أهمية المكان : تكشف هذه المجموعة محاولة الكاتب الاتصال ببيئات مكانية متعددة في القرية والمدينة، في وطنه المملكة العربية السعودية غالباً،وفي بلدة عربية أخرى ربما كانت القاهرة أو دمشق أو بيروت أو تونس أو غيرها من البلدان العربية تجتذب السائحين العرب بغية إبراز أثر المكان في الشخصية، وهي تواجه العالم من حولها بتقاليده وأعرافه ومتغيراته، متصدياً لكثير من سلبيات الحياة فيه. من أجل ذلك يوظف عناصر قصصه في مبنى حكائي قد يقترب أحياناً من المتن الحكائي، نظراً لارتباطه بكثرة تفاصيل الواقع المعيش، ولذلك فبرغم أن « تلك التفاصيل» عنوان لآخر قصة في هذه المجموعة : الصورة، المسالم، البحث عن راحة، من حقيبة سفر، المطارد، نقيق الضفادع، فراغ. وربما ذلك لالتزام الكاتب بالواقع وتفاصيله، لكنه طبعاً لا يلتقط الواقع كما هو، وإنما يحاول إعادة تشكيله بواسطة التفاصيل التي يلتقطها منه ليحقق أهدافه الإنسانية والإسلامية والذاتية من هذه المجموعة. ويهيمن على هذه المجموعة الراوي كلي العلم، ومن ثم فقد غلب عليها ضمير المتكلم، ما عدا قصتيه « نقيق الضفادع»، و «فراغ» تقريباً وإن لم تخلوا من شيوع هذا الضمير أيضاً في كثير من مقاطعهما. و «الراوي كلي العلم» وهو يتحدث إلى المتلقي يشعره بقربه منه، مما يوجد قدراً من الحميمية بينهما، قد تجعل هذا المتلقي يشارك الراوي(البطل) أفكاره، ويتعاطف معه، مما يرتد إلى الاقتناع بآراء الكاتب والتأثير بها. نواة القصة أساس بنائها: وحسن حجاب الحازمي من هؤلاء الذين تدرك مفتاح قصته في السطر الأول منها،ثم يلتزم بعد ذلك طريقة « الاسترجاع» غالباً لصحبك معه خلال تسلسل حدثه؛ ففي الأولى «أقصى درجات الخيبة» يعلن في بدايتها تلويح الفتاة للبطل الذي رآها تبتسم له من نافذتها أو هكذا يستمر مرتبطاً بهذه النواة حتى نهاية القصة. وفي الثانية «الصورة»يأتي في السطر الأول منها « الصورة»التي ظلت خلال ثلاثين عاماً تأتي إليه وحدها دون استدعاء، وهي صورة ختان أخي البطل، ثم يصحبك خلال عرض طقوس هذه المناسبة، حتى يموت هذا المختون. وفي الثالثة وهي « المسالم» تأتي في أول سطر منها لفظة « المسالم» كنواة ثم يتابع التفاصيل خلال اشتباك البطل وبعض أقاربه مع غيرهم مما أوصلهم إلى الشرطة... لأنه خرج عن مسالمته، التي كان يقدس فيها تقاليد قبيلته. وفي الرابعة وهي « البحث عن راحة» يأتي في السطر الأول منها، « لم أكن أتوقع أني سأقتله» ثم يتابع البطل ورواية حركته من القرية إلى المدينة جنوبها وشمالها فراراً من هذا الجار المزعج، وبحثاً عن الراحة حتى أوشك أن يقتله. وفي الخامسة « من حقيبة السفر».. « كل شيء في هذه المدينة يعلمك الصبر» ثم يتابع البطل سيره، متصدياً بالصبر لكل المثيرات التي تدهمه في هذه المدينة (أسئلة سائقي سيارات الأجرة، طمعه في صفاء ابنة الخادمة، ثم البواب)، حتى يغادرها مستصحباً صبره معه الذي واجه به كل متغيراتها. وهكذا