الإجازة فرصة ثمينة للقراءة وقد خصصت إجازتي الماضية لكتب التاريخ وكالعادة استوقفني تاريخ العقود الأولى من الإسلام، ومنذ بدأت الوعي بالقراءة لم يستوقفني مثل سيرة الخليفة العظيم عمر بن عبدالعزيز . وهنا أقف عند محطات في سيرته العطرة . • كان مناديه في كل يوم ينادي : أين الغارمون؟ أين المساكين ؟ أين اليتامى حتى أغنى كلاً من هؤلاء . • استشاره مرة الخليفة الوليد بن عبدالملك فقال : مارأيك فيمن يسب الخلفاء، أيقتل؟ فقال عمر : أقَتَلَ يا أمير المؤمنين ؟ (أي هل قَتَلَ؟) قال : لا، ولكن سب . فقال عمر : ينكل به ولا يقتل . • كتب إليه والي العراق يسأله عن رجل يسبه - أي عمر بن عبدالعزيز - وأنه همّ أن يقتله . كتب إليه والي العراق يسأله عن رجل يسبه - أي عمر بن عبدالعزيز - وأنه همّ أن يقتله . فكتب إليه عمر أما إنك لو قتلته لقتلتك به، إنه لا يُقتل أحد في سب أحد إلا في سب النبي عليه الصلاة والسلام .فكتب إليه عمر أما انك لو قتلته لقتلتك به، إنه لا يُقتل أحد في سب أحد إلا في سب النبي عليه الصلاة والسلام . • كتب إلى والي مصر : ألا يزيد في العقوبة عن ثلاثين ضربة إلا في حد من حدود الله . • كتب إليه والي البصرة عدي بن أرطأة : إن أهل البصرة قد أصابهم من الخير حتى خشيت أن يبطروا - يريد بذلك أن يستأذنه ليقلل أعطياتهم من بيت المال (منذ ذلك الزمن وهناك من ينصح بتقليل ما يعطى للناس من بيت المال) - فكتب إليه عمر : إن الله رضي من أهل الجنة حين أدخلهم أن قالوا : الحمد لله، فمر من قِبلك فليحمدوا الله . وكتب إليه يأمره أن يضع الضرائب عن الناس، فمن أدى زكاته فليقبل منه، ومن لم يؤد فالله حسيبه . • اشتكى أهل سمرقند في عهده من أن قتيبة بن مسلم فاتح سمرقند كان ظلمهم وأخرجهم من أرضهم غدراً . فأمر عمر بن عبدالعزيز أن يجلس القاضي للنظر في مظلمتهم فإن قضى لهم فليخرج جيش المسلمين من أرضهم ويعودوا كما كان عليه الحال قبل فتحها، فقضى القاضي لصالح أهل سمرقند، وأن يخرج الفاتحون منها، فإن شاءوا تصالحوا بعد ذلك أو اقتتلوا، فرضي أهلها الصلح . رحمك الله ياعمر بن عبدالعزيز لقد أتعبت الحكام من بعدك . [email protected] /تويتر h_aljasser