الانتماء للوطن هو مشاعر وأحاسيس تسري في دم كل مواطن يعيش في هذه البلاد، والتربية الوطنية متلازمان وغرس الحس الوطني في نفوس الناشئة ينطلق من المنزل ثم مركز الاشعاع الكبير وهي المدرسة من خلال مناهج التربية الوطنية وجذور المواطنة تمتد إلى عصر محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو أول من غرس المواطنة ذلك هو الانتماء الحقيقي والحس الوطني الصادق.. أما الانتماء الزائف والذي وقع فيه شرذمة ضالة فهو على النقيض من السابق الذكر، غُرس في نفوسهم أفكار مسمومة متلبسين بلباس الدين الذي هو بريء منهم في الحقيقة، تصدى لهم رجال أكفاء إلى أن أقصوهم وأخرجوهم من جحورهم. جاء ذلك في ندوة بعنوان «المواطنة الصادقة بين الواقع والمأمول» شارك فيها مدير التربية والتعليم بالقنفذة الاستاذ بلغيث بن حمد القوزي ومدير شرطة القنفذة العقيد جفين منير المطيري ومدير الدفاع المدني بالقنفذة العقيد حسن علي القفيلي ومدير الاشراف التربوي بالقنفذة الأستاذ علي بن إبراهيم الشيخي ومدير الاشراف التربوي في حلي الأستاذ أحمد عمر الفقيه ومشرف التوعية الإسلامية الأستاذ مشعل الفلاحي وأدار الندوة الأستاذ عطية شامي العقيلي. تحدث مدير التربية والتعليم الأستاذ بلغيث القوزي في البداية عن الانتماء مشيراً إلى ان هناك انتماء حقيقيا يسري في دم كل مواطن في هذا الوطن يشعر بالغيرة على وطنه، وهناك انتماء زائف الذي وقع فيه الفئة الضالة فلا يحترمون ممتلكات الوطن ويفسدون في الأرض، وهناك انتماء محدود كالانتماء القبلي والانتماء لمحافظة أو قرية. وقال ان مكونات المواطنة هي الانتماء للوطن والحقوق والواجبات المطلوبة من المواطن والقيم العامة. وتحدث الأستاذ علي الشيخي من جانبه عن عوامل تفعيل التربية الوطنية في المدارس قائلاً: التربية الوطنية مناهج تدرس للطلاب وهي سلوك يحتذي به الطالب والمعلم ومدير المدرسة وكل مواطن في الأرض ملتزم بالتربية الوطنية ولا يمكن أن نتعلم التربية الوطنية من خلال الكتب التي نقرأها، وإنما من خلال قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي وسع بأخلاقه كافة البشر على اختلاف ميولهم. واضاف أن هناك برامج تؤثر في سلوك الطلاب نحو الأفضل ومن هذه البرامج في محافظتنا مشروع التربية الوطنية في المدرسة وطبق في أغلب المدارس، حيث تربي الحس الوطني لدى الطالب. وعن دور رجال الأمن في القضاء على الفئة الضالة تحدث العقيد حسن القفيلي قائلاً: إن المملكة مهبط الوحي وتمثل قبلة المسلمين قاطبة وأجهزة الأمن كلها واحدة لا تتجزأ في لحمة وطنية وأثبتت الاحداث تلاحم رجال الأمن والمواطنين في القضاء على الفئة الضالة وشاهدنا لوحات مشرقة لتضحيات رجال الأمن في ميادين الشرف والبطولة. من جانبه اوضح مدير الشرطة العقيد جفين منير المطيري بأن الإرهاب شاذ عن عادات الشعب السعودي المعروف بحبه للدين، مشيراً إلى أن وقفات رجال الأمن ايجابية في القضاء على الإرهاب، وقال ان المواطن هو رجل أمن وهو أساس المجتمع موضحاً ان مسؤولية مكافحة هذه الفئة ليست مقتصرة على رجال الأمن، وإنما على جميع أفراد المجتمع بداية بالأسرة بنصح الأبناء الذين يحملون أفكاراً مسمومة. واضاف: إننا في محافظة القنفذة نبذل الجهود في ضبط أي انحراف فكري إن وجد ولم نجد أي شخص فالجميع متكاتفون في حب الوطن وهناك تجاوب من مشايخ القبائل في حماية الافراد من أي انحراف عن الطريق السوي. وقال الأستاذ أحمد عمر الفقيه ان الوطن يتكون من الأرض - الوطن - المواطن.. مشيراً إلى ان حق الوطن بحفظ حقوقه وواجباته والسمع والطاعة لولاة الأمر وان المناهج بمفرداتها تؤكد على التربية الوطنية. وقال الأستاذ مشعل عبدالعزيز الفلاحي ان أهم اسباب انحراف الفكر غياب التفكير والسيطرة على العاطفة، وسوء الفهم للنصوص الشرعية والإعلام، حيث يأخذ الشباب معلوماتهم من (الإنترنت) وهذه المعلومات تحرض على الوطن وعلى ممتلكاته، كما حمّل الوالدين أهم اسباب انحراف الفكر فغاب الوالدان وغاب التشاور وانحرف الابن. وأجاب المشاركون في الندوة على اسئلة واستفسارات الحضور وشكر مدير التربية والتعليم بمدرسة الفلحة الابتدائية بحلي على هذه المبادرة بتنظيم وتنسيق هذه الندوة الوطنية والتي شهدت حضوراً كبيراً.