في كل قصصه تقريباً، خاصة ما كان منها موبساني الشكل. الشكل المبساني (التقليدي): وإذا كان جي دي موبسان رائد القصة القصيرة الفرنسي قد حدد عناصرها بالبداية والوسط ونقطة التنوير والحل، فقد أصبح هذا التصور تقليديا، لكننا يمكن أن نجد ملامحه البنائية في بعض قصص هذه المجموعة وهي: أقصى درجات الخيبة، ومن حقيبة السفر، ونقيق الضفادع، وفراغ. بينما بقية هذه المجموعة القصصية تنبني غالباً على أنها لقطة لموقف، وذلك من أحدث تصورات مفهوم القصة القصيرة، وتجليه في هذه المجموعة من القصص: الصورة، والمسالم، والمطارد، وتلك التفاصيل. بالنسبة للمجموعة التي يتضح فيها تصور جي دي موبسان نجد أول قصة وهي « أقصى درجات الخيبة». يقدم الكاتب فيها تجربة شاب مراهق، يحاول أن يرصد الفتاة التي ظن أنها تبتسم له من نافذتها، وعندما فقد الأمل في اللقاء بها، قرر أن يحمل لوحة كبيرة ويكتب عليها رقم هاتفه، حتى تراه من عل، فتتصل به، ويبوح لها بكل مشاعره نحوها... وفي النهاية يكتشف أن النافذة التي أخذ يرصدها، إحدى نوافذ منزله هو، وأن الفتاة التي كان ينتظر ظهورها إنما هي أخته هو، والأشد إثارة للانتباه، ولفتا للنظر، أن اللوحة التي كتب عليها رقم الهاتف التي نسيها بمنزله كانت بيد هذه الفتاة لشاب آخر، فما أشد الخيبة، وما أسوأ النتيجة. وقد تجلت هنا وحدة الحدث وفنيته، وتطوره، كاشفاً خلال لغته عن أقصى درجات الخيبة والفشل، ليس فقط في رصد «غزالته» كما سماها، وإنما في مسعاه كله، خاصة المحافظة على أخته، وكأني بالقول المأثور «من زنى يزنى به ولو بجداره»، يظهر عالياً ليحل محل عنوان القصة، داعياً الشباب إلى الجد، والحرص على مكارم الأخلاق، بالنسبة لهم ولغيرهم، ولمجتمعهم ولأمتهم. ولقد جسدت اللغة الموظفة في هذه القصة خيبة بطلها إلى أقصى حد، فما من مقطع إلا و «تقابل» فيه الصياغة بين الفشل والنجاح، وبين اليأس والأمل، وبين اصطياده غزالته الوحيدة، والآخرين الذين يؤوبون كل ليلة بحبيبة وحكاية (2)، وهكذا لينتهي هذا «التقابل» بتحقيق الفشل، واليأس، وافتقاده غزالته، لأن تجربته الحياتية هذه كان يعوزها الجد والصدق والهدف الإنساني النبيل، لتكون غزالته نواة لحياة زوجية سعيدة، وهو الدرس الأخلاقي المنوط بهذه القصة، الذي تقدمه لشباب اليوم. ومن مزايا اللغة في هذه القصة ما كشف عنه هذا « التقابل» من سخرية بطل القصة من مواقفه، ليلفت انتباه القارئ الشاب إلى وجوب ترك مثل هذه المواقف، فهو مثلا قد كنى عن نفسه «بأبي رعد» إيحاء بقوته وتحقيقه لبغيته من انتصار في صيد غزالته التي ارتبط بها، لكن شيئاً من ذلك لم يتحقق، حتى إنه ينسى هذه الكنية أحياناً (نم يا أبا...)