الوطن هو روح الإنسان وقلبه النابض، والانتماء لترابه يتساوى فيه الكل، الكبير والصغير، الغني والفقير، الحاكم والمحكوم. «الوطن» كلمة بسيطة على اللسان، عظيمة بعظمة الوطن، جميلة بألوان سهوله وجباله، كلمة يجب أن تغرس وتنمو في قلوب أبنائه، يتشربها الطفل مع لبن الأم، والطالب في صفه، والموظف في مكتبه، والباحث في معمله، والمحدث من منبره، وحتى لا نعيش بلا انتماء ولا هوية يجب أن يكون الوطن هم الجميع وعشق الكل. الوطن أنشودة جميلة لا بد أن يرددها كل فرد فيه، من شماله إلى جنوبه، ومن شواطئ شرقه إلى شواطئ غربه، تغني للوطن أناشيد تربطنا بترابه، مثلما تغني لرموزه، وهذا جزء من حب الوطن، لكن تراب الوطن هو الحب الكبير الذي نتلمس به وفيه حب الحياة، فالعشق لترابه واجب، والغيرة عليه زيادة في الكرامة، والدفاع عنه شرف لا يعدله شرف، يرمز لشهدائه، ويمجد أبطاله، احتوى بحبه وخيره كل أبنائه. لقد حبانا الله وطنا ضم بين جهاته أقدس بقاع الأرض وأطهرها، أفلا يستحق أن نغني له، وأن نحب ترابه؟. سؤال لمن ضل عقله، وعميت بصيرته بفكر ضال، أو رأي قاصر، فسولت نفسه لوطنه سوء. وطني الحبيب وهل أحب سواه، مرت عليها السنون، وما زالت خالدة، إني استعجب من الشعراء والفنانين بعدهم عن مثل تلك الأفكار الوطنية، أنشودة الوطن تنمو في ذهن وفكر أبنائه، بل هي أنموذج لتربية الجيل على حب الوطن، فهل نسمع أغاني تحيي في أجيالنا «وطني الحبيب»؟، ربما. أحمد سالم عثمان الغامدي