أعلن الأحد في اسطنبول تأسيس «المجلس الوطني السوري» ليكون إطارا موحدا لأطياف المعارضة والحراك الثوري السوري وممثلا لها في الداخل والخارج. وفي بيان التأسيس الذي تلاه الناشط السوري المعارض برهان غليون ، تم إعلان تشكيل المجلس ليكون إطارا موحدا للمعارضة وللثورة السلمية ويمثلها في الداخل والخارج ويعمل على «تعبئة جميع فئات الشعب السوري لاسقاط النظام بأركانه ورموزه وبناء نظام ديمقراطي تعددي». وتوقع المجلس توالي الاعتراف به «من جانب الدول الصديقة». وتعهد المجلس بالعمل مع جميع الدول وفق مبدأ الاحترام المتبادل ، وأكد رفضه أي تدخل خارجي يمس السيادة الوطنية. وطالب المجلس المنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب السوري. ووقع على بيان التأسيس عدد من الجهات منها قوى إعلان دمشق للتغير الوطني والإخوان المسلمين في سورية ولجان التنسيق المحلية والمجلس الأعلى لقيادة الثورة والهيئة العامة للثورة السورية ، إضافة إلى عدد من الشخصيات الوطنية المستقلة. « نحن مضطرون لعسكرة الثورة مهما كان الأمر ، بعد أن بتنا مجبرين على هذا الوضع وهذا حق مشروع لنا نحن مجبرون عليه ، والانشقاق الجارى فى الجيش هو مجرد نواه فالسلمية المطلقة لن تحقق لنا الغايات». ميدانيا ، سيطر الجيش السوري الاحد على مدينة الرستن في منطقة حمص والتي ارسل اليها الجمعة 250 دبابة بعد ايام من المواجهات التي تحولت الى حرب حقيقية بين العسكريين وفارين من الجيش. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «الجيش السوري سيطر بالكامل على الرستن» موضحا ان «خمسين دبابة غادرت المدينة امس». واضاف ان «عدة منازل دمرت والوضع الانساني سيئ جدا. لدينا معلومات عن عشرات المدنيين الذين قتلوا ودفنوا في حدائق المنازل خلال قصف الجيش الذي استمر اربعة ايام للمدينة». من جهتها، قالت وكالة الانباء السورية ان «الامن والهدوء عادا الى الرستن وبدأت المدينة باستعادة عافيتها ودورة حياتها الطبيعية بعد دخول وحدات من قوات حفظ النظام مدعومة بوحدات من الجيش اليها وتصديها للمجموعات الارهابية المسلحة». واضافت الوكالة ان هذه المجموعات «روعت الاهالي واعتدت بمختلف صنوف الاسلحة على قوات حفظ النظام والجيش والمواطنين واقامت الحواجز في المدينة واغلقت طرقاتها الرئيسية والفرعية وعزلتها عن محيطها». وأضافت الوكالة ان وحدات الجيش وقوات حفظ النظام تمكنت من تنفيذ عملية نوعية وقتلت عددا كبيرا من أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت الأهالي واعتقلت عددا آخر وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر كانت بحوزة المجموعات الإرهابية ، مشيرة إلى ان الأسلحة المضبوطة تضمنت قواذف «آر بي جيه» وأسلحة رشاشة وبنادق من نوع كلاشنكوف وقذائف هاون وغيرها. وأوضحت أن أهالي الرستن رحبوا بدخول الجيش وتخليص المدينة من عبث وإجرام المجموعات الإرهابية المسلحة. وفي إدلب أيضا ، قال نشطاء على الإنترنت إن حوالي 250 جنديا وأربعة ضباط منشقين اشتبكوا مع الجيش في قرية كفرنبودة وسط تحليق للطيران الحربي فوق المنطقة ، دون المزيد من التفاصيل. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان ، فقد قتل 2325 مدنيا و656 من الجيش وقوى الأمن السوري منذ بداية الاضطرابات في سورية منتصف مارس. وانسحبت كتيبة خالد بن الوليد التابعة للجيش الوطنى الحر المعارض – البالغ قوامه نحو 10000جندى - من على أطراف مدينة الرستن بعد أن تعرضت لقصف عنيف، وقتل عدد من أفرادها ، وبات الوضع المسلح والسلمى يفترقان الى عنصر الردع وسط غياب خريطة توافق للمعارضة فى الداخل السورى ، وفق اجماع عدد من خبراء الاستراتيجية العسكرية ، بالاضافة الى استمرار انغلاق الحدود السورية من كافة الجبهات فى حصول المعارضة على المؤونة اللازمة فى مواجهة التدفق القوى لتمويل الجيش السورى بالسلاح والعتاد. وفيما اعتبر العقيد رياض الأسعد المنشق عن الجيش ، ان ما يحدث مجرد « بداية تمرد مسلح « مشيراً فى حديث اجرته صحيفة واشنطن بوسطت الامريكية أن « النظام السورى لن يسقط الا من خلال القوة المسلحة ولن تكون خسائرنا أكثر مما نعانيه الان من قتل وتعذيب ودفن الجثث « .. من جهته ,قال احمد رياض غنامى المتحدث باسم المعارضة السورية فى حوار مع «اليوم « ، ان الجيش الحر على التقدير المذكور لعدد جنوده الذى يصل الى نحو 10 الالاف جندى لا يقدر على تشكيل حائط صد وأن معركة مثل الرستن كشفت ذلك . وأضاف» نحن لدينا بضعة مئات من الجنود الذين تخلو عن جيش الاسد، إما خوفاً من ان يقتلوا لأنهم يقومون بعمليات رصد للانتهاكات التى يقوم بها الجيش، أو أنهم مؤمنون بالثورة, « وهؤلاء حصراً من الطائفة السنية بعد أن تحولت المعركة إلى معركة مع طائفة بالنظر الى تركيبة الجيش، حيث أننا نذبح فى سوريا لأننا من أبناء هذه الطائفة «. ودعا العقيد الاسعد الغرب الى حظر جوي على سوريا اسوة بليبيا . فى المقابل اعتبر غنامى أنها سياسة الكيل باكثر من مكيال المعهودة لدى الغرب ، وقال» بل الأدهى أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا تعطي ضوءا اخضر للاسد بالاستمرار فى المجازر من منطلق استمرار التباطوء فى الحديث عن أن الثورة سليمة , ويتابع « لقد حرمتنا الجغرافيا من الكثير من الامتيازات «.. والجامعة العربية سقطت فى كافة الاختبارات وكشفت عن هزلها فى الربيع العربى يقول غنام .. مضيفاً « فضلا عن الاستفادة الابن المدلل لامريكا «اسرائيل» من هذا الوضع – الذى يقود الغرب الى اتخاذ مواقف هادئة وبطيئة .. « . ويضيف « نحن مضطرون لعسكرة الثورة مهما كان الأمر ، بعد أن بتنا مجبرين على هذا الوضع وهذا حق مشروع لنا نحن مجبرون عليه ، والانشقاق الجارى فى الجيش هو مجرد نواة فالسلمية المطلقة لن تحقق لنا الغايات «.