تعروني علامات الدهشة والاستغراب والتعجب لتلكم « التقليعات « التي أخذت تسري بين صفوف بعض أثريائنا في منطقة الخليج مثلما تسري ألسنة النيران في الهشيم ، ولست هنا بصدد تحديد دولة أو دول بعينها تدور بين ظهرانيها تلك التقليعات المستهجنة بحكم أنها « أي تلك التقليعات « لها طابع مشترك تمارس من قبل بعض الأثرياء وتدور كلها في فلك الاسراف والتبذير وصرف الأموال في غير قنواتها الطبيعية ، وصور تلك التقليعات متعددة فهذا « بعير « من المزايين بيع في مزاد علني بمبلغ « خيالي « قد لا يصدقه عقل ، وذاك طير من فصيلة الصقور وصلت قيمته الى أرقام « فلكية « عليا وذاك « تيس « جميل وصل سعره الى مبلغ قياسي قد يضاهي ثمن عمارة ضخمة تتكون من عدة أدوار ، وقس على هذه التقليعات سلسلة أخرى من صورها الموغلة في الغرابة والخيال . ولست أدرى ماهو الشعور الحقيقي لثري اكتشف بعد شرائه لبعيره « المزيون « بمئات الآلاف من الدولارات أنهما هو الشعور الحقيقي لثري اكتشف بعد شرائه لبعيره « المزيون « بمئات الآلاف من الدولارات أنه « أي البعير « نفق بعد أن لدغه ثعبان وهو يرعى في أحد الأودية؟« أي البعير « نفق بعد أن لدغه ثعبان وهو يرعى في أحد الأودية ؟ وما شعور الثري الآخر ان اكتشف أن طيره الثمين الذي كلفه أكثر من نصف مليون دولار قد صرعته بعض الطيور الجارحة في الجو أو أنه خرج الى أي وجهة ولم يعد ؟ وما شعور الثري الثالث ان اكتشف أن « تيسه الجميل « الذي اشتراه بمبلغ خيالي من المال مات بعد أن أصيب بمرض عضال عجز الأطباء البيطريون عن السيطرة عليه ؟ انها تقليعات ما أنزل الله بها من سلطان هبت رياحها علينا من ديار بعض أثريائها جبلوا على الاسراف والبذخ والتبذير، أما تقاليدنا الأصيلة وأعرافنا الاسلامية القويمة فانها تحث على صرف الأموال في قنوات البر والخير والاحسان وهي كثيرة ومتشعبة ، وصدق رب العزة والجلال حينما قال في كتابه الشريف في سورة الاسراء : «ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا». [email protected]