دمشق، نيقوسيا - «الحياة»، اف ب، اب - عشية جمعة «احرار الجيش» التي اعلن المحتجون في سورية عن تنظيمها اليوم كتحية لعناصر الجيش السوري الذين اعلنوا انشقاقهم عن النظام، ذكرت انباء متطابقة ان مواجهات وقعت بين عناصر من الجيش ومجموعات منشقة في انحاء مختلفة من سورية. وكانت حصيلة ضحايا الاشتباكات يوم امس 14 قتيلاً، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينهم ستة جنود وعنصران منشقان عن الجيش بالاضافة الى ستة مدنيين. وليلاً اعلن مجلس التعاون الخليجي انه طلب انعقاد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية للبحث في تطورات الوضع في سورية. ففي محافظة ادلب قال ناشطون ان دبابات وناقلات جند تابعة للجيش اقتحمت مدينة بنش اثر احتدام الاشتباكات مع المنشقين في هذه المنطقة المحاذية للحدود التركية. وسمعت اصوات قصف الرشاشات الثقيلة في المدينة. وقال المرصد ان خمسة مدنيين قتلوا في بنش. فيما تحدث موقع «شام» عن اطلاق نار كثيف داخل فرع امن الدولة في بنش، مما يشير الى احتمال حدوث انشقاق داخل الفرع. وافاد موقع «اوغاريت» ان عشرات المدنيين اصيبوا خلال الهجوم. في الوقت ذاته تحدثت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن انشقاق مجموعة من الجنود، بينهم ملازم، مع عتادهم في درعا. وتبادلوا اطلاق النار مع قوات الجيش، ما ادى الى مقتل ستة من افراد الجيش وجنديين من المنشقين بالاضافة الى شخص مدني. وفي تحرك لافت، انتشرت الدبابات وعناصر عسكرية بلباس مدني قرب مدينة القامشلي، ذات الاغلبية الكردية، وذلك تحسباً لتظاهرات حاشدة اليوم تضامناً مع اسرة الناشط الكردي مشعل تمو الذي اغتيل قبل ايام. وفي حمص، واصل الجيش السوري حملته العسكرية التي بدأت منذ بضعة ايام على المدينة. وقال المرصد السوري ان قوات عسكرية وامنية اقتحمت حي القصور فيها فجر امس، ورافقتها ناقلات جند مدرعة. وشن الجنود حملة اعتقالات اسفرت عن اعتقال 19 شخصاً، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي تبليسة في ريف حمص، قال ناشطون ان عدد المعتقلين تجاوز 1200 معتقل، وقطعت الاتصالات الارضية والخلوية عنها فيما تنتشر حواجز الجيش والامن في شوارعها الرئيسية والفرعية. وفي حماة، تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن هجوم شنته عناصر من «الجيش الحر»، المنشقين عن قوات الجيش، على فرع امن الدولة ومفرزة امن بالمدينة، مما ادى الى وقوع خسائر كبيرة من «الشبيحة»، كما وصفتهم الهيئة. كما بث ناشطون على شبكة الانترنت تسجيلاً لشخص قال انه العميد رضوان المدلوش من المخابرات الجوية اعلن فيه انشقاقه عن الجيش رداً على اعمال «القتل واستباحة الحرمات» التي يقوم بها النظام. في هذا الوقت، نظمت وزارة الاعلام السورية جولة لمراسلي الصحف والمحطات العربية والاجنبية بينها «الحياة» الى مدينة الرستن التي سبق ان شهدت مواجهات واسعة، وذلك بهدف اظهار ان «الحياة الطبيعية» تعود اليها. الى ذلك، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بان «الجهات المختصة في محافظة حمص، تمكنت من القبض على 95 مطلوبا ومصادرة عدد من السيارات التي يستخدمها الإرهابيون في تنفيذ جرائمهم (...)، إضافة إلى مصادرة كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة وكاميرات الدجيتال وأجهزة بث فضائي». واشارت «سانا» الى ان «الجهات المختصة اشتبكت أمس الأول مع مجموعة إرهابية مسلحة كانت تحتجز ضابطاً طياراً برتبة مقدم منذ 10 أيام في أحد المزارع في منطقة تل الشور غرب حمص، ما أدى الى مقتل 3 مسلحين وإصابة عدد منهم ومصادرة أسلحة متنوعة».