استغلال من نوع جديد تقوم به شركات حجاج الداخل، حيث أشارت تقارير الى ظهور بوادر أزمة ستظهر خلال الأيام القليلة المقبلة بين وزارة الحج وشركات حجاج الداخل بعدما عزم عدد من المواطنين رفع شكاوى لوزارة الحج إثر قيام الشركات برفع أسعار حملات حج الداخل بنسبة وصلت الى 100 بالمائة، وجاء ذلك مصاحبا لاقتراب موسم الحج وانتهاء تسجيل الحجاج في الشركات لاكتفائها ما أدى الى إجبارهم على دفع مبالغ باهظة ومضاعفة. اختفاء البرامج المخفضة وتصاعدت شكاوى المواطنين الراغبين في أداء الركن الخامس من أركان الإسلام من ارتفاع تكلفة الحج، مطالبين بضرورة إعادة النظر فيها خاصة من ذوي الدخل المحدود الذين لديهم أسر ويرغبون في أداء الفريضة، مطالبين بفرض برامج حج منخفضة التكلفة التي تبدأ أسعارها من 1900 ريال وصولا الى 3900 ريال على أكبر عدد ممكن من الشركات، حيث أدى اكتفاء شركات الحج التي تعمل ضمن برنامج منخفض التكلفة بالعدد المخصص لها من الحجاج الى قيام الشركات الأخرى باستغلال الفرصة ورفع الاسعار الى 100 بالمائة. ورصدت «اليوم» عدة ردود أفعال من قبل المواطنين الذين يرغبون في أداء فريضة الحج هذا العام بعد ان رفعت شركات الحج أسعارها الى 10 آلاف ريال وفي شركات أخرى وصلت الى 12 الف ريال. أسعار خيالية ويقول المواطن «عابد الشهري» : إن أسعار شركات حج الداخل أصبحت خيالية وفوق ما يتصوره العقل ولم أكن أصدقهم حتى أمس، حيث صعقت بعد ان قمت بعمل جولة على شركات الحج رغبة مني في أداء فريضة الحج أنا ووالدتي ووالدي وزوجتي، حيث طلب موظف الشركة مبلغ 40 الف ريال «بواقع 10 آلاف عن كل شخص» وهذا سعر الفئة ( أ ) على حد زعمه وانها بالقرب من جسر الجمرات، مشيرا الى أن شركات الحج التي لم تدخل في برامج الحج المنخفض التكلفة الذي أعلنته وزارة الحج الذي تبدأ اسعاره من 1900 ريال ، بل رفعت الأسعار بناء على اكتفاء شركات الحج منخضة التكلفة بالعدد المخصص لها ما جعل الشركات الأخرى تنقض على المواطن الذي يرغب في الحج وترفع الأسعار الى 100 بالمائة. وطالب الشهري وزارة الحج بوضع حد لمثل هذه الشركات التي تطلب مبالغ لا يطيقها ذوو الدخل المحدود والمتوسط وسرعة التدخل نظرا لاقتراب موعد الحج. إغلاق قبول حجاج جدد بالمخفض أجبرهم على دفع زيادة وصلت 100 بالمائة.. ورئيس لجنة الحج يؤكد أن الغلاء طبيعيتواجد وزارة الحج ويؤكد المواطن «عطية الزهراني» ان أسعار شركات حج الداخل أصبحت مرتفعة جدا وهناك عدد من الشركات تدعي انها لم تعد تستقبل الطلبات بسبب اكتفائها بالعدد المحدد والأكثر من ذلك ان احدى شركات الحج طلبت منى 5700 ريال مقابل ان يكون سكني في المزدلفة وهذا شيء غريب.. فكيف أسكن في مزدلفة والنسك يتطلب مني البقاء في مشعر عرفات وهذا تلاعب كبير والسبب في ذلك غياب وزارة الحج عن مراقبة شركات الداخل، مضيفا ان شركة حج طلبت منه 11 الف ريال وشركة أخرى طلبت 12 ألف ريال، وأصبحت الشركات تتقاسم وتستغل جيوب الراغبين