(3)، مما يضاعف من سخرية المتلقي من هذا البطل ومسلكه ومزاعمه، ليرتد كل ذلك تأكيدا للقيمة الأخلاقية الإسلامية التي نيطت بهذه القصة. وتأمل هذه المفاجأة في آخر مقطع من هذه القصة، حين يقول البطل وهو الراوي في الوقت نفسه. «عدت إلى البيت مسرعاً لأحمل اللوحة وأعود بيد أنكم لن تصدقوا أنني لم أعد، وأن الدهشة شلتني تماماً حين رأيت ضوءاً أحمر ينزُّ من نافذة علوية في بيتنا - في بيتنا بالضبط- ولمحتُ وجهاً كأنه وجه أختي، ورأيت لوحتي نفسها تظهر وتحتفي، وأظن-بل أكاد أجزم- أن شخصاً ما، في مكان ما،كان محتفياً إذ ذاك بخطي الجميل»(4). ويتمثل فيها نقطة التنوير والحل ونهاية القصة، وقد شكلتها اللغة تشكيلاً جيداً، فالفعل «عاد» بين الإثبات والنفي قد ساهم في الكشف عن ذلك، فمجيئه» مثبتاً أشار إلى نقطة التنوير، لكن « نفيه» يمثل الحل مقرونا بالدهشة مما فاجأ البطل من « تحولات» غيرت مجرى القصة، ومثلت نهايتها، فمن كان يعتقد أن «غزالته» هي أخته، والنافذة نافذة بيته هو، بل إن اللوحة نفسها التي تحمل هاتفه، استغلت في محاولة عقد اتصال بين أخته وشاب أخر، ومن ثم كانت سخرية البطل من نفسه، عندما أشار إلى أن شخصاً آخر يحتفي بخطه الجميل في اللوحة، فليس هناك احتفاء، وإنما هنا محاولة كمحاولة بطل القصة في استغلال اللوحة، لكنها قد تكون محاولة ناجحة وهي في الوقت نفسه ضارة، وهذا هو مغزى التحولات في هذه القصة. وربما تكون هذه القصة قد بنيت على وهم ارتآه البطل في بدايتها؛ من أن فتاة فتحت النافذة وابتسمت له، ولوحت له، ليبني على ذلك قصته، بغية إعطاء هذا الدرس الأخلاقي. ومثل بناء هذه القصة التي يتضح فيها الشكل الموبساني نجد أيضاً من قصص هذه المجموعة، «البحث عن راحة» وقد كان للمكان وسيطرته على الشخصية أثر في تطورها، وهو ينتقل من بلدته أو قريته، إلى مدينة الرياض، ويسكن في أقصى جنوبها، بحثاً عن الراحة، وبعيداً عن الناس والمعارف، ولكنه يبتلى بجار ثرثار، يتدخل في كل شيء، فيفر منه إلى أقصى شمالها، لكنه يفاجأ بتتبعه له، فيحاول قتله تخلصاً منه... ومن ثم نجد تغيراً أو نمواً في الشخصية نتيجة لمتغيرات المكان، وإن كان ذلك في حدود ما تسمح به قصة قصيرة. وكذلك قصته « نقيق الضفادع» حيث اعتاد بطل القصة عبور الطريق الخطر الكثير السيارات حيث يلتقي بأهله، تاركاً المنطقة الجميلة التي يتمنى الإقامة فيها، والنهر الذي يستمتع به برغم تحذير أهله له، بل لقد أصبح يقطع الطريق في ثلاث قفزات بعد أن كانت ثمان ثم ست ثم أربع، وانتهى به الأمر إلى أن يدهس في هذا الطريق الذي ألفه، نتيجة مرور سيارة سريعة مطفأة الأنوار ليلاً، ولست أدري هل نقيق الضفادع هو صوت زوجته، أم صوت زوجته وأهله وتحذيراتهم له، من هذا الطريق والانتقال إلى المكان الذي أصبح محبباً، وبذلك فهو يحث على طاعة الأهل، ربما.. أنموذج للقصة القصيرة الحديثة : والقصة الثانية هي « الصورة» مبنية على أنها لقطة لموقف، يقدم فيها (الكاتب) - حيث يتوحد هؤلاء جميعاً الكاتب والبطل والراوي - صورة للاحتفال بختان أخيه، ما بين شغل الأهل بطبخ الذبائح، لتقديمها في الولائم التي يفد إليها المدعوون من بعيد وقريب، وما يحدث