقرة.. فلا غرابة في ان يبكيك الوطن وقيادته وشعبه والعرب والمسلمون والعالم اجمع.. رحمك الله وغفر لك، وعسى جنان الخلد يا شيخ مثواك.