فيما اعترض طلاب مدرسة يكرب وفودة المتوسطة، التابعة لمحافظة بقيق، على قرار نقلهم من مدرستهم، إلى مدرسة ابتدائية، خوفاً على حياتهم من انهيار مبنى مدرستهم، تساءل أولياء أمورهم عن مبلغ ال700 ألف ريال التي أنفقت على صيانة المدرسة المتوسطة قبل فترة ليست بالكبيرة، مؤكدين رفضهم التام لفكرة دمج أبنائهم، مع طلاب في المدرسة الابتدائية، مؤكدين أن هناك خطأً تربوياً ترتكبه إدارة التعليم من وراء هذا النقل، ولابد من تداركه قبل فوات الأوان.. سكن الطلاب وتجمع طلاب مدرسة يكرب وفودة المتوسطة أمام بوابة مدرستهم، مطالبين بفتح أبوابها، واستئناف العام الدراسي الجديد, مبدين اعتراضهم على النقل. وعزا مكتب التربية والتعليم القرار إلى تهالك المبنى القديم، وعدم صلاحيته للدراسة، مؤكداً انه يشكل خطورة على حياة الطلاب. في المقابل، أكد أولياء الأمور أن أبناءهم لن يذهبوا للمدرسة التي نقلوا إليها، بسبب بُعد المسافة عن مقر سكن الطلاب، التي تبعد أكثر من أربعة كيلومترات ذهاباً، ومثلها إياباً, وكذلك عدم توفر البيئة التعليمية الجيدة للطلاب, وخشيتهم من وقوع مشكلات تربوية، بسبب دمج طلاب المرحلة الابتدائية مع طلاب المرحلة المتوسطة بمبنى واحد، دون أي حواجز بينهم، ويشتركون معاً في ساحة الفسحة ودورات المياه. ووصف أولياء أمور طلاب القرار ب»المفاجئ» وغير المنطقي، مندهشين من دمج طلاب المرحلة المتوسطة مع طلاب المرحلة الابتدائية بنفس المبنى, مؤكدين أن «هذا الأمر، يتنافى مع توجهات المملكة التعليمية، في إيجاد البيئة التربوية الصحية المناسبة للطلاب، من أجل الرقي بمستواهم التحصيلي»، مطالبين في الوقت نفسه ب»التراجع عن هذا القرار في أقرب وقت، لكي تستأنف الدراسة في المبنى القديم، كونه قريباً من مساكن الطلاب في فودة، الذين يمثلون ما نسبته 50 بالمائة من عدد طلاب مدرسة يكرب وفوده المتوسطة». نقل المدرسة المتوسطة من فوده إلى مدرسة ابتدائية ب «يكرب»، قرار خاطئ، ولابد من تداركه قبل فوات الأوان 700 ألف وقال محمد حمد الهاجري، وهو ولي أمر أحد الطلاب إن «نقل المدرسة المتوسطة من فوده الى مدرسة ابتدائية ب «يكرب»، قرار خاطئ، خاصة أن القرار جاء بناءً على أن المبنى المدرسي آيل للسقوط»، متسائلاً «كيف يكون آيلاً للسقوط، وقد تم ترميمه قبل فترة بسيطة بأكثر من 700 ألف ريال، من أجل مواصلة الدراسة فيه، واليوم نتفاجأ بهذا القرار، دون سابق انذار لأولياء أمور الطلاب، ينبههم بأن المدرسة نقلت لموقع جديد، ما أدى إلى تجمع الطلاب أمام بوابة المدرسة مع أول أيام العودة للمدارس، رافضين القرار، ورافضين تنفيذه». وتابع الهاجري «نطالب إدارة التربية والتعليم في الشرقية، بالنظر في الموضوع مرة أخرى، خصوصاً ان عدد الطلاب من فوده، يمثل نسبة 50 بالمائة من عدد طلاب المدرسة، كما انه لم يتم إبلاغ المعلمين بقرار النقل، فتوافدوا على المبنى القديم مع بداية العام الدراسي، وباشروا فيه عملهم خلال الأسبوع الأول من الدراسة، وتم توجيههم لاحقاً بأنه تم نقل المدرسة لمدرسة يكرب الابتدائية». مواصلة الدراسة ويرفض سالم خالد المريع (ولي أمر) قرار نقل المدرسة من المبنى الحالي، إلى مدرسة ابتدائية، وقال: «نحن نعرف خطورة دمج هؤلاء الصغار في البنية الجسدية والأفكار، مع طلاب المرحلة المتوسطة، الذين يكبرونهم في البنية الجسدية والعقلية، لذلك لن أسمح لأبنائي بمواصلة الدراسة في مدرسة الدمج نهائياً، وإذا اضطر الأمر، فسأقوم بنقلهم لمدرسة متوسطة مستقلة بذاتها، في أي موقع كان»، مطالباً ب»التراجع عن قرار النقل في أقرب وقت ممكن، وعدم الإصرار عليه». مبلغ كبير ويضيف فهد محمد شداد أن «إدارة التربية والتعليم أجرت صيانة لمبنى المدرسة بمبلغ كبير، من أجل مواصلة الدراسة فيه