المؤسسات والمشاريع الخيرية التي أسهم في إنشائها ودعهما ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله كثيرة وعديدة وقد لا يسعنا أن نحصرها، فهو رجل غمر عطاؤه كل فئات المجتمع السعودي حتى عرف بين أوساطهم بأنه « سلطان الخير «، وذلك لما يتصف به من كرم وسخاء كان يتدفق كأنه نهر جار في كل أرجاء هذا الوطن، ولعله من المشاريع الخدمية التي حظيت بدعمه رحمه الله هو مجمع الأمير سلطان لتأهيل المعاقين بالمنطقة الشرقية والذي يقوم بتقديم خدماته لذوي الاحتياجات الخاصة بكل فئاتهم. وقال عبدالله المغامسي" مدير مجمع الأمير سلطان لتأهيل المعاقين بالمنطقة الشرقية " ل " اليوم" :" لقد خيم الحزن على كل منسوبي المجمع بعد سماع خبر رحيل الأمير سلطان عن هذه الدنيا، فقد نزل علينا المصاب الجلل كصاعقة، لأن فقدان هذا الرجل العظيم والمتواضع في سخائه وكرمه، يعتبر خسارة كبيرة ليس على أفراد الشعب السعودي، وإنما على الأمة العربية والإسلامية، فالأمير سلطان رحمه الله يعد من الشخصيات النادرة التي تتسم بمثل هذه الصفات في هذا الزمن، فقد كان رحمه الله ذا صفات حميدة، وكان خيرا وقد عم دعمه كل أبناء هذا الوطن، حتى المقيمين شملهم كرمه وعطفه، فأعزي العائلة الكريمة والقيادة الرشيدة الحكيمة على رحيل سلطان الخير إلى الرفيق الأعلى"، وعن الصفات البارزة التي كان يتصف بها الأمير سلطان رحمه الله قال المغامسي:" يعتبر الأمير سلطان رحمه الله رجل دولة من الطراز الأول، وقائدا سياسيا محنكا سواء بفكره في القيادة أو الإدارة، وكان رحمه الله ذا نظرة ثاقبة وصائبة عندما يتخذ أي قرار، وكل هذه الصفات يسخرها في خدمة ورفعة هذا الوطن والمواطن الكريم، وبجانب تلك الصفات نرى الصفات الإنسانية والمواقف النبيلة التي تشهد له حين يلجأ إليه أي مواطن يطلب العون والمساعدة فتجده يلبي حاجته طالباً ذلك مرضاة الله، فبرحيله عن هذه الدنيا فإننا فقدنا رمزا من رموز هذه الدولة الشامخة، وأعماله الإنسانية ستبقى خالدة لسنوات طويلة في أذهان الناس، وهنا فإني أسأل الله العلي العظيم أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته وأن يلهم الشعب السعودي الصبر والسلوان"، كما كان بعطفه وحنانه رحمه الله يغمر المعاقين من أبناء هذا الوطن، وهذا دليل على مدى حبه لهذه الفئة الغالية على قلوبنا، ولهذا فإنه من الواجب علينا نحن المواطنين أن نعزي أنفسنا بهذا المصاب الجلل الذي أصابنا بفقدان ورحيل سلطان الخير"، وأشار المغامسي في معرض حديثه إلى الأعمال الإنسانية والمشاريع والمؤسسات الخيرية المعروفة التي حظيت بدعم واهتمام الأمير سلطان رحمه الله وقال عنها :" كثيرة وعديدة هي الأعمال الإنسانية التي دعمها سموه رحمه الله ، وقد لا يسعني حصرها في هذا الوقت، وينعم بخدمات هذه الأعمال كل من يحتاجها من الناس في هذا الوطن من دون أي مقابل، فعطاء الأمير سلطان رحمه الله للناس يمتد على كل مساحة الوطن الشاسعة سواء من جنوبها إلى شمالها أو من غربها إلى شرقها". لحظة افتتاح سموه « يرحمه الله « المركز وعن دور مجمع الأمير سلطان لتأهيل المعاقين قال المغامسي:" يعد مجمع الأمير سلطان لتأهيل المعاقين بالمنطقة الشرقية الذي هو أحد تلك المشاريع التي كانت لسموه الكريم إسهامات عظيمة منذ أن تم إنشاؤه بدعوة كريمة من صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، حيث يحظى هذا المجمع منذ أن تم تأسيسه بدعم واهتمام من قبل الأمير الراحل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان رحمه الله ، فهناك الأقسام المتوفرة داخل أروقة هذا المجمع والتي تقوم بتقديم الخدمات الإنسانية والبرامج التأهيلية تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة وتحديداً لفئات المعاقين من الذكور والإناث، تصل إلى 5 أقسام وهي قسم التأهيل، والتدريب، والكشف الطبي، والرعاية النهارية، وقد بلغ عدد المستفيدين من هذه الخدمات من أبناء المنطقة الشرقية منذ أن تم تأسيس المجمع حوالي 22 ألف معاق من الرجال والنساء، أما عدد الذين يتم تأهيلهم حالياً في المجمع فهم حوالي 400 طالب وطالبة، وهؤلاء يتلقون يومياً خدمات تعليمية وتأهيلية، بالإضافة إلى المساعدات العينية والنقدية التي تقدم للمعاقين سواء من حيث المكافأة المالية والكراسي المتحركة والتي يحتاجها المعاق حركياً"، وفي سياق الحديث يقول محمد القحطاني أحد المعاقين حركياً والمستفيدين من خدمات مجمع الأمير سلطان :" إن رحيل سلطان الخير أبكى عيوننا وأدخل الحزن في نفوسنا، فعطاء هذا الرجل وكرمه وسخاؤه، لم يقتصر على أبنائه من المواطنين ممن يعيشون داخل هذا الوطن بل تجاوزه إلى خارجه، فواجبه الإنساني حتم عليه أن يكون عطاؤه تجاه كل محتاج، وكثيرة هي تلك المواقف الإنسانية التي مازال يتذكرها الناس الذين شملهم كرم وسخاء الأمير الراحل"، أما عباس آل درويش ولي أمر أحد الأطفال المعاقين الذين يشرف مجمع الأمير سلطان على رعايتهم وتأهيلهم يقول :" أعزي نفسي أولاً وكافة الشعب السعودي في وفاة سلطان الخير الذي جاء الخبر كصدمة كبيرة، وعن أعمال الخير التي ارتبطت بالأمير الراحل فهي كثيرة، وجميعها شملت كل فئات المجتمع من المواطنين، وعلى اعتبار أن ابني أحد المستفيدين من خدمات مجمع الأمير سلطان لتأهيل المعاقين بالمنطقة الشرقية، الذي يعد أحد الصروح الشامخة التي نفتخر بها في المنطقة وتحمل اسم الأمير سلطان رحمه الله ، فهو مشروع أسس لدعم ورعاية وتأهيل هذه الفئة الغالية علينا"، وأضاف آل درويش:" إن رحيل هذه الشخصية إلى الرفيق الأعلى أصابنا بالحزن، لأن فقدانه يعني أن الوطن فقد رجلا من رجالاته الأوفياء وقائدا نقشت إسهاماته الإنسانية في صفحات التاريخ، وفي اعتقادي أن هذه الإنجازات ستظل خالدة للأجيال القادمة بإذن الله، وأدعو العلي القدير بأن يحمي الله هذا الوطن من كل شر وأن يحفظ قادتها ويسدد خطاهم في كل ما يصب في مصلحة ورفعة هذا الوطن ". عدد من الأطفال المعاقين داخل المركز مجموعة من أطفال المجمع وهم يعبرون عن فرحتهم في احدى المناسبات احدى الفتيات ممن يجدن الرعاية في مجمع الأمير سلطان للمعاقين