عرفته قبل 20 عاما استاذا لي في كلية الشريعة بالأحساء يهتم بالبحث والكتب النادرة ولديه قدرة عجيبة على الإقناع وفهم سلوكيات الطلاب فعين مديرا لشؤون الطلاب في الكلية التي ودعها هو الآخر للتفوق للدعوة وهواياته الأخرى ذلك هو الشيخ سليمان بن محمد الماجد الذي التقيته مؤخرا في منزله شرق الهفوفبالأحساء وقد حول الجزء الأكبر من منزله إلى متحف يحتوي العديد من القطع والأدوات النادرة.. إن متحفه يشتمل على أربع غرف خصص كل منها لعرض جانب من موجودات المتحف سواء تلك المتعلقة بطبيعة الأحساء وفي بناء صمم على طراز البيوت الأحسائية القديمة التي عشقها شيخنا إثر نشأته في حي النعاثل في الهفوف فحمل مهمة توطيد أشكال تلك البيوت وأفكار البناء التي قامت عليه بعد أن اندثرت وتلاشت بفعل تمدن الناس وتغير طريقتهم المعيشية وأشكال منازلهم وأغراضها، يقول شيخنا لقد تحفزت إلى مهمة جمع التراث على مرحلتين فالأخيرة خلال الأيام الماضية عندما التقيت وزملائي هواة جمع التراث وأصحاب المتاحف الخاصة بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار فقد كان سموه متفهما بقدر كبير لدور المتاحف الخاصة وأهميتها وقد استقبل سموه الجميع بأريحية كبيرة وسعة صدر محفزة الجميع على الاستمرار في هذه الهواية، فأولا من خلال جريدتكم نشكر لسموه هذه الجهود والتعاون المخلص كما إن دعوة سموه وتوجيهاته وما سمعناه من سموه لدعم عموم السياحة في المملكة محفزا لنا وأنا أعتبره شخصيا مرحلة جديدة أقدم عليها بسرور ومحبة أملا في تقديم الجديد والمفيد لزوار متاحفنا والحديث عن نفس شيخنا حيث يقول: منذ طفولتي وأنا أهوى جمع المقتنيات ولم أكن أدري إن كانت المشاهد الجميلة من حولنا ستزول وتتبدل البيوت ومكوناتها إلى ما هو عليه الآن وتغدو موجوداتنا أثرا يدل على تاريخنا ويرمز لبعض مناشطنا فمن حي النعاثل بالهفوف كانت البداية وقد جسدت شكل البيت القديم في جزء من منزلي هنا في حي المزروع مستخدما تقنيات البناء القديم من جص ولبن وأسقف محلية من جذوع النخيل أو أخشاب الدنشل التي كان يستوردها الميسورون لسقوف بيوتهم، ويذكر الشيخ الماجد إن متحفه يشتمل على أربع غرف خصص كل منها لعرض جانب من موجودات المتحف سواء تلك المتعلقة بطبيعة الأحساء الزراعية من أدوات فلاحة أو صناعة الدلال والمشالح أو الأسلحة القديمة وشكل دكاكين السوق القديم والبقالات والملابس وطبيعة المجلس المحلي وغيرها، كما يهتم الشيخ أكثر بعرض الأدوات المرتبطة بتاريخ وأسماء معينة تحمل دلالة تاريخية أو رمزية لحدث معين فلديه موجودات ذات ارتباط بعهود قديمة إسلامية وما قبلها من عملات وصناعات محلية لها عمر قديم جدا، أما المرآة التي تجادل مع أحد أصدقائه في البحرين لغرض اقتنائها لمجرد أن عليها صور ملوك المملكة الأوائل وعبارة تحية من الأحساء فقد دفع لأجل ذلك مبلغا طائلا ليسعد بوجودها بين مقتنيات متحفه مثل مسن السيوف القديم جدا وكذلك دلال القهوة وغيرها، أيضا يخصص الشيخ الماجد جانبا من متحفه للتعليم فيبرز المناهج القديمة وشكل الكراسي الحديدية المخصصة للمدير والمدرسين بشكل يفرق بين منصب الاثنين ومن عهد قريب يوجد في ركن من المتحف علب التغذية المدرسية التي كانت الدولة توزعها على الطلاب مجانا في عموم مدارس المملكة حرصا على سلامة الأجسام وتوفير الغذاء الصحي اللازم للطلبة، أيضا من المدهش أن الشيخ يعرض في جانب من متحقه واحدا من الأقنعة التي وزعت علينا احتياطا إبان حرب تحرير الكويت للوقاية من هجوم بالأسلحة الكيماوية كان متوقعا آنذاك على مدننا، عموما يظل متحف الشيخ الماجد إضافة نوعية لجانب السياحة والآثار في الأحساء التي يأمل لها الشيخ التقدم والتوسع خصوصا مع الالتفاتة الأخيرة من سمو رئيس الهيئة لدعم أصحاب المتاحف الخاصة وتطوير سبل العرض لديهم وإدراجهم ضمن المسارات السياحية في المنطقة.