غمرني الفخر والاعتزاز عند قراءة هذا الخبر لأنني وآلاف من زملائي الذين عملوا ويعملون في الهيئة الملكية والقطاع الخاص كان لهم شرف المساهمة في تطوير (الجبيل 2) بمدينة الجبيل الصناعية. وتجسد صورة توقيع الاتفاقية التكامل بين الجهات الرئيسة التي ساهمت في تطوير البنى التحتية وفي توفير الموارد المالية وتوفير اللقيم والوقود وفي جذب الاستثمارات العالمية لاقامة المصانع البتروكيميائية العملاقة. وللتاريخ نوجز مراحل التطوير ، حيث ان انشاء الهيئة الملكية لتطوير البنى التحتية في الجبيل وينبع وأسندت المهمة الى الملك فهد بن عبد العزيز يرحمه الله ليقود هذا التطور. لم تكن المهمة سهلة، بل كانت شاقة تطلبت الشجاعة والعزيمة والاصرار والتحدث الأهم من ذلك الايمان بأن مثل هذا المشروع من شأنه ان يعود على الوطن وأبنائه بالخير العظيم، وقد ظهرت الجبيل الى حيز الوجود وجهزت بجميع البنى التحتية اللازمة لاقامة الصناعات العملاقة التي تستخدم الغاز المصاحب كلقيم الذي كان يحرق على مدار الساعة وبكميات كبيرة. وانشئت الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» وأسند لها انشاء الشركات البتروكيميائية بشراكات عالمية وكتب لها النجاح الباهر ، حتى أصبحت الجبيل موطنا للتقنية لآلاف مؤلفة من الشباب السعودي المؤهل الذي يعمل بجد ونشاط في مختلف الأعمال الفنية والادارية. ظهرت الجبيل الى حيز الوجود وجهزت بجميع البنى التحتية اللازمة لاقامة الصناعات العملاقة التي تستخدم الغاز المصاحب كلقيم الذي كان يحرق على مدار الساعة وبكميات كبيرة. وخلال عملي في الجبيل الصناعية كمدير عام للهيئة الملكية، استقبلنا العديد من الشخصيات المهمة للاطلاع على انجازات الدولة في تطوير المدن الصناعية وفي صناعة البتروكيميائيات وكانوا دون أي استثناء يشيدون بما رأوه ويخططون لنقل هذه التجربة الى دولهم. والجبيل «2» هي استمرار لقناعة الدولة بأهمية التوسع الصناعي في المملكة، وقد حظيت بدعم ورعاية خاصة من الملك عبد الله بن عبد العزيز (اطال الله في عمره). ووفرت وزارة المالية الدعم المالي اللازم لانجاز مشاريع البنى التحتية على مر السنين حتى وفي أصعب الظروف المالية التي مرت بها الدولة. لقد كان ايمانهم بأهمية تطوير المدينتين الصناعيتين بالغ الأثر على تحفيز العاملين لبذل قصارى جهدهم لتنفيذ المشاريع في أوقات قياسية وحسب الميزانيات المعتمدة وبكفاءة عالية. أما وزارة البترول وشركة أرامكو السعودية فقد عملتا على توفير الغاز اللقيم والوقود اللازم لتشغيل الصناعات وفي دفع مسيرة التنقيب عن مصادر جديدة للغاز وفي مد خطوط الامدادات من مجمعات الغاز الى المنطقة الصناعية. ولا ننسى دور القطاع الخاص في انشاء قاعدة صناعية كبيرة. المقاولون السعوديون بذلوا جهدا في بناء الجبيل «1» والجبيل «2» وبقية المرافق الخدمية والسكنية في المدينتين الصناعيتين. وأفادت شركة أرامكو السعودية بان ما سيقام من صناعات في الجبيل «2» ستكون صناعات أساسية وتحويلية، حيث تعتمد الصناعات الأساسية على الغاز المصاحب كلقيم. أما الصناعات التحويلية فستعتمد على منتجات الصناعات الأساسية القائمة التي ستقام كلقيم لها وهذا يمثل قمة التكامل الصناعي. إن تاريخ شركة أرامكو السعودية أكبر دليل على ان المشاريع الآتية سيكون النجاح حليفها باذن الله. كما أن شركة أرامكو السعودية رائدة في صناعة النفط فانها ستكون كذلك في صناعة البتروكيميائيات أسوة بشركات سابك والقطاع الخاص لتكون أحد الروافد الرئيسة لتوطين آلاف الفرص الوظيفية لابناء هذا الوطن.