خادم الحرمين الشريفين قائد عظيم لأنه قائد يستمد شعبيته من حب الناس له وشعبيته تستمد شرعيتها من علاقة أبوية حنونة تفرد بها عن غيره من الحكام جسدها في أقواله وأفعاله ارتضاها الشعب السعودي وأكد عليها في مناسباته ومواقفه حتى أصبحت هي العاطفة التي يلتقي فيها أبناء الوطن والنسيج الذي يجمع بين أركان الوطن والأساس الذي يقف عليه. هذه المشاعر الأبوية جعلتنا نشهد مشاركة واسعة للمرأة السعودية في خطة التنمية على مستوى الإعداد والتنفيذ فمنذ عام 1428ه صدرت أربعة قرارات ملكية أوصلت المرأة السعودية إلى مراكز قيادية مهمة في الدولة شملت في البداية ترشيح أسماء جديدة في مناصب مستشارات في مجلس الشورى، كما صدر قرار أول امرأة سعودية كمساعدة لأمين محافظة جدة ويعد هذا المنصب من أكبر المناصب في أمانة محافظة جدة يسند لامرأة، منصب نائب وزير، منصب وكيل للتعليم، منصب في القانون، منصب في المحاماة، ومناصب في الصحة.. فليس غريبا أن ينجب الوطن النساء المبدعات وخلفهن أب حنون.. هذه القرارات الملكية الأخيرة لم تمنحنا مشاعر الفخر بأنفسنا كنساء ولم تمثل نقلة نوعية في حياتنا كنساء بل جعلتنا أكثر تفاؤلا بالمستقبل. وأكثر تلاحما وقوة وترابطا، ويأتي القرار الملكي التاريخي الذي يؤمن بوصول المرأة السعودية إلى أقصى مشاركاتها الفاعلة والكاملة في مجلس الشورى والمجالس البلدية، القرار الذي يجب أن يؤمن به المجتمع ليس أفرادا فقط، بل بكامل مؤسساته وأجهزته، والإقرار بأنه قرار حضاري سينقل المجتمع خطوات إلى الأمام، يفرض تحديث الثقافة المجتمعية بما يرتقي بالرؤية نحو المرأة ودورها الفاعل والمشارك، فلا يمكن لأي مجتمع إنساني أن يمشي بقدم واحدة في الوجود الدولي الحالي، ويسعى إلى التطور بهدف المنافسة السياسية والتقنية والعلمية في ظل عجلة زمن لا تهدأ، وإنما تزداد سرعة، إلا ويستعين بقدميه الاثنتين لا ليمشي بل ليركض بهما، ويلحق سباق المجتمعات. والسؤال هو: أين موقع التعليم من هذه القرارات في خططه المستقبلية وفي أفكاره الإبداعية وفي استراتيجياته المعرفية والمهارية والشخصية.. فيما يخص المرأة كطالبة ومعلمة؟ كيف نستثمر القرارات الملكية في التغيير والتحديث؟ كيف تعد المعلمة الطالبة المناسبة والكفء لهذه المناصب مستقبلا ومن خلال التعليم، وخاصة من خلال المنافذ التي تنادي إلى التطوير؟ ماذا تحتاج حتى تصبح مؤهلة لهكذا مناصب؟ ليس سهلا أن أكون نائبا لوزير أو وكيلا للتعليم أو مساعدا لأمين منطقة.. أو عضوا في مجلس الشورى حيث يتطلب مني أن أكون قائدة للمنصب نحو أهدافه وفي الوقت المحدد له.. وفق سياسات الوطن وتطلعاته.. هدفي التطوير والتجديد.. قيمي أولا.. وقيم الناس أولا وأخيرا. ماذا يجب أن أضيف إلى خطة عملي في إدارة التعليم حتى يساهم التعليم في إنجاح قرارات ملكية وأحقق أهداف الدولة مستقبلا؟ كيف نقدم المناهج بالأسلوب الذي يلامس راحة الكف والواقع ومتطلباته، واحتياجات المستقبل إليه؟ كيف نستفيد من جميع قراراته.. ونتعلم منها دروسا على مستوى الاقتصاد والتعليم والصحة والقانون والاجتماع.. دروسا نواجه بها أزماتنا.. وندير بها قراراتنا وعلاقاتنا وعملياتنا في العمل وفي الحياة.