عندما ينتهي الفلاحون في محافظة الأحساء من جني بشائر محصول التمر في كل موسم الصرام، يبدأ الاهالي كعادتهم بعد نقله الى البيوت، بتجهيز الثمار وتنظيفها، لتبدأ بعدها مرحلة التعبئة والتخزين، لتكون جاهزة للأكل مع قرب دخول فصل الخريف، ولكل أناس عدد من الطرق التي يستخدمونها في عملية التعبئة من أجل إبقاء التمر على مكوناته الغذائية التي يتميز به. يقول المزارع محمد الهاشم: «بعد أن ينتهي الفلاحون من موسم الصرام وقطف الثمار من جذوع النخل، يتم نقلها الى البيوت وتجميعها في مكان واحد، لتبدأ بعدها مراحل تخزينه، والتي تعرف لدى الأحسائيين ب»الدوس»، حيث يتجمع أفراد الأسرة على طاولة واحدة وبشكل جماعي، ويقومون بعملية تنظيف الثمار وتجهيزها وتخزينها، في عملية تستغرق يوماً أو يومين. ويضيف الهاشم: «هناك طرق عدة في عملية التعبئة والتخرين، ابتكرها الأهالي في الاحساء، سواء كان في الماضي، عندما كان يعبأ التمر داخل أوعية أو في مخزن صغير، داخل البيوت التي تسمى ب»الجصّة»، أما الكميات الصغيرة، فكانت تخزن في «الجراب» المصنوع من الجلد، وغالباً ما يعبأ بداخله تمر الخلاص الفاخر، وهناك «المحصن»، وهو عبارة عن وعاء مصنوع من الخوص، يستوعب حوالي 60 كيلو جراما من التمور، ومن ثم تأتي مرحلة تخزين المحصول لمدة تزيد على شهرين، وهذه كلها أدوات كانت تستخدم في تخزين وحفظ التمر في الماضي. ويشير الهاشم إلى أنه في وقتنا الحالي، ومع تطور مهنة الزراعة، فقد تطورت مرحلة التعبئة بشكل كبير، وهذا الشيء ناتج عن حرص الأهالي على أن يبقى التمر محافظا على مكوناته الغذائية لمدة أطول، ولهذا، فهم قاموا باستبدال تلك الأوعية المصنوعة من جريد النخيل بخامات من الكرتون المصنع، والأكياس البلاستيكية، ويعبأ بداخل الكرتونة الواحدة ما يقارب من 10 كيلو جرامات. وذكر المزارع ياسين الحليمي أنه بعد عملية تنظيف الثمار من الشوائب العالقة بها، من خلال سكب كمية قليلة من الماء عليه، تبدأ عملية تعبئته في أكياس بلاستيكية، ذات أحجام ثلاثة مختلفة، هي بحجم نصف كيلو جرام، كيلو جرام، واثنين كيلو جرام. واضاف الحليمي «أثناء عملية التعبئة، تتم إضافة قليل من الماء مع بعض المكونات التجميلية، مثل السمسم والمكسرات وتتفاوت كميات الاضافات من شخص إلى آخر، فهناك من يضع الزنجيل، والينسون، كي يظهر التمر بشكل جذاب، مبيناً أنه «بعد الانتهاء من عملية «الدوس»، تبدأ مرحلة صف التمر في تلك الكراتين، بعد تنظيفه، ومن ثم يتم نقله في مكان داخل البيت، بحيث يكون بعيداً عن حرارة الشمس والغبار، حيث تتم تغطيته بغطاء من النايلون، ووضع بعض الأحمال الثقيلة عليه، بحيث يوضع فوقه إما خشب كما هو متعارف عندنا في الأحساء، أو البلك والجراكل المليئة بالمياه لعدة أيام، وفي كل يوم يتم تقليب الأكياس، ليتم رصها جيداً، ويبقى التمر على هذه الحالة لمدة 40 يوما تقريباً، وللتأكد من أن عملية الرص ناجحة، سوف تشاهد أن الدبس (عسل التمر) بدأ يخرج من الأكياس. وأشار الحليمي إلى أن «هذه الطريقة التي يستخدمها الاهالي هي السائدة بالنسبة لعملية تعبئة وتخزين التمر في المنازل، وقد استبدلت هذه الطريقة في هذه الايام بالمصانع الحديثة، التي تقوم برص التمر عن طريق تفريغ الهواء الموجود داخل الأكياس، ثم تغليفه وبيعه مباشرة بالأسواق.