في أداء فريضة الحج، بل واجبارهم على ذلك خاصة من لديه والدان ويرغبان في اداء فريضة الحج فهو مجبر على دفع المبلغ مهما بلغ حجمه. ويطالب الزهراني وزارة الحج بالتواجد في الميدان وليس فقط اصدار بيانات إعلامية وإجبار شركات حج الداخل على الالتزام ببرنامج حج منخفض التكلفة ليصبح لدى الجميع فرصة للحج. الغلاء من الوزارة وبرر عبد العزيز الزيلعي «موظف في شركة حجاج الداخل» ارتفاع الأسعار بالحرص على تقديم خدمة بجودة عالية ترضي الحجاج، بالإضافة إلى ارتفاع الأجور وأسعار المستلزمات في المشاعر المقدسة وجودة الخيام التي يسكنونها، بالاضافة الى قرب الخيام من الجمرات وهو ما يسهل عليهم رمي الجمرات أكثر من الحجاج الآخرين، مضيفا ان هناك ميزة أخرى وهي قرب الخيام من قطار المشاعر المقدسة، وهذه تعتبر ميزة أخرى بعكس الشركات الأخرى التي تبعد عن جسر الجمرات وعن قطار المشاعر بأكثر من 4 كيلو مترات، ونحن لا نبعد عن المواقع المهمة للحجاج سوى عشرات الأمتار ، بالاضافة الى ارتفاع الأسعار التي تفرضها وزارة الحج لتأجير الخيام في منى على المؤسسات. ارتفاع مبرر وبرر صاحب إحدى شركات حج الداخل «محمد الحربي» ارتفاع التكلفة بانه يعود إلى ارتفاع أجور الخدمات من نقل وإعاشة وسكن في المشاعر المقدسة، مشيرا إلى أن الشركات تقدم خدمات مميزة مقابل المبالغ التي حصلوا عليها من الحجاج، مضيفا أن مؤسسات حجاج الداخل تواجه ارتفاعا في تكلفة النقل والسكن الأمر الذي رفع تكلفة الحج، بالاضافة الى وجود خدمات اضافية تقدمها هذه الشركات مثل عدد الحجاج يكون قليلا في الخيمة بعكس ما يحدث من قبل بعض الشركات التي تجمع عددا كبيرا داخل خيمة صغيرة. المخفض غادر مبكرا وأكد رئيس لجنة الحج والعمرة سعد جميل القرشي أن الارتفاع في أسعار شركات حج الداخل له مبرره، مشيرا إلى أن هذه الشركات تقدم خدمات إضافية، بالاضافة الى أن هناك أكثر من فئة تقدمها شركات حجاج الداخل. وبين أن رسوم شركات الحج تحسب على أساس الموقع والخدمات التي تقدمها المؤسسة للحاج، وأشار إلى أن هناك مواقع في المشاعر ترتفع فيها تكلفة الحاج وهي بالقرب من الجمرات، وهناك مواقع يقل فيها السعر حسب بعد المخيم عن جسر الجمرات. وأوضح القرشي أن سبب تفاوت الأسعار هو اختلاف مستوى الخدمات. كما تتنافس المخيمات في تقديم مزاياها من حيث الباصات المكيفة والمخيمات الواسعة المكيفة وتوفير بوفيه مفتوح على مدار الساعة للمشروبات الساخنة والباردة. كما توفر المخيمات طبيبا وطبيبة للحالات المرضية الطارئة، وأيضا حراسات أمنية للمخيمات. كما تستضيف أحد العلماء للإجابة عن استفسارات الحاج، مشيرا الى ان وزارة الحج وضعت برنامج الحج المخفض وانضم اليه 21 شركة إلا ان أغلب شركات المنخفض، وكذلك التي تطلب 10 آلاف ريال للحاج قد أغلقت أبوابها ولم تعد تستقبل الحجاج بسبب اكتفائها. مواطنون يشكون من غلاء الأسعار شركات وضعت لافتة تفيد بانتهاء تسجيل الحجاج المخفض ( تصوير فيصل حقوي )