اوضح تقرير اقتصادي أن القيمة الإجمالية لصفقات الاكتتاب في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا تراجعت في الربع الثاني من العام الحالي بنسبة بلغت 51.67 بالمائة لتسجّل 374.77 مليون دولار مقارنة مع 775.4 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، وقال التقرير الذي صدر عن ارنست ويونغ أن الاسواق الاقليمية سجّلت تحسّناً في عائداتها مقارنةً مع نتائج الربع الأول من العام الجاري والذي لم تتجاوز قيمة صفقاته حاجز 24.14 مليون دولار، وبلغت القيمة الإجمالية لصفقات الاكتتاب المسجّلة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري 398.91 مليون دولار، بانخفاض نسبته 66.84 بالمائة مقارنةً مع النصف الأول من عام 2010، حيث وصلت قيمة الصفقات المسجّلة في تلك الفترة إلى 1203 ملايين دولار. وبحسب التقرير فقد شهدت أسواق المنطقة تسجيل ست صفقات خلال الربع الثاني، منها اثنتان في الإمارات وواحدة في كل من السعودية، الأردن، المغرب وتونس، حيث حقق اكتتاب الشركة السعودية للاتصالات المتكاملة التي تم الكشف عنها في السوق المالية «تداول» ما قيمته 93.33 مليون دولار، وصفقة شركة اسمنت الشمالية في بورصة عمّان 7.05 مليون دولار، وصفقة شركة تل نت القابضة في تونس 8.7 مليون دولار، وصفقة ستروك اندستري في المغرب 13.02 مليون دولار، وبلغت قيمة صفقتي شركة إشراق العقارية والشركة الوطنية للتكافل «وطنية 229.09 و23.58 مليون دولار على التوالي، حيث تم تسجيل هاتين الصفقتين في سوق أبوظبي للأوراق المالية. من جانبه قال فل غانديير، رئيس خدمات استشارات الصفقات في إرنست ويونغ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «إن عدم وجود أية توجّهات في سوق الاكتتاب الإقليمية يعود إلى عدم ثقة الشركات بالاندراج في ظل الظروف الراهنة، وأضاف إن تذبذب الموارد المالية التي يتم تحصيلها في كل ربع يرجع لقوة واستقرار الشركات المدرجة، ومن المرجح ألا يزيد عدد الشركات المقرر إدراجها في الربع القادم على أصابع اليد الواحدة». وقال إن منطقة الشرق الأوسط شهدت على مدى الأعوام الثلاثة الماضية تأجيل وتأخير عروض ومشاركات 225 شركة في السوق، ومن المتوقع أن يتم إدراج الشركات عند تحسّن انطباع المستثمرين عن السوق وجذب الأموال المستثمرة من خلال أسواق رؤوس الأموال. النشاط العالمي شهد نشاط سوق الاكتتاب العالمي نمواً بنسبة 39 بالمائة خلال الربع الثاني مقارنةً مع الربع الأول من 2011، فيما وصل النمو إلى 38 بالمائة مقارنةً مع الربع الثاني من العام الماضي. وبحسب تقرير إرنست ويونغ حول صفقات الاكتتاب العالمية، فقد بلغت القيمة الإجمالية للصفقات ال 378 المسجّلة في الربع الثاني من العام الحالي 64.6 مليار دولار. ولا تزال الأسواق الآسيوية تهيمن على نشاط صفقات الاكتتاب خلال الربع الثاني، حيث تم تسجيل 163 صفقة بقيمة 27 مليار دولار، بنسبة 42 بالمائة من القيمة الإجمالية لصفقات الاكتتاب المسجّلة على المستوى العالمي. وجاءت الأسواق الأوروبية والأمريكية في المرتبتين الثانية والثالثة على التوالي، حيث وصلت حصة السوقين من القيمة الإجمالية للصفقات العالمية المسجّلة إلى 27 بالمائة و24 بالمائة على التوالى.وتراجعت هيمنة الأسواق الآسيوية بشكلٍ كبير مقارنةً مع ما كان عليه الحال خلال الربع الثالث من عام 2010 والذي وصلت فيه حصة هذه الأسواق إلى 81 بالمائة من صفقات الاكتتاب المسجّلة على المستوى العالمي. واحتلت قطاعات المواد الأولية والصناعة والطاقة صدارة القطاعات من ناحية قيمة صفقات الاكتتاب المسجّلة فيها، حيث وصلت حصة هذه القطاعات إلى 45 بالمائة من القيمة الإجمالية للصفقات المسجّلة عالمياً. ثورة التكنولوجيا في ظل تشجيع المستثمرين الأمريكيين بتوقعات كبيرة لتحقيق النمو، فقد هيمنت صفقات اكتتاب شركات الإنترنت على سوق الاكتتابات الأمريكية خلال العام الجاري، مع طلب منخفض في معظم الأحيان على الشركات التقليدية. ومن بين الصفقات ال46 التي تم تسجيلها في الولاياتالمتحدةالأمريكية بقيمة 13.8 مليار دولار، قامت الشركات المتخصصة في قطاع تكنولوجيا المعلومات بعقد 14 صفقة وصلت قيمتها إلى 4.9 مليار دولار، أي ما يصل إلى 36 بالمائة تقريباً من القيمة الإجمالية للصفقات المسجّلة في السوق الأمريكية. وشهدت سوق ناسداك تسجيل أكبر صفقات الاكتتاب في قطاع تكنولوجيا المعلومات خلال الربع الثاني، حيث وصلت قيمة صفقة الاكتتاب على ياندكس، محرك البحث الروسي الشهير، إلى 1.43 مليار دولار. وفي هذا الإطار قالت ماريا بينيلي، نائب الرئيس العالمي لأسواق النمو الإستراتيجية في إرنست ويونغ: «ستعزز ثورة شبكات التواصل الاجتماعي من قيمة الاكتتاب على وسائل الإعلام الاجتماعية، وسوف يتزامن هذا الأمر مع مواصلة تعديل منهجية تقدير قيمة هذه المواقع». الأسواق الأوروبية والآسيوية شهد رأس المال المستثمر في الأسواق الأوروبية نمواً بنسبة 534 بالمائة خلال الربع الثاني، حيث تم تسجيل 95 صفقة بقيمة 17.7 مليار دولار مقارنةً مع 54 صفقة مسجّلة في الربع الأول بقيمة إجمالية بلغت 2.8 مليار دولار. وكانت بورصة لندن قد احتلت صدارة الأسواق الأوروبية من ناحية قيمة الصفقات المسجّلة فيها، حيث وصلت قيمة هذه الصفقات إلى 12.6 مليار دولار، تم تحصيل 21 بالمائة منها بواسطة مستثمرين روس. وجاءت صفقة الاكتتاب على شركة جلينكور إنترناشيونال السويسرية للسلع الأولية في صدارة الصفقات المسجّلة على المستويين الأوروبي والعالمي حتى هذه اللحظة من العام الجاري، حيث وصلت قيمة الصفقة التي تم تسجيلها في بورصتي لندن وهونغ كونغ إلى عشرة مليارات دولار أمريكي. وأضافت بينيلي: «لا تزال أسواق الاكتتاب الأوروبية تشهد زخماً على الرغم من أزمة الديون التي تعصف بمنطقة اليورو، والتداول الضعيف لعمليات ما بعد البيع نتيجة عمليات السحب والتأجيل المتعددة».