بمناسبة بدء الدراسة فقد أحببت أن يكون أحد مقالاتي هذا الأسبوع عن التعليم في المملكة. فنحن أمة اقرأ و الدين الإسلامي يحث على طلب العلم. و قد صادف في أول يوم من أيام العيد أن مررت على حارة النعاثل في الهفوف لاستعادة بعض ذكريات طفولتي. و جذب انتباهي مدرسة تم بناؤها أمام بيتنا القديم. و هذه المدرسة مجاورة لبيت الشيخ محمد بن حمد النعيم يرحمه الله. و بدأت أستعيد ذكريات من خدموا العلم و التعليم. و أنا أعلم أن هناك عائلات و شخصيات في الأحساء ممن خدموا العلم و التعليم و لكن لضيق المساحة فسأتحدث عن عائلة واحدة و البقية ستأتي لاحقا. لم يتوقف أبناء الشيخ حمد عن خدمة العلم و إنشاء هذه المدرسة بل قام ابنه محمد من بعده بالتبرع ببيته لخدمة العلم.. و عند النظر إلى ما وصل إليه العلم, فكأن أسرة النعيم قامت بإنشاء صرح جامعي و ليس مدرسة ففي العام 1343ه أي قبل حوالي مئة عام أدرك الشيخ حمد بن محمد النعيم أهمية العلم و التعليم و بمبادرة من النادر رؤية مثلها في تلك الأيام فقد أنشأ مدرسة تعتبر أول مدرسة للتعليم الحديث و أطلق عليها مسمى مدرسة النجاح. و قد بلغ عدد طلبتها المئات. و قد زارها في العام 1348ه أعظم قائد في التاريخ الحديث. ألا و هو الملك عبد العزيز طيب الله ثراه. و لم يتوقف أبناء الشيخ حمد عن خدمة العلم و إنشاء هذه المدرسة بل قام ابنه محمد من بعده بالتبرع ببيته لخدمة العلم.. و عند النظر إلى ما وصل إليه العلم, فكأن أسرة النعيم قامت بإنشاء صرح جامعي و ليس مدرسة. و عند دراسة تمدد مساحة الأحساء فإن التبرع بالبيت شيء يعادل التبرع بمئات الآلاف من الأمتار في وقتنا الحالي. و استمر الشيخ محمد بن حمد النعيم بأعمال البر حتى في أبسط الأمور. فقد اطفأ ظمأ كثير من الأسر الفقيرة. و مازلت أتذكر و أنا طفل صغير رؤية بعض أبناء و بنات الأسر التي لم يكن لديها ثلاجات في حي النعاثل تحصل على الثلج مجانا من مصنع النعيم للثلج. و يتم التوزيع في بيت محمد بن حمد النعيم. و هناك رجال كثيرون من هذه الأسرة الكريمة ممن لامست أياديهم البيضاء الأعمال الخيرية مثل الشيخ عبد الله الخليفة النعيم يرحمه الله. و ما أستغربه هو أنه لم يسبق أن رأيت شارعا في مدينة الهفوف باسم هذه الأسرة. و لم أشاهد مدرسة أو صرحا تعليميا باسم رائد التعليم في الأحساء الشيخ حمد النعيم. [email protected]