في مثل هذه الأيام من العام قبل الماضي، أظلمت الحياة في وجه الأرملة «خ. المطيري»، حيث فقدت زوجها في حادث مروري، مخلفاً لها الحسرة والألم .. والحزن الفقر . وتحملت المطيري مسؤولية خمسة أيتام، أكبرهم لا يتجاوز الحادية عشرة من عمره. وتتساءل: «الحمل كبير، والمسؤولية الملقاة على عاتقي، ولا أدري ماذا أفعل في مشكلتي، وليس لي أخوة أو أب يقف معي، فأنا وحيدة، يرافقني الحزن؟». وتتابع: «الحمد لله على قضائه وقدره، فقد توفي زوجي قبل قرابة عامين، وتركني أصارع جحيم الحياة، وأتقلب بين جمرات الفقر، وتحت سطوة الحزن الذي وسّم خديّ وأذهب صوتي، فطالما سهرت الليالي حزناً عليه، وعلى مصير أطفالي الأيتام من بعده»، مضيفة «لا تقف المصيبة عند فقد زوجي فحسب، بل تكتمل فصول المأساة عندما أسمع بكاء أطفالي حزناً على والدهم، وهم يحتضنون صورته ويسألونني متى سيعود، فلا أدري كيف أجيبهم، وبأي لسان أتحدث لهم». وتكفكف الأرملة دموعها قائلة: «لم أعد أعرف طعم السعادة، ولا أدرك معنى الفرح، فالفقر قد أحكم قبضته علينا، حيث إن زوجي لم يكن يعمل في القطاع الحكومي، وليس لدينا أي مصدر دخل ثابت ومنذ وفاته وإلى الآن، ونحن نعيش على صدقات المحسنين وما تجود به أيديهم». وتذكر أنها مستأجرة شقة قديمة في حي أحد طالما هددها صاحب الشقة بالطرد، لأنها لا تنتظم في دفع الإيجار. وتقول: «كيف لي أن أنتظم في دفع الإيجار وأنا أعتمد فيه اعتماداً كاملاً على نفقات أهل الخير؟»، مضيفة: أنا «أعول أربعة أولاد وبنتا، أتحمل مسؤولية تربيتهم ورعايتهم». وتضيف: «لا أريد من أهل الخير سوى تأمين شقة لي ولأبنائي، فأنا أخشى عليهم من الضياع إذا طردنا من المنزل»، مشيرة إلى أنها «حاولت جمع مبلغ من المال لتأمين شقة، إلا أنني عجزت عن توفير المبلغ كاملاً، وكلما أتتني زكاة مال أو غيره، ادخرتها لأن حلمي الوحيد هو تأمين شقة، تحمينا مع أبنائي من نظرات المتطفلين».