الحديث عن النصر في المواسم الأخيرة يأخذنا إلى اتجاهات متعددة وطرق فرعية متشعبة لا تعرف نهايتها ، تلك النهاية التي نحاول مرارا وتكرارا أن نصل اليها دون فائدة ، فكم هو طموح هذا الجمهور النصراوي الذي يتفاءل مع انطلاقة كل موسم بتحسن الأوضاع حاله حال أندية أقل منه امكانات تنافس حتى على مراكز الوسط وتنتزع نقاطا ثمينة مما يسمى بالفرق الكبار ولكن ! نقطة التفاؤل جميلة في هذا الجمهور الذي على الرغم من النتائج المخيبة للآمال في كثير من المباريات الا أنه صامد وبقوة بل إن الحضور في المدرجات يؤكد اخلاص هذا الجمهور لناديه رغم كل الظروف ، رغم أن النصر لا يتحدث بلغة البقاء في الممتاز ، ولا لغة التواجد بين الأربعة الكبار ، بل اللغة الحقيقية للنصر وجمهوره هي المنافسة على لقب أي بطولة يشارك فيها. يبقى النصر علامة فارقة في المنافسات المحلية ، ولكن هذه العلامة ضاعت حاليا والمساعدة في البحث عنها واجب من جميع الأطراف النصراوية والا فإن الحال سيبقى على ما هو عليهلا يمكن بأي حال من الأحوال الانتقاص من شأن الفرق التي يواجهها النصر عندما يتلقى النصر هزيمة منها ، ولا يمكن الحديث عن كل المباريات والفرق ، ولكن في لقاء الاتفاق السابق الذي كان عنوانه الثلاثية في الشباك النصراوية وعلى أرضه وبين جمهوره ، كانت الهزيمة طبيعية كون الاتفاق فريقا كبيرا وعريقا ينافس على اللقب ومشارك في دوري أبطال آسيا ، يملك ادارة ناجحة ولاعبين مميزين ومدربا خبيرا وجمهورا ذواقا سانده في الرياض بكل قوة ، وعندها تقبل جمهور النصر هذه الهزيمة برحابة صدر بل واكدوا أن فريقهم يستحق تلك الهزيمة. في النصر حلقة مفقودة لم يستطع أحد الوصول اليها حتى الآن ، ولكن كل ما يحدث في النصر يتطلب دراسة واقع حال من كل الأطراف النصراوية ، بل إن الاستماع الى لسان حال الجمهور هو الأهم ، صحيح ان عضو الشرف النصراوي ودعمه مهم ، وتواجد الاداري المحنك في الفريق مهم ، واستقطاب الأجانب المميزين مهم ، وتدعيم صفوف الفريق بلاعبين محليين كصفقة خالد الغامدي وليس بلاعبين مستهلكين يجلبون الدمار أمر مهم ، وفي النهاية هل نترك الجمهور جانبا ؟ بالتأكيد لا ، ورأي الجمهور النصراوي قد يقود سفينة النصر الى بر الأمان لأنهم أقرب الى تشخيص الحال من غيرهم فهم من يحضر الى الملعب وغيرهم يدعي حب النادي وهو بعيد عن الحضور والدعم ، وهم من يحمل هم النادي ونتائجه وغيرهم لسانه أطول منه في الصحف والفضائيات وكأن حال النصر يعنيه ، ولذلك لابد من اشراك الجمهور في عملية اعادة البناء للفريق ذلك الجمهور الذي طالما صفقق للفريق الخصم اشادة بفوزهم على فريقهم لا شماتة في النصر بل لأنه تذوق اللعب الأفضل لديهم. في النهاية يبقى النصر علامة فارقة في المنافسات المحلية ، ولكن هذه العلامة ضاعت حاليا والمساعدة في البحث عنها واجب من جميع الأطراف النصراوية والا فإن الحال سيبقى على ما هو عليه.