الأخطار الأمنية التي تهدد الهواتف الذكية معضلة تستدعي قيام خبراء التقنية بتوعية للمستخدمين حول كيفية تفادي انتشار برامج القرصنة والفيروسات على أجهزتهم الذكية. والأسئلة التي قد تتبادر الى أذهان المستخدمين ما الخطر الذي قد يباغت أجهزتهم الآمنة في جيوبهم أو حقائبهم الخاصة ؟ وكيف يمكن معرفة ما إذا كان الهاتف الذي يرافقهم في جميع أوقاتهم محميا بشكل يصد الاختراقات الأمنية وسرقة البيانات من قبل قراصنة الهواتف؟ وكيف يمكن التصدي للمخترقين؟ وقبل الإجابة عن هذه الأسئلة المنطقية يجب الاعتراف بان الكثيرين يتساهلون في تقدير الأخطار المحيطة بهم في كل لحظة يكون فيها الهاتف قيد التشغيل، ولا يدركون أن وسائل الاتصال في الهواتف الذكية كالبلوتوث والشبكات اللاسلكية «Wi-Fi» وشبكات نقل بيانات الهواتف «3G» تشكل منفذا للقراصنة يوصلهم إلى استغلال الفرص والاستفادة من المعلومات الحساسة والمهمة التي يتم تداولها عبر هذه الوسائل وأن تكون هي نفسها مدخلا يسمح لهم بالإبحار في ذاكرة الهواتف، فليس هناك هاتف آمن. فعلى أقل تقدير يمكن للهواتف الذكية أن تتعرض للفيروسات عن طريق تصفح أو تحميل الملفات من مواقع الانترنت غير الموثوق فيها أو عن طريق البريد الالكتروني مجهولة المصدر ، فتقوم باستغلال يجب تحديث نظام التشغيل وبرامج الحماية التي عادة تتوافر مجانا بشكل دوري ومستمر، ومحاولة عدم حفظ معلومات حساسة ومهمة بالهاتف إلا للضرورة وحذفها في حال الانتهاء منها، وإذا كان لابد من ذلك فيجب وضع كلمة مرور قوية لتشفير البيانات المهمة نقاط الضعف في نظام التشغيل إما بتدمير الجهاز أو سرقة المعلومات منه أو عن طريق إجراء اتصالات من الهاتف وإرسال الرسائل النصية، فهي لا تسبب خطرا على المعلومات الموجودة في الجهاز فقط، بل قد تتسبب في أضرار مادية كبيرة كون أغلب التعاملات المالية مثل أسواق الأسهم والحسابات البنكية يمكن النفاذ لها عبر هذه الهواتف. ولا ننسى الخطر الأكبر الذي يكمن في برامج التجسس التي تقوم بمراقبة سلوك المستخدم دون علمه، وجمع المعلومات الشخصية، ومراقبة المواقع التي يزورها، فضلا عن التنصت على المكالمات، وتغيير إعدادات الجهاز دون علم صاحبه أو موافقته على ذلك. ويمكن لتلك البرامج جمع قائمة بالاتصالات التي أجراها المستخدم، وكشف الرسائل النصية والبريدية وحتى عناوين صفحات الإنترنت والكلمات السرية للحسابات، فضلا عن معرفة مكان الهاتف الحالي بدقة عبر استخدام تقنية «GPS» المتوافرة في جميع الهواتف الذكية الحديثة، إضافة إلى الخطر الذي عانى منه مستخدمو أجهزة الكمبيوتر الذي انتقل إلى هواتفهم وهو تشغيل الكاميرا والتقاط الصور وإرسالها. كما أن هناك دورا يجب أن يتبع من قبل مزودي خدمات الاتصالات والإنترنت في المنطقة، لكن الدور الأهم يقع على عاتق المستخدمين أنفسهم، في توخي الحذر واتباع مجموعة من الإجراءات الأمنية التي تساهم في حماية بيانات هواتفهم، وأهم تلك الإجراءات تتلخص في وجوب تحديث نظام التشغيل وبرامج الحماية التي عادة تتوافر بشكل مجاني أو بقيمة لا تذكر بشكل دوري ومستمر، ومحاولة عدم حفظ معلومات حساسة ومهمة بالهاتف إلا للضرورة وحذفها في حال الانتهاء منها، وإن كان لابد من ذلك فيجب وضع كلمة مرور قوية لتشفير البيانات المهمة، والحرص عند تثبيت البرامج المجانية، لأن عددا كبيرا منها يقوم بتثبيت بعض البرامج التجسسية أو الدعائية، إضافة إلى عمل نسخة احتياطية بشكل دوري للخروج من هذه المخاطر بأقل الخسائر ، فقد قال العرب سابقا : «حضر الدواء قبل أن تصاب بالداء». [email protected]