للطفل نفسه الذي سيتم ختانه... من تزيين وتجميل قدميه بالحناء،والأهم من كل ذلك ما توصي به التقاليد من وجوب ثباته وتجلده أمام ما يطلق من أعيرة نارية مدوية كثيرة تعبيراً عن الفرحة، كما يختبر بها تجلد الطفل وثباته أمام هذا الضجيج والعجيج، ثم السكين الكبير الحاد اللامع الذي سيتم به الختان، والمرور به أمام عيني الطفل الذي تفترض التقاليد ألا تؤثر فيه رؤيته له برغم خطورته، وما يمكن أن يسببه من رهبة، وكذلك الأعيرة النارية التي تدوي في المكان على مدار وقت الاحتفال، مقترنة بدقات الطبول الصاخبة،والأغاني التي لا تقل عنها في إحداث الجلبة والضوضاء... وكان طبيعيا أن ينتهي كل ذلك بموت الطفل، خاصة بعد أن أصابه نزيف حاد من هذا السكين الكبير الحاد اللامع... الذي ذبح به، كل هذا يحدث في الوقت الذي توجد فيه المستشفيات التي يمكن أن يتم فيها الختان الطبيعي الآمن، وهو ما حاول أن ينصح به البطل (الراوي) أباه، لكن الأخير رفض تعرية ابنه أمام الغرباء، وخضوعاً للأعراف والتقاليد الجائرة. ويلاحظ أن الكاتب هنا برغم نجاحه في السرد لطقوس الختان ووصفها والاحتفال بها، لكنه وظف العامية كثيراً، ربما لاقتناعه أن هذه مناسبة شعبية، وقد لا يصلح في التعبير عنها، وتصويرها سوى العامة، لكن ذلك زعم خاطئ مهما ادعى أصحابه والمؤمنون به، من أن العامية قد تعبر عن حنايا الشخصية، أفضل من اللغة الفصيحة، وهو زعم آمن به يحيى حقي وبعض الرواد يوماً ما، لكنني أتصور أن الفن غير ذلك تماماً، فليس المطلوب في الفن الواقعية الحرفية التي قد ترتبط بهذه العامية، وإنما المطلوب الواقعية الفنية وهي واقعية السلوك بلغة جمالية تحقق جوهر الفن، وأهدافه في ترقية الإنسان والنهوض به، والربط بين الإنسان العربي وقرائه وتراثه. يبدو أن حسن حجاب الحازمي مغرم بالاعتماد على الوهم والخيال في معالجة الواقع المعيش خلال بعض قصص هذه المجموعة، يتضح ذلك من قصتيه الأولى وهي « أقصى درجات الخيبة» التي أشرت إليها، وآخر هذه المجموعة وهي « تلك التفاصيل» . في هذه القصة الأخيرة يصور الكاتب موقف الراوي بعد أن تملكه « إحساس بالموت»(5)، وقد غمر هذا الإحساس كل ما حوله من إنسان وجماد مما أوجد بحيرة الدمع التي جعلته يرفع أطراف ثوبه حتى لا يبتل وهو خارج من مكتبته الحزينة الباكية، ككل ما فيها، بل ككل ما هو موجود في بيته، من أجل وفاته التي توهمها، كما توهم هؤلاء المحزونين الباكين عليه، من ثم تأتي لفظة « تفاصيل: المشكلة للعنوان، والتي تكررت أربع مرات خلال هذه القصة، كاشفة كثيراً من التفاصيل للأحداث والشخصيات التي استدعاها إحساسه بالموت، مبتدئاً بمنزله حيث ابنه الصغير الذي عوده على إعطائه اللبان من مكتبته، فعندما يأتي هذه المرة لن يجد أباه، وإنما سيجد الدمع الذي أخذ يتسرب من مكتبته ومن حجرة النوم ليغرق الصالة، بل لقد ترك الفراش لزوجته. بل لقد أخذ يستعيد « تفاصيل» غسله في بيت أبيه