دائما ما يأتيني الكثير من الأصدقاء سائلين مستغيثين بقولهم : تمت سرقة بريدي الإلكتروني فكيف أستعيده ؟ أو يستفسرون حول إمكانية إعادة الصور في الهاتف بعد عمل «الفورمات», فهل يمكن استعادتها ؟ « يعني اللي خذ الجوال يقدر يطلعها أو لا»؟. متى سنحصل على الأمن وخصوصية المعلومات الكاملتين التي يبحث عنها الجميع والتي تعتبر حق كل فرد, والذي أصبح من المستحيل الحصول عليها في ظل الثورة التقنية الحالية, فأثناء نقاشي مع بروفيسور متخصص في أمن المعلومات في إحدى الجامعات حول موضوع خصوصية و أمن المعلومات, بادرته بسؤال حول مجرى النقاش بيننا, وكان سؤال عن إمكانية حصولنا على ما يحفظ للمستخدمين خصوصياتهم ويضمن أمن واستقرار معلوماتهم فقال لي « قضيت أكثر من 30 عاما في تطوير نظم أمن المعلومات ولم أتوصل إلى إجابة مريحة, إنها حرب لن تنتهي بين المخترقين و بين خبراء أمن المعلومات, ولا يوجد حتى الآن نظام حماية كامل ومن المستحيل وجوده, فعجلة التطور تفيد الجميع في مساراتهم سواء كانت ايجابية أو سلبية, وقد تعرض الجميع إما لاختراق أو سرقة للمعلومات, وأبرزها ما حصل لشبكة سوني وما أدراك ما سوني التي كان يضرب بها المثل في الحماية التقنية لنظمها, فقد تمت سرقة أسماء وعناوين وبيانات شخصية وحسابات بنكية تخص أكثر من 77 مليون شخص على شبكة سوني. متى سنحصل على الأمن و خصوصية المعلومات الكاملتين التي يبحث عنها الجميع والتي تعتبر حق كل فرد, والذي أصبح من المستحيل الحصول عليها في ظل الثورة التقنية الحاليةأما مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها «فيسبوك « فكان لها النصيب الأكبر في المعاناة من هذه المشاكل, فقد وضع الموقع مكافأة قدرها 40 ألف دولار لمن يتمكن من اكتشاف أي ثغرة في نظامها, كما أن شركات تصنيع الهواتف لم تسلم من ذلك وقد تناقلت وسائل الإعلام مؤخرا فضيحة إحدى الشركات التي كانت تسجل مواقع تواجد مستخدمي هواتفها عبر « GPS « بحجة إجراء بعض البحوث لمعرفة الأماكن التي يترددون عليها, إضافة إلى تسريبات الكثير من تصاميم الهواتف الجديدة على رأسها أي فون 5 والذي تناقل العالم اخبار تسرب التصميم عبر الشركات الصينية. سألت البروفيسور ما الفائدة من برامج الحماية والمواكبة على تحميل تحديثاتها؟ فأجابني بسؤال غريب : إذا كان سقف منزلك يسرب مياه المطر فماذا تفعل؟ فقلت : أحاول سد ثغرات التسريب. فقال إذن ما العمل إذا جاءك تسونامي «لا قدر الله»؟. فأجبته أدعو الله أن يحميني منه. فقال مبتسما « إذا استمر بالدعاء». [email protected]