في هذه القصّة القصيرة يلخّص قارئ «عربي» نقلاً عن كاتب «عربي».. حال الوضع «العربي» الراهن، والذي تتفتح مشاهده على ما نرى ونسمع «غالباً» ونتكلّم.. أحياناً. ولأنني «عربي» تحاول حكومتي أن تجعل مني «مواطناً صالحاً».. وأنتم أيضاً مواطنون عرب صالحون بكل تأكيد، يهمّني أن أحكيها لكم.. ربما تعرف عيونكم الساهرة طريقها للنوم.. ولكن أي نوم؟ يوماً ما، ذهبت امرأةٌ إلى عمدةِ قريتها تشكو من جارها «أبو عينين زايغة» .. هنا، فكّر الرجل قليلاً، بعد أن نظر إليها «من فوق لتحت» ثم سألها بصوتٍ رقيق: هل تستطيعين أن تدفعي أذاه؟ فأجابت المرأة على الفور ودون أن تفكر: لا. طأطأ العمدة رأسه، وأخذ نفساً عميقاً بعد أن ابتلع ريقه، وقال لها وكأنه يستمطر حكمة اليائسين: في هذه الحالة عليك الشكوى منه.. الفارق الوحيد أن غالبية حكوماتنا تتمتع بأوقاتها الطيّبة والمسالمة جداً مع الجار.. إذا لم تصدّقوا.. فأعيدوا سماعَ خطاب السيّد أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.. قبل يومين، وفي نفس الوقت شاهدوا ما تفعله بعض النظم المتآكلة لدينا في شعوبها، من قتلٍ وسحلٍ وسلخ ..المتأملُ لمفردات القصةِ أعلاه، وعندما يربطها بالواقع العربي، طيلة العقود الأخيرة، وخلال الصراع العربي الإسرائيلي، أو حتى خلال ما تمرُّ به بعضُ عواصمنا مما يسمونه «الربيع العربي» يستطيع أن يعرف أن هذه هي تقريباً قصتنا.. نحن الشعوب العربية التي لا تزال ك «الأطفال» في نظر حكوماتها أما الجار الشرير، فلن يكون غير أبناء العمومة في إسرائيل مع ملاحظة أن أمريكا هي بالطبع «عمدة» هذا الكون، ووليّة أمره والمتحكّمة في مصيره! الفارق الوحيد أن غالبية حكوماتنا تتمتع بأوقاتها الطيّبة والمسالمة جداً مع الجار.. إذا لم تصدّقوا.. فأعيدوا سماعَ خطاب السيّد أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.. قبل يومين، وفي نفس الوقت شاهدوا ما تفعله بعض النظم المتآكلة لدينا في شعوبها، من قتلٍ وسحلٍ وسلخ.. انظروا إلى صورة الفتاة السوريّة التي سلخوا جلدها، وقطّعوا أوصالها، وقبلها ذاك المواطن الذي قطعوا حنجرته لأنه هتفَ ضدّ النظام، أو صورة الطفل حمزة الخطيب الذي بتروا أحد أعضائه.. وتركوه ينزف حتى الموت، وراجعوا صور جثامين الشهداء الذين فرمتهم رصاصات الغدر وسيارات البلطجة والأمن في مصر وتونس وليبيا واليمن.. ولعلكم شاهدتم قبلاً رقصة الجنود على بطون مواطنين عُزّل في دمشق.. ستعرفون ساعتها.. كم من أولئك الجيران «الأشرار» موجودون حتى داخل بلادنا.. وربما لهم نفس أسمائنا، ويرتدون نفس ملابسنا، ويتحدثون نفس لغتنا، وكثيراً ما يتبجحون أنهم موجودون لإهانتنا.. عفواً لحمايتنا! بينما هناك من يحاول إقناعنا ب»حدوتة» من إياها.. ربّما ننام! توتة توتة.. خلصت الحدوتة؟! [email protected]