الفسيح في الغرفة التي تم فيها غسل جدّته من قبل، من ثم فقد أخذ يودع أطفاله، ليعود ناظراً إلى سقف غرفة النوم مستعيداً كثيراً من المتغيرات المرتبطة « بتفاصيل» موته. وقد تأتي هذه اللفظة « تفاصيل» مرة أخرى مثبتة لتكشف عما يرتبط لديه من أحداث بموت بعض الآخرين الذين طواهم الموت وذكره بهم موته هو، من حيث علاقاتهم بغيرهم، وما يذكرهم به المعزون؛ من هؤلاء الأموات : محمد التهامي، وأحمد مصلح، وإبراهيم الضمدي وغيرهم، وقد كانوا مخلصين محبين لغيرهم. ولكن قد تأتي كلمة « تفاصيل» منفية لتشير إلى قلة الذكريات التي ترتبط ببعض من ماتوا ؛ مثل زميله « حسن عبد الله» لقد مرت صور كل هؤلاء بسقف الحجرة الذي ثبت عينيه فيه، كما استدعى الموقف كثيراً من الذكريات المتعلقة بهم وبأخلاقهم. ثم تأتي اللفظة نفسها « تفاصيل» ليستدعي علاقاته ببعض الأحياء، خاصة أباه وصالح البقال الذي يشهد تعامله معه بوفائه بما عليه من حقوق نحوه، وكذلك وداعه لأستاذه محمد الوادعي الذي كثيراً ما سأله هو وزملاؤه من التلاميذ وهو معلمهم،ثم يذكر أمه وأخته، وما كان يأخذه من الأخيرة من مال خاصة ما يتبقى من شرائه لها ما تحتاج إليه... كما أخذ يتذكر شبابه المنتهي وأسف الآخرين عليه، وأنه لم يتمتع به، وخاصة وقد كان مشغولا بفرش بيته قبل موته الذي داهمه. وفي كل استدعاء مما سبق كان إحساسه بالموت يتضخم، وقد ختم قصته مرة أخرى بتذكره لزوجته الذي كان قد بدأ استدعاءاته، لكنه هذه المرة، يعرب عن أن الدنيا لا تشبع أحداً ممن يريدهم خاصة أولاده، كما يقدم صورة رمزية لموقف الإنسان من الحياة، عندما يتصور ضوء الصباح المتسلل خلال قضبان نافذة غرفته المغلقة، وقد شكل قضبانا مرسومة في سقفها حتى لكأني به يعتبر حياة الإنسان سجناً يحاول الخروج منه، فهل أراد الكاتب هذه الفكرة الصوفية حقاً؟ وهكذا يحلل الكاتب على لسان الراوي البطل موقف إنسان استبد به هاجس الموت وسيطر عليه، وكشف عن هذا الموقف خلال علاقة هذا الميت المتوهم بالأموات والأحياء، ولكن في لغة تصويرية جميلة آسرة، وتفاصيل دقيقة، تجعل الإنسان أكثر إيماناً بحتمية الموت ووجوب الاستعداد له بالعمل الصالح. وإن كنت آخذ عليه عدم الربط بين تحليله لموقف زوجته من موته، الذي ذكره في بداية القصة، ثم عاد ليواصل الحديث عنه في نهايتها، فأتصور أن في ذلك لوناً من الاستطراد الذي قد لا يناسب البناء القصصي، خاصة في قصة قصيرة. وهكذا تكشف مجموعة « تلك التفاصيل» لحسن حجاب الحازمي عن متابعة لمفهوم حديث من مفهومات القصة القصيرة، ومحاولته معالجة الواقع المعيش بلغة جمالية تتكئ على معرفة وخبرة بالفن القصصي تدعم تصوراته الفنية، برغم كثرة تفاصيله، وميله للعامية اللذين أرجو أن يبتعد عنهما. هوامش : 1 حسن بن حجاب الحازمي، تلك التفاصيل مجموعة قصصية، ط 1421ه 2000م الرياض. 2 انظر السابق ص 12. 3 السابق نفسه ص 11. 4 السابق نفسه ص14. 5 انظر السابق ص 11.