أكد صناعيون ومسؤولون في صناعة البترول والغاز في ختام المنتدى الثاني للصناعات التحويلية بالجبيل أمس أن الصناعات التحويلية باتت هدفا إستراتيجيا للاستثمار المحلي يجب التخطيط له والعمل على تحقيقه، في حين أوضح رئيس المنتدى مدير عام التخطيط الإستراتيجي وتطوير الاستثمار بالهيئة الملكية بالجبيل، المهندس عبدالعزيز عطرجي، في تصريح إلى "الوطن" أمس أن المنتدى يسعى لعرض الفرص الاستثمارية في الصناعات التحويلية في كل من الجبيل وينبع ورأس الخير وغيرها لجذب استثمارات تصل إلى 200 مليار ريال. وذكرت مصادر بالهيئة الملكية في الجبيل ل"الوطن" أمس أنه تم تخصيص حوالي 25% من مساحة "الجبيل2 " للصناعات التحويلية، مبينة أن هذا التوجه يأتي في ظل مجموعة من المبادرات التي أطلقتها وزارة البترول والثروة المعدنية وشركة أرامكو السعودية وشركة سابك والهيئة الملكية للجبيل وينبع والهيئة العامة للاستثمار وشركة معادن، وذلك من خلال مبادرة الهيئة الملكية للجبيل وينبع للصناعات البلاستيكية والكيماوية (Plas-Chem)، ومبادرة سابك ل(تطوير الأعمال المحلية)، إضافة إلى مبادرة وزارة البترول والثروة المعدنية (التجمعات الصناعية) التي تستهدف بناء الصناعات التحويلية، وخلق البيئة الحاضنة لها في كافة المدن الصناعية، وفي مقدمتها الجبيل وينبع ورأس الخير، والتوسع في الصناعات والأنشطة الثانوية والقيمة المضافة. وفي هذا الإطار أشار عطرجي إلى أن مشروع "صدارة" ومجمع البتروكيماويات التابع له الذي بدأ العمل فيه الآن بين أرامكو السعودية وشركة (داوكميكال) الأميركية في الجبيل2، يضم 26 مصنعا ويعتبر واحدا من أكبر مرافق إنتاج الكيماويات المتكاملة في العالم، وسينتج عشرات المنتجات الأولية والمتوسطة والنهائية، ويوفر الاستثمارات للقطاع الخاص وآلاف فرص العمل للكوادر الوطنية. وذكر أن هناك المشروع الثاني الجاري تنفيذه الحاليا وهو بناء أضخم مجمع متكامل للألمنيوم في العالم، ويستهدف تصنيع منتجات عالية التقنية والجودة تشمل صناعة أجزاء السيارات، والتغليف والتشييد، والبناء . من جانبه أبان كبير الإداريين التنفيذيين في شركة أرامكو السعودي داوكيميكال "صدارة" علي البوعلي أن الشركة ستسهم في بناء الصناعات التحويلية في المملكة، مبينا أنها ستوفر للأسواق المحلية والعالمية منتجات يتم طرحها لأول مرة مثل البولي يورثرين وايثوكسليات، كما أن ما ستنتجه "صدارة" سيمثل فرصا واعدة في قطاع الإنشاءات، وكيماويات معالجة المياه، ومجال المنظفات الصحية، وقطاعات أخرى اقتصادية. وأكد البوعلي أن مشروع "صدارة" سيبدأ التشغيل التجاري في 2015 وسيكتمل التشغيل الفعلي منتصف 2016 ، مما يمثل فرصة ذهبية للمستثمرين في الصناعات التحويلية للاستفادة من منتجات صدارة، فيما ذكر المدير الفني ومدير التطوير بشركة أرامكو توتال "ساتورب" برونو سيروت أن العام المقبل سيشهد بدء تشغيل مشروع الشركة، مما يعني تحركا سريعا نحو خلق التكامل الصناعي بين الصناعات الأساسية والتحويلية فعليا في الجبيل2 ، مشيرا إلى أن الشركة تسعى لتحقيق احتياجات التنمية الاقتصادية، وإعطاء فرص عمل للسعوديين، وتدريبهم وتأهيلهم لسوق العمل، وإتاحة الفرصة للمستثمرين وجذبهم. وقال الرئيس التنفيذي لشركة البترول والبتروكيماويات والتعدين، قاسم صالح الشيخ، في تصريح إلى "الوطن" أمس أن المستثمرين السعوديين يتطلعون إلى تحويل خطط المنتدى إلى مصانع على أرض الواقع، ولن يتحقق هذا الطموح إلا بوجود منظومة متكاملة بين الشركات العملاقة (أرمكو وسابك ومعادن) من جهة والقطاع الخاص من جهة ثانية؛ لكي تخلق تكاملا حقيقيا تكون نتائجه نهضة صناعية فعلية، تحقق طموح قيادة هذا الوطن الغالي، وتطلعات المستثمرين، وتوفر فرصا وظيفية هائلة من شأنها استقطاب الشباب المؤهل من خرجي الجامعات والمعاهد الذين يحتاجهم سوق العمل في هذا المجال. من جانبه قال العضو المنتدب وكبير التنفيذيين بشركة الصحراء، المهندس عصام حمدي، ل"الوطن" أنه من المتوقع أن تشهد الأعوام ال3 المقبلة ترجمة حقيقية لما يعرضه المنتدى من فرص استثمارية في الصناعات التحويلية، حيث ستشهد الجبيل وينبع ورأس الخير انطلاقة إنتاج منظومة من الصناعات الأساسية التي تستهدف بمنتجاتها الصناعات التحويلية.