يتخيل المواطن محمد، مستقبل أسرته، إذا ما فقد مسكنه مستقبلا، مثلما فقد مصدر رزقه الوحيد، كما يتخيل حال أبنائه، بعد أن خرجوا من مدارسهم مجبرين، لأنه لا يملك مالا كافيا، يوفر به ما يحتاجون إليه، وسرعان ما يستفيق من تخيلاته، على واقع مؤلم، يؤكد له أن المشهد العام لا يسر أحداً. الأم تحكي قصة أبنائها وزوجها مع الفقر (اليوم) ويقول الأب إن «عدد أفراد أسرتي يصل إلى 14 شخصاً، بينهم خمسة أولاد، وست فتيات، وشقيقتي اليتيمة، ونعيش جميعاً أقسى معاناة حقيقية مع الفقر، الذي يحيط بنا من كل الاتجاهات، وانقطعت بي السبل في توفير لقمة العيش، بعد تقاعدي من عملي، بسبب جلطة إصابتني، فكان نصيبي بعد التقاعد 1700ريال فقط لا غير»، مضيفاً واصفاً حال أسرته «أبنائي يعيشون حسرة مفجعة لعدم اكمالهم الدراسة بسبب الفقر، الذي نجح في تحويلهم لفئة الجهلة»، مضيفاً «فمطاردة المؤجر لهم، يقلقهم، إذ انهم لا يقدرون على دفع إيجار سكنهم». الأب مريض.. وأحد الأبناء معاق.. وفتاة تعيش اليتم وتقول الأم: «نبحث لأبنائنا عن سكن ميسر، يضمهم، ويعفيهم من دفع الإيجار، خاصة أن قيمة إيجار المنزل الذي نقطنه حالياً 8500 ريال، ولا نقدر على سداده، فنحن بلا وظائف ولا دراسة، ولا ندري ماذا نفعل وأين نذهب»، موضحة «نعيش حالة يأس شديدة، ونناشد أهل الخير تقديم المساعدة، وتفريج هم أبنائي وبناتي، وأحلم باليوم الذي أجد بناتي وأولادي فيه، على مقاعد الدراسة ومنهم من يعمل»، مشيرة إلى أن «أكبر أبنائي عمره 23 عاماً، بلا شهادة ولا وظيفة، ورغم ذلك، الضمان الاجتماعي الذي نستلمه لا يتجاوز 2300ريال، وهو لا يوفر قيمة الإيجار أو متطلبات الحياة ومستلزماتنا اليومية». وتابعت الأم «بعد ان يطردنا المؤجر، لا أدري أين سنذهب، هل سنذهب للشارع، فنحن أسرة مكونه من 14 فرداً، وزوجي مريض، مما زاد من صعوبة الحياة، التي أغلقت أبوابها في وجوهنا، ونطلب من أصحاب القلوب الرحيمة، مساعدتنا في توفير السكن لنا، هذا السكن قد يوفر لنا بعض الأمل في الحياة الصعبة القاسية علينا»، مؤكدة «واقعنا أليم، ويحتاج لوقفه من أهل الخير حتى نحس بطعم الحياة، فدموعي تنزل عندما أشاهد حالنا، وما وصلنا إليه من فقر وآسى، لا نعرف مصيرنا في ظل هذه الأحوال السيئة، التي كبلتنا في الفقر»، مضيفة «هذا المنزل الذي نعيش فيه، يشكل لنا هاجسا آخر، وأدعو الجمعيات الخيرية لتوفير منزل لنا من المساكن الخيرية، مراعاة لظروفنا الصعبة، وظروف زوجي المريض»، مؤكدة «مصيرنا مأساوي، فمن يساعدنا لتعديل حالنا الصعب»، مبينة «ابنتي الكبرى وصل عمرها ل26 وهي تحمل شهادة ثاني متوسط، وتجلس في البيت بسبب ظروفنا القاسية، التي حرمتها من إكمال تعليمها، لعدم مقدرتنا على توفير ملابس ومصروف يومي ولوازم الدراسة». ويضيف الأب «لدينا ولد معاق، ولا يحصل على مساعدة من جمعية المعاقين، بسبب الروتين، كما تسكن معي أختي، وهي يتيمة»، مضيفا عن حالته الصحية «تقول التقارير التي صدرت من مستشفى الملك فهد بالهفوف أنني أعاني من احتشاء عضلي حاد في الجدار الأمامي والسفلي للقلب، وفي حال بذل أي جهد، قد تتعرض حياتي للخطر، فيما يقول التقرير الخاص بابني المعاق انه يعاني من تخلف عقلي ثانوي النمو».