كنت قد عالجت قبل فترة غير طويلة عبر هذه الزاوية بعض التقليعات «المستهجنة» التي تمارس للأسف الشديد من قبل بعض أثريائنا في منطقة الخليج كاقتناء «البعارين المزيونة والتيوس الجميلة وصقور الصيد» بمئات الآلاف من الدولارات، وقلت إنها « أي تلك التقليعات» هبت رياحها علينا من دول أثرياؤها مجبولون على البذخ والإسراف والتبذير وأنها لا تمت إلى تقاليدنا الأصيلة وعقيدتنا الإسلامية السمحة بصلة، وتساءلت في نهاية المطاف عن موقف الثري الذي اشترى «بعيره المزيون» بمبلغ خيالي من المال حينما تناهى إلى علمه أن البعير نفق بعد أن لدغته أفعى وهو «أي البعير» يرعى في أحد الأودية، وعن موقف الثري الثاني عندما تناهى إليه أن «تيسه الجميل» الذي كلفه مالا طائلا مات بعد إصابته بمرض عضال، وعن موقف الثري الثالث الذي اشترى «صقره» بأكثر من نصف مليون دولار بعد أن علم يقينا أنه «خرج ولم يعد» وأواصل كتابتي حول تقليعات أخرى تمارس على نطاق واسع في دولنا الخليجية ليس من قبل الأثرياء فحسب بل من قبل ذوي الدخول المحدودة حتى وإن اضطروا للاقتراض من المصارف من باب ممارسة التباهي و «الفشخرة» الفارغة. هي تقليعات عديدة قد لا تسمح بسردها مساحة هذه العجالة منها الشغف باقتناء الأرقام المميزة الخاصة بالمركبات أو الجوالات أو الهواتف الثابتة بمبالغ مالية مرتفعة، ومنها إصرار بعض العائلات على أن تتزين بناتهن في «ليلة الدخلة» بفساتين زفاف قد تصل قيمة الفستان الواحد منها إلى مبلغ خيالي يعجز «المعرس» عن سداد قيمته بالكامل إلا بعد مضي عدة سنواتوهي تقليعات عديدة قد لا تسمح بسردها مساحة هذه العجالة منها الشغف باقتناء الأرقام المميزة الخاصة بالمركبات أو الجوالات أو الهواتف الثابتة بمبالغ مالية مرتفعة، ومنها إصرار بعض العائلات على أن تتزين بناتهن في «ليلة الدخلة» بفساتين زفاف قد تصل قيمة الفستان الواحد منها إلى مبلغ خيالي يعجز «المعرس» عن سداد قيمته بالكامل إلا بعد مضي عدة سنوات رغم علمه أن زوجته «المصون» سوف ترتدي ذلك الفسان مرة في العمر ولمدة ساعات قلائل، وكإصرار بعض العائلات على الالتزام بشرط إلزامي يقضي بأن تسافر بناتهن لقضاء شهر العسل في بعض الدول الأوروبية، ومنها ممارسة صور من البذخ المذموم في قصور الأفراح من خلال إقامة الولائم التي يرمى معظمها في «براميل القمامة» ومنها الولع الجنوني باقتناء أغلى الساعات والجواهر واللوحات الفنية، وقس على هذه الأمثلة عشرات التقليعات التي نسي أصحابها أو تناسوا وهم يمارسونها في السر والعلن ما جاء في قول رب العزة والجلال في كتابه الشريف: «إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا». [email protected]