يستغل خياطو الملابس النسائية بالمنطقة الشرقية هذه الأيام موسم المدارس برفع أسعار خياطة المريول المدرسي للطالبات، حيث تراوحت الأسعار من 100 إلى 250 ريالاً أي بزيادة تُقدّر بأكثر من 60 بالمائة دون مراعاة ذوي الدخل المحدود. "اليوم" التقت بعدد من الطالبات وأولياء الأمور لتستعرض آراءهم، وتبحث أسباب رفع الأسعار للوصول لحل لهذه الأزمة في ظل غياب الرقابة عليها. "أم هبة العجمي" فوجئت بأن الخياطين أصبحوا يفرضون الأسعار ولا يقبلون المناقشة فيها، ووصفت أسعار خياطة المريول المدرسي هذا العام "بالنار" لغلائها فهي أم لست بنات على مختلف المراحل من الروضة حتى المرحلة الثانوية، وتقول غاية الورثان "ربة منزل" إنها تحرص على شراء المرايل المدرسية الجاهزة لبناتها الأربع فهي أوفر وأقل سعراً من أن تشتري قماشاً يتراوح سعر المتر فيه من 60 إلى 120 ريالاً ومن ثم تكلفة الخياطة التي تصل إلى 200 ريال، ولكنها بالمقابل تعلم أن أقمشة المرايل الجاهزة ليست ذات جودة ولا تتحمّل كثرة الغسيل والكي وربما نسبة النايلون في صناعتها أعلى من نسبة القطن المريح ولكن قلة الحيلة وغلاء الأسعار دفعها لهذا الخيار. بينما تؤكد سحر الدوسري طالبة المرحلة الثانوية أن المريول الجاهز لا يدوم طويلاً رغم أنه يكلف الأسرة مبالغ طائلة وهي تفضّل أن تقوم بتفصيل مريولها من أن تشتري جاهزاً لأن جودة المريول الجاهز رديئة جداً وتضطر هي وكثير من زميلاتها إلى تغييره أكثر من مرة في العام الدراسي الواحد بينما التفصيل يدوم وقتاً أطول لأن تفصيله وأقمشته كانت على يد الزبون وهو الذي يتحكّم في جودة القماش ودقة التفصيل. أما الطالبة روان شاكر بالمرحلة المتوسطة ففضّلت أن تشتري مريولاً جاهزاً هذا العام فهي طريقة أسهل وأسرع خصوصاً مع ازدحام الأسواق ومحلات الخياطة هذا الموسم. وتتساءل "أم بداية السالم" عن كيفية تدبير الأسر التي منّ الله عليها بأكثر من أربع بنات مثلاً المبالغ المالية لتأمين المرايل المدرسية حيث إنها اشترت المتر الواحد لقماش المريول ب 85 ريالاً، واحتاجت لتفصيل مريول ابنتها 3 أمتار لتبلغ التكلفة النهائية لسعر القماش 255 ريالاً، وتفصيله ب 120 ريالاً ليبلغ الإجمالي 375 ريالاً. وبحثاً عن أسباب ارتفاع أسعار المرايل المدرسية التقينا بأحد الخياطين ويُدعى أرشد شبير والذي قال: إن صاحب المحل هو من طلب منه أن يرفع سعر خياطة المريول المدرسي ليستغل الموسم وحاجة الزبائن الملحّة في أن يحقق مكاسب مالية أكثر فهي فرصة تتكرر مرتين في العام الواحد. أما عبدالله الزهراني (موظف) ويتقاضى راتباً قدره ثلاثة آلاف ريال فقط ولديه ولدان وبنتان، فيناشد المسؤولين بوزارة التجارة بمتابعة الأسعار ومراقبة ارتفاعها، فالأسعار في ارتفاع متزايد دون مراقبة ولا محاسبة فكل فصل دراسي نتفاجأ بأسعار الخياطة المرتفعة عما كانت عليه من قبل، واقترح الزهراني أن تخصص مراكز خياطة تابعة لوزارة التربية والتعليم من خلالها نضمن توحيد الأسعار وجودة الأقمشة وتوحيد الزي وفق ما تطلبه الوزارة من درجات الألوان والموديلات لنحل مشكلة غلاء الأسعار وصرف بطاقات تخفيض من المدارس لذوات الظروف الخاصة والأسر المحتاجة في محلات الخياطة النسائية من ناحيةٍ أُخرى.