طرق باب القرية المنسيَة . الجوع شعار للأمعاء والأفواه . وعم (علي) لديه شجاعة مواجهة الحالة . سألته هل أنت هكذا ؟ آسف . هكذا حياتك ؟! أجابني .. الله يديمها نعمة . تجولت بين الأشياء . تنكة تمر ! نصف محتواها يشاركه فيها بعض النمل ((قعادة)) بطانية التحف بها من البرد أكثر من (عم علي) . كان يغادر مكانه عندما يكون عنده ضيف معتذراً بأنه معزوم . ليترك مكانه (اللامكان) لضيفه وينام في (قاربه) . يا الله ... الله يديمها نعمة !!! . دفع يده اليمين تحت (القعادة) وهي سرير مصنوع من سعف النخيل . أخرج صندوقاً عليه قفل . أخرج المفتاح من حزامه . أطلق للصندوق حريته . وأطلق يمناه داخل الصندوق . أخرج (الدافور) والكبريت وثلاث علب و(كفتيرة) ثم انزلق تحت السرير مرة ثانية ليخرج (نصف جالون ماء حلو) لا يعرفه إلا عند العطش أو (براد الشاهي) . أشعل الدافور ووضع عليه براد ماء وبدأ يدندن . يا مراسي المآسي . من فزع لي حواسي . وشلت همك وهمي . الوجع عاف دمي . جاوبوا عالسؤال . ضاع أهلي وناسي . تضاءلت في زاوية بيته (كوخه) المكون من مساحة مفتوحة وباب ونافذة بلا نافذة !! .... مالك ؟ سؤال بمعنى (ما بك ؟! ) سألني . لم أجبه . تضاءلت في زاوية بيته (كوخه) المكون من مساحة مفتوحة وباب ونافذة بلا نافذة !! .... مالك ؟ سؤال بمعنى (ما بك ؟! ) سألني . لم أجبه . الله لا يغيِر علينا ! .. هكذا أردفها من عبارته السابقة الله يديمها نعمة !! أحسست بأني مكابر , طماع , وطرحت عليه السؤال . (تعرف أوباما ؟! طبعاً .... كنت عند (إبراهيم) وشفنا الأخبار . أسود صار رئيس الأمريكان ... أسود والا ابيض . الأمريكان أمريكان . (يبو بدر) ... وكثير بيوت من (برًا) بيضاً ومن (جوًا) سودا . كأنه يعلن أول قرار عربي صادق دون استئذان من جامعة الدول العربية التي لم تجمع على قرار (ثلاثة فناجين . كل واحد شكل) سألته ولم الثالث ؟! (يمكن يجينا ضيف !) بينما لم يكن في هذا البيت (الصندقة) إلا أنا وهو عند شاطئ غريب مجهول ساكت لا يفزعه إلا حركة (هواري) الصيادين مع إشراق الشمس ونوايا أخرى تنتهز الفرصة ليصبح هذا الشاطئ (أملاكا خاصة) . تنهد . شرب الشاي . تناول مخدة احتياطية تحت السرير . ألقى برأسه فوق المخدة وغادرني والمكان والزمن في نومة هادئة لا تعيقها خيالات الأشياء وكأنه يردد (الله لا يغير علينا) . ترى : ما الذي يقصده عم علي ؟!! ورزقي على الله .