في تحريك الحديث عن الجودة الشاملة.. كنت طفلاً.. يوجّهون مسيرة حياتي نحو الجودة.. يرونها بمعاييرهم في حينه.. يقولون: (خلّك رجَّال).. لا يحدّدون ماذا يريدون؟.. هل توصون أبناءكم بذلك القول؟!.. هل تشرحون لهم المعنى؟!.. نقولها وكفى.. نترك للمتلقي حرّية تحديد المعايير.. أصبح مصطلحاً تتناوله الأجيال دون وعي بخطورة الفعل.. كل بلد عربي يملك مصطلحاً خاصاً.. تتوارثه أجياله.. لا يعطون تفسيراً محدّداً، أو معياراً للاحتكام إليه.. على المتلقي رصد معايير الرجولة من حوله.. ثم ممارستها قولاً وفعلاً.. ليعتلي منصة تتويج مقولة (خلّك رجَّال).. في مصر يقولون: (خلّيك جدع).. في حضرموت يقولون: (با تقع رجّال).. نداء هادف.. بنتائج تخضع لحالات وضع العقل السائدة. ** قوة (خلّك رجَّال) تكمن في تعزيز الملاحظة.. لرصد الاتجاهات والتصرّفات والسلوك والأخلاق والقيم.. ثم يأتي التبنّي لتحقيق أهداف (خلّك رجَّال).. كاتبكم يدّعي أن معظم مشاكلنا.. ومنها الاجتماعية والاقتصادية.. وحتى البيئية والسياسية هي بسبب هذه الكبسولة.. نبلعها دون معرفة بنتائج تطبيقها على العباد والبلاد.. وأيضاً مدى تأثيرها على المستقبل. ** «خلّك رجَّال».. كبسولة ساهمت في تخلّف العرب وذريتهم.. ساهمت في زيادة مساحة ضمور دورهم الحضاري.. ساهمت في مزيد من خسائرهم الحضارية عبر العصور.. هي التي جعلتهم مجتمعاً متخلفاً.. كغثاء السيل.. متصدّعاً.. لا يفهم نفسه ودوره.. مجتمعاً غير متصالح حتى مع نفسه.. مجتمعاً لا يعي التطلّعات بأهميته كإنسان.. فاقداً الجودة المثالية وسبل تعزيزها. «خَلّك رجّال».. مصطلح ابعد النّاس عن جودة الذّات المنشودة حضارياً.. أبعدهم عن الطريق السوي المنضبط.. مقولة حملتهم إلى متاهات الضياع.. والفُرقة.. مصطلح ابعد العرب عن القيم الأصيلة والمعايير الحميدة.. منعهم من التقدّم.. والتفكير السوي.. حجب عنهم الخيال البنّاء، خاصة في مجال المعرفة بالعلم.. هل فكّرتم في معاني (خلّك رجّال) وأبعادها؟!.. هل فكّرتم في نتائجها على الشباب؟!.. هل فكّرتم في مدلولها القاتل لكثير من القيم الجميلة في حياة الناس؟!** «خلّك رجّال».. مصطلح أبعد النّاس عن جودة الذّات المنشودة حضارياً.. أبعدهم عن الطريق السوي المنضبط.. مقولة حملتهم إلى متاهات الضياع.. والفُرقة.. مصطلح ابعد العرب عن القيم الأصيلة والمعايير الحميدة.. منعهم من التقدّم.. والتفكير السوي.. حجب عنهم الخيال البنّاء، خاصة في مجال المعرفة بالعلم.. هل فكّرتم في معاني (خلّك رجَّال) وأبعادها؟!.. هل فكَّرتم في نتائجها على الشباب؟!.. هل فكّرتم في مدلولها القاتل لكثير من القيم الجميلة في حياة الناس.. خاصة في ظل فجيعتنا بتآكل القيم الحميدة يوماً بعد آخر؟! ** «خلّك رجّال».. ستظل احد أسباب الكوارث الاجتماعية والتخلّف والانحطاط.. ساهمت بشكل مباشر.. في إقصاء المعايير النموذجية المرغوبة.. عن واقع التطبيق والممارسة الفعلية.. رغم المعرفة والقناعة بتلك المعايير.. هل تعرفون كيف؟!.. ولماذا؟!.. بالتأكيد سيتم شرح هذا الادعاء.. وقبل ذلك، أود من الجميع، التفكير في الطريقة التي حملنا بها مصطلح (خلّك رجَّال)، إلى عالم آخر.. بعيداً عن الكثير من معايير الجودة التي نسعى إلى تحقيقها.. والتي حملها الإسلام لنا.. وأعزّنا بها في مرحلة من تاريخنا.. ولكننا بهذه الكبسولة المختصرة.. سُقنا أنفسنا.. إلى التخلّف والجهل.. والمرض والخنوع.. والذل والهوان.. كلّ حسب موقعه. ** لا تستغرب لهذه الحالة التي يشخّصها الكاتب بهذه الكلمات.. لا تستنكر دون تفكير في ملامحها.. وأيضاً ماذا نقصد بها؟!.. وماذا يقصد بها الآخرون؟!.. العبرة بالنّهايات وخواتم الأمور.. هكذا نطلق لأبنائنا العنان لتفسير معنى (خلّك رجَّال).. دون أن نخبرهم بالمعايير التي يجب أن يتبعوها.. وأيضاً ماذا نقصد بكلمة (رجَّال) وتعريفها؟!.. وب(ماذا) نعرّفها؟!.. وعلى أي قيم نضع التعريفات؟!.. ولماذا نضع التعريفات والمعايير؟! ** عندما يقول الجاهل لابنه: (خلّك رجَّال).. ماذا يقصد؟!.. عندما يقول الفاسد لابنه: (خلّك رجَّال).. ماذا يقصد؟!.. عندما يقول الخانع لابنه: (خلّك رجَّال).. ماذا يقصد؟!.. عندما يقول الحرامي لابنه: (خلّك رجَّال).. ماذا يقصد؟!.. عندما يقول الذي يأكل حقوق الآخرين بالباطل لابنه: (خلّك رجَّال).. ماذا يقصد؟!.. عندما يقول المنتهك للنظام وحقوق الآخرين لابنه: (خلّك رجَّال).. ماذا يقصد؟!.. وعندما يقول المرتشي.. والفاجر.. والخائن.. والسفيه.. لابنه: (خلّك رجَّال).. ماذا يقصدون؟!.. عندما يقول المتعصب.. والمتكبّر.. والمغرور.. لابنه: (خلّك رجَّال).. ماذا يقصدون؟!.. عندما يقول غير الأسوياء لأبنائهم: (خلّوكم رجاجيل).. ماذا يقصدون؟!.. وعندما يقول الظالم لابنه: (خلّك رجَّال).. فماذا يقصد؟!.. وهكذا مع كل شخص في أي موضوع وموقع. ** في واقع الأمر.. نحن نترك للابن ملاحظة معيار الجودة التي تعجب من حوله.. وتزيد من رصيده الاجتماعي بينهم.. والتي تجعلهم ينظرون إليه بإعجاب.. عندما يتبنّى معاييرهم السائدة.. المنافية للجودة.. عندما يتعلمها ويمارسها لنيل استحسانهم، سيصبح في نظرهم «رجَّال».. حائزاً على الرضا والإعجاب وأيضاً النجاح.. بهذه الممارسة تتحقق أهداف مقولتهم من (خلّك رجَّال).. أليس هذا ضياعاً يغيّب الجودة البنّاءة لذات الفرد؟!.. أطلقوا العنان لتفكيركم. [email protected]