قال ناشطون الاثنين إن قوات الأمن السورية شنت حملة مداهمات من منزل إلى منزل في عدة مناطق بالبلاد، بحثا عن ناشطين منادين بالديمقراطية، واعتقلت 20 من المشتبه بهم بعد واحد من اكثر الاسابيع دموية في الانتفاضة المستمرة من ستة اشهر ضد الرئيس السوري بشار الاسد. وقال المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا لوكالة الأنباء الألمانية إن «شبيحة» الرئيس السوري بشار الأسد وقواته الأمنية يواصلون حملتهم القمعية ضد كل من يعتقدون أنه معارض لهم. وأضاف أن اللجان التنسيقية لديها معلومات بأن 20 شخصا اعتقلوا في محافظة دير الزور القبلية، شرقي سوريا وفي سهل حوران جنوبي البلاد، وفي بعض القرى المحيطة بمدينة حماة. من جانبها، قالت منظمة «سواسية» السورية لحقوق الإنسان إن 113 مدنيا على الأقل لقوا حتفهم الأسبوع الماضي جراء الإجراءات القمعية التي اتخذتها السلطات السورية ضد المتظاهرين في مدينة حماة. وأضاف أن من بين القتلى أسرة من خمسة أفراد. وأوضحت المنظمة أن ثلاثة ناشطين قتلوا أيضا جراء خضوعهم للتعذيب في السجون على ما يبدو، غير أنها لم تكشف عن مزيد من التفاصيل. وقال محام من مدينة درعا الجنوبية مهد الانتفاضة ضد حكم عائلة الاسد المستمر منذ 41 عاما انه رأى عشرات الجنود يطوقون قرية يادودة قريبة. وقال المحامي الذي طلب عدم الكشف عن هويته عبر الهاتف «رأيتهم بالصدفة وهربت. سمعت لاحقا انهم دخلوا الى المنازل. يمكنهم ان يأتوا في اي لحظة ويداهموا ويعتقلوا. عليك ان تهرب والا انقطعت اخبارك للابد او عدت مضروبا وجسدك مليئا بالكدمات والجروح من التعذيب لتكون عبرة أو لعلك ببساطة تعود في نعش». ولا تعلق السلطات السورية على الاعتقالات او على التعذيب لكنها قالت في الماضي ان اي اعتقالات تقوم بها تجري وفقا للدستور. وتقول انها تحارب عصابات مسلحة قتلت 500 على الاقل من افراد قوات الامن. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يرأسه المعارض رامي عبدالرحمن ان نجاتي طيارة الناشط البارز في مجال حقوق الانسان تعرض لضرب مبرح يوم الجمعة اثناء استجوابه في سجن في مدينة حمص مسقط رأسه. وكان طيارة وهو سجين سياسي سابق قد اعتقل في مايو. وتقول الاممالمتحدة ان 2600 شخص قتلوا خلال الانتفاضة التي اندلعت في منتصف مارس بينما تقول منظمة سورية للنشطاء ان قوات الامن قتلت 3000 مدني. عليك أن تهرب وإلا انقطعت أخبارك للأبد أو عدت مضروبا وجسدك مليئا بالكدمات والجروح من التعذيب لتكون عبرة أو لعلك ببساطة تعود في نعش وحظرت سوريا عمل معظم الصحفيين المستقلين مما جعل التحقق من روايات الشهود والناشطين امرا صعبا. ويقول معارضو الاسد ان الاصلاحات السابقة التي اعلنها الرئيس السوري مثل انهاء قانون الطوارئ لم تحدث فرقا. والتقت شخصيات معارضة بارزة في اسطنبول للمرة الثانية خلال اشهر في مطلع الاسبوع في محاولة للتوصل الى قائمة لمجلس وطني يمثل الانتفاضة. وقالت مصادر للمعارضة ان من المقرر ان تعقد هذه المجموعة محادثات في وقت لاحق عبر الهاتف مع برهان غليوني وهو اكاديمي معارض في باريس اقترح قائمة من جانبه. وما زالت توجد خلافات بين المجموعات ومع شخصيات داخل سوريا. وفرض الغرب الذي حسن علاقاته مع الاسد قبل الانتفاضة من عقوباته على النخبة الحاكمة في سوريا. وينوي الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات اشد على قطاع النفط السوري الصغير. ولكن لم يصدر عن الغرب ما يوحي بالرغبة في القيام بعمل عسكري ضد نظام الاسد كما حدث في ليبيا. وفي بلدة الحراك في محافظة درعا جنوب شرقي الجولان قال احد السكان ويدعى احمد السيد ان القوات السورية تقوم بمداهمات يومية للقضاء على المعارضة. وقال «صعدوا الاعتقالات في المدن التي شهدت احتجاجات كبيرة والتي تمكنت من ارسال مقاطع فيديو لقناة الجزيرة». وقال ان كثيرين اعتقلوا في الجيزة والمسيفرة وبصر الحرير والنعيمة خلال 48 ساعة الماضية. واضاف «انهم يطلقون النار في الهواء قبل بدء المداهمات. ثم يجرون الشبان ويستخدمون العصي الكهربائية في ضربهم ويجمعونهم في مراكز احتجاز».