لسنوات طويلة، ولكن القرار جاء مفاجئاً بالنسبة لنا، بداعي أن المبنى آيل للسقوط، مع العلم انه توجد مدارس أنشئت في العام نفسه، الذي أنشئت فيه هذه المدرسة بمراكز أخرى قريبة، وما زالت الدراسة مستمرة فيها دون أي مشكلة»، مضيفاً «كل المدارس لها العمر الزمني نفسه، وتقع في منطقة واحدة، كما أن عدد الطلاب من أهالي فوده، يمثل نسبة كبيرة من إجمالي عدد طلاب المدرسة, كما أن دمج طلاب المرحلة المتوسطة مع طلاب المرحلة الابتدائية فيه خطورة على طلاب المرحلتين، لاختلاف العمر والتفكير بخلاف الفوارق في البنية الجسمانية، ناهيك عن أن مرافق المدرسة من مصلى وملعب ودورات المياه وغيرها، مشتركة بين طلاب المرحلتين، وهذا خطأ تربوي يجب أن نلتفت له». نقل المدرسة ويؤكد عبدالله حمود الهاجري أن «الحل الذي اتخذته إدارة التربية والتعليم بنقل المدرسة المتوسطة إلى مدرسة أخرى ابتدائية قرار غير منطقي، لما يحمله من خطورة على الطلاب، وخصوصاً طلاب المرحلة الابتدائية للفوارق الكبيرة بينهم وبين طلاب المرحلة المتوسطة، من حيث البنية الجسمانية والتفكير وأمور أخرى». وأضاف «قد لا يخفى على الكثير, انه تم افتتاح المجمع التعليمي بفوده، لكنه لم يفعل حتى اليوم, وهنا أتساءل لماذا لم يتم نقل طلاب المرحلة المتوسطة للمجمع التعليمي بفوده، الذي يقع خلف مبنى المتوسطة مباشرة، والذي لا توجد به سوى مدرسة للمرحلة الابتدائية؟». مشاكل تربوية وشدد أحد أولياء الأمور على انه يرفض أن «يواصل أبنائي الدراسة في مدرسة، تشهد دمج طلاب الابتدائية مع طلاب المتوسطة، لما قد يواجهه الطلاب من مشاكل تربوية أثناء اليوم الدراسي، وكذلك عدم توفر البيئة التربوية الجيدة للطلاب، وحرمانهم من تقنيات المدرسة، كالمختبر ومعمل الحاسب الآلي وغرفة مصادر التعلم»، مؤكداً «الحكومة أوجدت هذه الأماكن في المدارس، من أجل تطوير مستوى الطلاب، وليس إلغاءها وتحويلها لفصول غير مهيأة للدراسة». قرار النقل ويذكر ولي أمر أحد الطلاب أن «قرار نقل المدرسة جاء في وقت غير مناسب، فإذا كان هناك قرار لنقل مدرسة ما، فمن المفترض بان يباشر الطلاب في مدرستهم القديمة، ويستلموا كتبهم وجداولهم الدراسية، وبعدها يتم إخبارهم بقرار النقل»، مؤكداً «القرار اعتبره غير منطقي، بحكم انه يدمج طلاب مرحلتين مختلفتين في العمر والفكر والقدرات الجسدية في مكان واحد، مما قد يتسبب في الكثير من المشاكل التربوية، بحكم اشتراكهم في ساحة واحدة، لذلك نتمنى إعادة النظر في القرار.
بعض اولياء الامور بجانب المعلمين (تصوير: فادي الجمل )
العنزي : مبنى فودة المدرسي انتهى عمره الافتراضي من جانبه أوضح مدير إدارة الإعلام بتعليم الشرقية أن إدارته وبناء على موافقة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، قد نقلت مدرسة يكرب المتوسطة من المبنى المستأجر في هجرة يكرب إلى مبنى فودة الابتدائية (في المبنى الحكومي المبسط في فودة ) عام 1429ه لحين انتهاء المبنى الحكومي بهجرة يكرب وهذا العام بفضل الله تم الانتهاء من المبنى الحكومي في هجرة يكرب، بالإضافة إلى أن المبنى المدرسي في فودة قد انتهى عمره الافتراضي، وعليه فقد تمت إعادة مدرسة يكرب المتوسطة إلى موقعها، بالإضافة إلى مدرسة يكرب الابتدائية، مضيفًا قوله : «أما عن المشكلات التربوية المتوقع حدوثها بسبب استفادة مرحلتين تعليميتين في مبنى مدرسي واحد ، ونظراً لقلة أعداد الطلاب في مدارس الهجر فإنه من الممكن متابعة الطلاب بشكل دقيق. كما تعمل إدارة المدرسة على تباين أوقات الفسح والاستراحات بين الحصص، وأضاف العنزي أنه تمت برمجة فصول إضافية في المبنى المدرسي الجديد لتتم الاستفادة منها لتكون معامل حاسب آلي ومختبرا، وسيتم الانتهاء منها قريباً بإذن الله تعالى.