تنظر أم عقاب إلى ابنها، ملقى على الفراش الأبيض، فلا تملك إلا أن تبكي حرقة وألماً على حاله، ويزداد الألم النفسي على الأم، عندما تجد أسئلة حائرة في عيون طفلها، لا تجد إجابة لها، ليبقى الوضع على ما هو عليه. «عقاب» طفل صغير، لم يبلغ بعد عامه الثالث من العمر، تعتبره أمه مصدراً لحزنها وسببا من أسباب الأرق الذي حرمها النوم منذ أن فتح عينيه على الحياة. عقاب يعاني آلام الكلى وينتظر نظرة عطف «الصحة» (اليوم) تقول الأم: «ولد ابني وهو مصاب بفشل كلوي، جعله يفقد القدرة على الحركة، فأقرانه يركضون ويمرحون هنا وهناك، وهو حبيس الحرمان، ومطوق بقيود المرض، لا تنفك عنه أنبوبة الغسيل الكلوي». وتتابع «لا أستطيع أن أنسى منظره ما حييت، وهو ينظر بعين الحسرة إلى زملائه وهم يلعبون ويمرحون، وكأنه يقول لي افعلي أي شيء يا أمي، كي أجد العلاج الذي يساعدني على أن ألعب وأمرح مع أطفالي»، مضيفة «أعيش مع عقاب في الدمام، لدى أقارب لنا، من أجل المراجعات شبه اليومية، بابني لمتابعة غسيل الكلى»، مؤكدة «هذه المتابعات والمشاوير أثقلت كثيراً كاهلي، وجعلتني أحس بالحرمان، خاصة أن سكننا الأساسي في منطقة رفحا، حيث يعمل والد عقاب، يعمل هناك». لا يكاد يمر يوم، إلا وأستقل سيارة أجرة، لأذهب بابني إلى المستشفى لمتابعة غسيل الكلى، الذي يحتاجه عقاب بصفة يوميةوتضيف الأم «لا يكاد يمر يوم، إلا وأستقل سيارة أجرة، لأذهب بابني إلى المستشفى لمتابعة غسيل الكلى، الذي يحتاجه عقاب بصفة يومية»، موضحة «تابعنا العلاج، وفي الوقت نفسه، بحثنا عن متبرع، وأفادنا الأطباء أن حالة ابني ليست مستحيلة، وأن هناك دولا مشهورة بمثل هذه العمليات، وعليّ أن أسعى بطريقة أو بأخرى من أجل المسارعة بعلاج الصغير حتى لا تتفاقم الحالة، ولكن مع بالغ الأسف والحسرة كيف لي أن أبحث عن متبرع وكيف استطيع مراسلة المستشفيات الخارجية وأنا لا أكاد أن أوفر مشاوير العلاج في مدينة الدمام؟». وأضافت الأم «عرفنا أنه يمكن أن يتوافر العلاج، من خلال زراعة كلية، وهو أمر متاح، ولكنه مكلف، ونحن لا حول لنا ولا قوة، حيث إنني، كما ذكرت سابقاً، أسكن في منزل أقاربي في الدمام، وزوجي في منطقة رفحا حيث مقر عمله». وناشدت أم عقاب أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة أن «يتبنوا علاج ابني في أي دولة، عن طريق زراعة كلية له، خاصة أنني لم أعد أملك شيئاً، بعد أن اضطررت أن أبيع كل ما أملك، من أجل توفير قيمة سيارات الأجرة من وإلى المستشفى»، مؤكدة «كلي أمل في أن تتبنى حالة ابني، وزارة الصحة، أو أحد رجال الخير في المنطقة، خاصة انني تعبت كثيراً من مواعيد وزارة الصحة، لدرجة أن أحد الأطباء في الوزارة نصحني بأن أبحث عن بديل للوزارة التي لن تلتفت إلى علاج عقاب، قبل 10 سنوات».