سجلت أسعار التمور في واحة الأحساء ارتفاعات متباينة للأصناف كافة وصلت إلى نحو 200% مقارنةً بأسعار الموسم الماضي، فيما لعبت جودة محاصيل مزارع النخيل الدور الرئيسي في ارتفاع الأسعار. وكان سوق التمور المركزي في مدينة الهفوف التابعة لمحافظة الأحساء، استقبل منتصف الأسبوع الماضي تباشير تمور "الشيشي"، معلنة بدء موسم "صرام التمور" في الأحساء، وفي وقت لاحق وصل إلى السوق صنف "الخلاص" بكميات محدودة، بالإضافة إلى الأصناف الأخرى. وبدأت مصانع تعبئة التمور المنتشرة في مدن وقرى المحافظة كافة استقبال تمور المزارعين لتعبئتها بسعر 2 ريال للكيلو جرام الواحد، وتنخفض إلى ريال ونصف الريال للكميات الكبيرة. وأكد شيخ سوق التمور المركزي في الأحساء عضو لجنة النخيل والتمور في الأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي في تصريح إلى "الوطن" أن تمور الموسم الحالي "الجديد" ذات جودة عالية، وهي سبب قفز الأسعار إلى مستويات مرتفعة، إذ ارتفع أمس سعر صنف "الخلاص" من 4 ريالات إلى 6 ريالات لكل كيلوجرام غير المعبأة، وسعر صنف الخلاص من 3 ريالات إلى 5 ريالات للكيلو جرام الواحد، والأصناف الأخرى من ريال ونصف للكيلو جرام إلى 3 ريالات، والأسعار مرشحة للزيادة في الأيام المقبلة. وأبان أن صنف "الشيشي" بلغ سعر بيعه في ساحة الحراج 9 ريالات للكيلو جرام في اليوم الأول من وصوله، وهو سعر مرتفع جداً مقارنة بمبيعاته في الموسم السابق ب3 ريالات، بزيادة 300%، متوقعاً أن تحقق هذه الأسعار أرباحا عالية للمزارعين في الموسم الحالي، تتماشى مع عناية ومجهود المزارعين للوصول إلى جني تمور ذات جودة عالية. وأشار إلى أن أغلب المزارعين اهتموا بأشجار نخيل مزارعهم من حيث التربة والمياه طوال مدة زراعتها التي امتدت لأكثر من ثلاثة أشهر متواصلة، بالإضافة إلى الجهود المتواصلة التي بذلتها مديرية الزراعة في الأحساء وهيئة الري والصرف في الأحساء من خلال برامج التوعية والتثقيف والإرشادات الوقائية لمنع الآفات الحشرية، مؤكداً أن تلك الجهود، ظهرت جلياً خلال الأيام الأولى من وصول بشائر التمور الجديدة وجودتها العالية. وأضاف محمد العمر "مزارع" أنه لن يقل إنتاج العام الحالي من مختلف أصناف التمور عن إنتاج السنوات الماضية، بل هناك توقعات بزيادة الإنتاج هذا العام، وارتفاع نسب الجودة في التمور، متوقعاً أن تسجل التمور مبيعات كبيرة خلال أيام "الصرام"، بسبب الحجوزات المسبقة الكبيرة على التمور، ونفاد كامل كميات تمور الموسم الماضي، إذ إن سوق الأحساء لا يتوافر فيه حالياً إلا التمور الجديدة فقط. إلى ذلك، تنطلق غدا فعاليات مهرجان "الأحساء للنخيل والتمور" تحت شعار "الأحساء .. للتمور وطن"، الذي تنظمه أمانة الأحساء بالتعاون مع هيئة الري والصرف في الأحساء، وغرفة الأحساء، في ساحة الأمانة بمخطط عين نجم في الهفوف، ويستمر لمدة 30 يوماً. وأوضح المدير التنفيذي للمهرجان سمير المزهر في تصريح إلى "الوطن" أن المهرجان يؤكد في رؤيته على إبراز الأحساء كموطن أول للنخيل والتمور، ويقام المهرجان في نسخته الأولى بالتزامن مع موسم الصرام، والهدف منه التسويق لهذا المنتج عبر المهرجان من خلال لجان عليا وتنفيذية، والعمل على تصحيح العشوائية، ورفع سقف العوائد المادية للمزارع عبر تسويق تموره من خلال المهرجان وذلك بأحدث الطرق التسويقية الحديثة، مع ضمان حصول المنتج على جودة عالية للمستهلك من خلال اللجنة المختصة بفحص المنتج وتصنيفه قبل دخوله السوق. وأبان المزهر أنه جرى تشكيل 9 لجان في ساحة المزاد بمقر المهرجان، هي: التسجيل، السير والحركة، الكشف والمراقبة، الاستقبال، الساحة العامة والدلالين، الخدمات والنقل، المالية، التخزين المبرد والجاف، التسويق والإحصاء، ووضعت خطة عمل تتمثل في استقبال سيارة المزارع ويتم تسجيل كميات التمور ونوعيتها ومعلومات المزارع والسيارة وتطبيق مواصفات العبوة في كرت وذلك قبل دخول ساحة المزاد، ويتم خلالها فحص العينات وتصنيف نوع التمر ودرجته ووضع الختم المناسب وإكمال تعبئة كرت الدخول في خانة الفرز، ثم دخول السيارة على مسارات الدخول المخصصة حسب التصنيف والنوعية والمقيدة من قبل لجنة الفرز والتصنيف، ويجري التأكد من المعلومات المقيدة في الكرت والكمية وإدخالها إلى ساحة المزاد، ثم مباشرة عمل الحراج على التمور وعملية التنسيق مع البائع والمشتري، وبعد الانتهاء من عملية البيع تتولى لجنة "الخدمات والنقل" نقل التمور إلى سيارة المشتري أو إلى التخزين الموقت، وبعد الانتهاء من عملية البيع يتم توجيه البائع إلى مكاتب المحاسبة خارج الساحة لاستلام مبلغ البيع بواسطة كرت الدخول وسندات مالية مختومة من قبل لجنة "إدارة الساحة"، ويتم توجيه المشتري لدفع قيمة الشراء إلى المكتب الموجود داخل المسار وحتى الانتهاء من عملية التحميل أو التنسيق مع التجار للدفع في نهاية فترة المزاد، وفي حال عدم بيع المزارع المنتج الخاص به فإن له الخيار في تخزين منتجه في الثلاجات الموجودة بساحة المهرجان وذلك بأسعار رمزية.