قال مستشار الرئيس الفلسطيني نمر حماد إن القيادة الفلسطينية أوقفت في هذه المرحلة التوجه إلى باقي المنظمات الدولية لطلب العضوية الكاملة بعدما نجحت في الحصول عليها في «منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم» (يونيسكو). في الوقت نفسه، نفت القيادة الفلسطينية أنباء أفادت بأنها اقترحت على الولاياتالمتحدة «صفقة» تقضي بتجميد جهودها للعضوية في المنظمات الدولية في مقابل استئناف الولاياتالمتحدة دعمها المالي للسلطة وإفراج إسرائيل عن العائدات الضريبية. وأوضح حماد: «لا يوجد أي قرار بالتوجه إلى أي من المنظمات الدولية الأخرى، والجهد الآن منصب على عضوية الأممالمتحدة»، مضيفاً أن المطالبة بالعضوية الكاملة في باقي المنظمات قد يكون خياراً مقبلاً. وقال: «الآن ليس وقته، لكنه أحد الخيارات المطروحة»، مؤكداً أن «الغاية ليست تحدي الولاياتالمتحدة». ورأى أن «ما تحقق في يونيسكو أثبت للولايات المتحدة أن على رغم الضغوط والتهديدات وتنفيذ العقوبات، هناك غالبية من دول العالم تؤيد الشعب الفلسطيني، ولا حجة لدى الجانب الأميركي لمعارضة الحق الفلسطيني». وتابع أن «العالم يسأل الآن أميركا: إذا كنتم مع حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967، فلماذا تعارضون عضوية فلسطين في الأممالمتحدة؟». وتابع أن واشنطن «تقول إنها تريد الوصول إلى الدولة من خلال المفاوضات، ونحن نقول إن توجهنا إلى الأممالمتحدة لا يتعارض مع عودتنا إلى المفاوضات». وأوضح: «سياسياً، ندرك أن كل جهد في مجلس الأمن لا يمكن أن يكتب له النجاح في الحصول على العضوية ما لم نتجنب الفيتو الأميركي (...) لذلك لا نريد فتح معركة مع الأميركيين وإنما نسعى إلى تغيير الموقف الأميركي». في الوقت نفسه، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي إن منظمة التحرير الفلسطينية تنفي في شكل رسمي الأنباء الواردة في صحيفة هآرتس» الإسرائيلية التي أفادت أمس بأن السلطة الفلسطينية اقترحت على الولاياتالمتحدة «صفقة» تقضي بأن تجمّد السلطة حتى أواخر كانون الثاني (يناير) المقبل، كل الجهود لنيل الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة في المنظمات المختلفة التابعة للأمم المتحدة (مثل منظمات الصحة والتجارة والوكالة الدولية للطاقة النووية وغيرها) في مقابل استئناف الولاياتالمتحدة دعمها المالي للسلطة وإفراج إسرائيل عن العائدات الضريبية التي تجبيها بالنيابة عن الفلسطينيين، وهي أموال جمدت قبل أكثر من أسبوعين غداة اعتراف «يونيسكو» بفلسطين عضواً كاملاً فيها. وأفادت الصحيفة بأن المبعوث الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية المحامي إسحق مولخو بحث الاقتراح مع مبعوثي الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ديفيد هيل ودنيس روس في اجتماع سري في لندن. وتابعت الصحيفة، طبقاً لمصدر ديبلوماسي أوروبي أطلعه الفلسطينيون على آخر المستجدات، أن الاقتراح الفلسطيني لا يعني تنازل السلطة الفلسطينية عن استكمال جهودها التي بدأتها قبل شهرين لنيل اعتراف مجلس الأمن بفلسطين دولة مستقلة، مضيفاً أن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) يعتزم طلب التصويت على الاعتراف حتى نهاية الشهر المقبل على رغم أنه يتوقع أن يهزم في التصويت لعجزه عن حشد تأييد أكثر من ثمانية أعضاء، فضلاً عن أن الولاياتالمتحدة ستفرض حق النقض (الفيتو) في حال توافرت غالبية للمشروع الفلسطيني. وقالت الصحيفة إن الأميركيين ينظرون بإيجاب إلى الاقتراح الفلسطيني، لكن «ليس أكيداً أن إسرائيل ترحب به». وكان المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية أقر مطلع الأسبوع تجميد تحويل عائدات ضريبية للفلسطينيين بمبلغ نحو مئة مليون دولار «عقاباً» على اعتراف «يونيسكو» بفلسطين عضواً فيها. إلى ذلك، ووفقاً لمصدر إسرائيلي، فإن مولخو بحث مع المسؤولين الأميركيين الاتصالات الفلسطينية الداخلية لإتمام المصالحة بين حركتي «حماس» و «فتح» واحتمال تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء الانتخابات الفلسطينية للرئاسة وللمجلس التشريعي في أيار (مايو) المقبل. وتابع أن مولخو التقى في العاصمة البريطانية شخصية عربية رفيعة المستوى من دون الكشف عن هويتها.