تأجيل الدراسة جاء على الأمهات «برداً وسلاماً»، ليس لأنه ضمن عدم تعرض بناتهن لعدوى «أنفلونزا الخنازير»، وإنما لمنحهن وقتاً إضافياً لإنهاء مستلزمات المدرسة، وبخاصة الزي المدرسي، الذي شكل وحده هاجساً، عند الأمهات والطالبات على حد سواء. وتمثل قلق الأمهات، اللواتي بدأن البحث عن «مريول» جاهز أو تفصيل، قبل دخول شهر رمضان الماضي، وفيما اكتفت بعضهن بشرائه جاهزاً من محال الخياطة، خضعت أخريات لرغبات بناتهن، في شرط «خياطة، تفصيل» المريول، وضمن مقاس وشروط خاصة، وضعنها بعد عمليات بحث في مجلات الأزياء، ومواقع الإنترنت. وقدرت إحصاءات حجم سوق «المرايل»، بأكثر من 120 مليون ريال، تضخ في تصنيع نحو خمسة ملايين زي مدرسي، ترتديها أكثر من مليوني طالبة. ولم تشر الإحصاءات إلى نسبة تناقل المريول المستخدم من فتاة إلى أختها أو إلى إحدى قريباتها. ولا تجد آمنة الخلف «مشكلة في ارتداء ابنتها مريولاً سبق وأن ارتدته أختها أو بنت عمها، في العام الماضي، وبخاصة إذا كان مناسباً في مقاسه»، غير مكترثة ببعض التحذيرات الصحية، التي تشير إلى خطأ ارتداء ملابس الآخرين، لما يسببه من انتقال أمراض جلدية، مبينة أن «غسيل الملابس مرة أومرتين، يكفيان لتطهير الثوب من أي مرض جلدي». ويحظى المريول المدرسي بوضع خاص، ولا يكفي فيه التوجه إلى محل الخياطة، وإنما يتطلب عملاً متتابعاً، يبدأ بالبحث عن القماش المناسب، ولونه (رمادي، بني، أزرق)، حسب المرحلة الدراسية، وتطلب فتيات في القماش «نقوشاً، وروداً أو تطريزاً». وتركز المرحلة الثانية على البحث عن «خياط» يجيد عمله، و«تكمن مشكلة الخياطين الماهرين، في كثرة الزحام عليهم»، بحسب أفراح علي، مضيفة «الخياط الذي أخذنا القماش له، ماهر ومتمرس في عمله، ولكنه لن ينجز المريول إلا بعد شهر كامل»، لم تجد بأساً في مضى شهر، «كان هذا قبل شهر رمضان بأيام قليلة، استعملنا الثوب، إلا أن فيه عيباً تطلب إصلاحه، ولو لم تؤجل الدراسة، لوقعنا في مشكلة»، وتكمن المشكلة في «رفض ابنتي ارتداء مريولها القديم، على رغم جودته وعدم تغير ألوانه أو مقاسه». ولا تنظر الفتيات إلى المبلغ الذي سيتقاضاه الخياط أو بائع القماش. وتكلف خياطة مريول «عادي من دون زخارف نحو 40 ريالاً، وسعر القماش في حدود 20 ريالاً للمتر»، وفي حال احتوى المريول على نقوش أو موديل، يتطلب عملاً كثيراً، يرتفع السعر ليبلغ مئة ريال وأكثر، كما يشير أحمد الراضي، الذي دفع نحو 800 ريال في مقابل عشرة «مرايل» لبناته الخمس، معترضاً على المبلغ «لديهن مرايل من العام الماضي، وهي مناسبة لهن، ولكن إلحاحهن الدائم، جعلني انزل عند رغبتهن»، ويتمثل الإلحاح لدى بناته في «لسنا أقل من غيرنا»، و»موديل العام الماضي قديم»، و»ماذا تريد أن يُقال عنا في المدرسة؟»، ولعدم رغبته في أن يُقال عنهن شيء في المدرسة، «دفعت المبلغ عسى أن ينعكس على مستواهن الدراسي». وأصيبت مواقع انترنت مختصة بالفتيات، بموجة استغاثة، طلباً لموديلات حديثة للمريول، أو طلب اقتراحات من المشاركات في المنتديات، وتوزعت رغبات «المستغيثات» بين «مريول ناعم وجميل» و»بسيط ولافت للانتباه في الوقت ذاته». وطرحت مشاركات بعض نماذجهن من الموديلات، فيما اكتفت أخريات في وضع صور لثياب، يمكن الاقتباس منها في عمل المريول.