ربما تكون مائدة الإفطار الرمضانية مع الأهل والأقارب من أكثر ما يميز هذا الشهر الكريم. إنه المشهد الذي يحرص الجميع على تكراره وفي أغلب الأحيان تتحول المائدة الرمضانية إلى اجتماع عائلي يتدارس فيه الأهل أحوالهم، عائلات تفرّقهم ظروف الحياة ومشاغلها طوال العام، لكنهم يحرصون على إنهاء هذه المشاغل وكافة الارتباطات لحضور المائدة الرمضانية مع الأهل، ولكن هناك من يتغيب عن هذه المائدة بسبب ظروف عمله التي تتطلب تواجده بين أروقة المكاتب ودهاليز العمل ورغم ذلك فهو سعيد بما يقوم به لأنه يؤدي رسالة عظيمة.. فبينما الكل يستمتع بدفء العائلة والأقارب.. هؤلاء يؤدون مهامهم وقد تمر عليهم أيام عديدة من الشهر الفضيل وهم يواصلون العمل بعيدا عن مائدة الأهل، لا يشعرون بالملل أو الضيق فكل هدفهم أن يمر وقت الإفطار بسلام وهدوء وينجزون أعمالهم المكلفين بها على الوجه الأكمل.. «اليوم» صاحبت الجنود المجهولين وكانت حاضرة على موائد إفطار العديد من الجهات الحكومية خلال الشهر الفضيل. التقت «اليوم» على مائدة إفطار رجال الدفاع المدني بخضرية الدمام للتعرف على أحوالهم في رمضان والتي لا تتشابه كثيرا مع بقية العاملين في القطاعات الأمنية، فعمل رجال الدفاع المدني يكون «كالمفاجأة» فكل حادث يعتبر عالما بذاته، ولا يمكن التأخر عليه ولو لثوان معدودة، حيث في هذه الأوقات التي يتوجه الجميع بشغف إلى منازلهم لتناول وجبة الإفطار بينما هؤلاء يواصلون عملهم بكل جد وإخلاص، لايهمهم الإفطار خارج منازلهم بقدر ما يعنيهم في المقام الأول تأدية عملهم ومهمتهم التي تتطلب قدرا كبيرا من الشجاعة والبطولة فيلقون بأنفسهم في وسط النيران المشتعلة والأدخنة المتصاعدة في سبيل إنقاذ ومساعدة الآخرين. غرفة العمليات بدأنا الجولة في غرفة العمليات التي امتلأت بالأجهزة اللاسلكية والتليفونات الأرضية والتي كان يتواجد بها الضابط المناوب الملازم أول فيصل بن سعيد الغامدي الذي كان يرصد ويتابع البلاغات قائلا: إن غرفة العمليات تعتبر القلب المحرك لعمل الدفاع المدني وتوفر الوقت والجهد الكبير من خلال الترابط الذي تحدثه بين إدارات جهاز الدفاع المدني إضافة إلى تحقيق سرعة الإنجاز والوصول لمكان الحدث بالسرعة المطلوبة حيث الأفراد الموجودين بالغرفة البعض منهم يتناول إفطاره محاطا بأجهزة الهاتف والخطوط الساخنة وأجهزة الحاسب الآلي، فهو يفطر بجوارها وكل انتباهه يتركز عليها، حتى وهو يتناول الإفطار كما أن البلاغات في رمضان مختلفة عن الأيام الأخرى وأكثرها تكون الفترة الممتدة من الظهر وحتى المغرب حيث غرفة العمليات تتلقى العديد من البلاغات على مدار اليوم وتتنوع بين بلاغات حقيقية وبلاغات وهمية ولكن يتم التعامل معها وفقا لطبيعة العمل، مشيرا إلى أن هناك خطوط البلاغات منها خطوط ساخنة مع الجهات الرسمية ذات العلاقة لطلب المساندة وبعد ورود البلاغ يتم تحريك الفرقة التي تصل لمقر البلاغ في زمن قليل لا يزيد على دقائق معدودة.
استعداد في كل الأوقات لتلبية النداء في حالة سماع النداء وانطلاقة صفارة الإنذار من العمليات يتركون على الفور مائدة الإفطار حيث ينطلق أفراد وضباط الفرق المناوبة وهي فرقة الإنقاذ وفرقة الإطفاء وخلالها يتم التنسيق مع العمليات عن الموقع ومتابعة حالة الحادث، كما يتم التنسيق مع بعض المعدات أثناء السير إلى الموقع كما يقوم الأفراد بأخذ الاحتياطات والملابس التي تناسب الحادثعمل جماعي تتشابه طريقة العمل خلال شهر رمضان في الأيام العادية فهو عمل منظم وكل فرد في الفرقة يعرف واجبه والدور المطلوب منه في حالة وقوع حادث سواء إطفاء أو إنقاذ وخلافه من الأعمال المطلوبة منهم أما بالنسبة لإعداد وجبة الفطور فيتفق أعضاء الفرقة، على أن تأتي الوجبة من منزل أحدهم في كل يوم يصادف عمله ويقوم بتحضيرها أحد أفراد أسرة رجال الدفاع المدني قبل أذان المغرب والبعض الآخر يتشارك في إعداد مائدة الإفطار لأن أفراد الدفاع المدني دأبوا على العمل الجماعي الكامل فترى من يجهز سفرة الطعام والآخر يقوم بترتيب بعض الأكلات الرمضانية على المائدة، وغيره يقوم بصب القهوة وآخر يحرص على إضفاء لمساته على المائدة ويترقب الجميع أذان المغرب لكنهم في نفس الوقت على أهبة الاستعداد لأي بلاغ يصدر من قبل غرفة العمليات. سلامة المواطنين وفي جولة على هؤلاء الذين فرضت عليهم الظروف الغياب عن منازلهم وقت الإفطار التقينا بمجموعة من الأفراد العاملين في مركز الدفاع المدني، حيث أكدوا أنهم يعتبرون أنفسهم جنودا مهمتهم تأمين سلامة المواطنين والمقيمين، وأنهم على أهبة الاستعداد لتنفيذ ما عليهم من واجبات مهنية وهذا بالضبط ما يملأ النفوس بالبهجة ويخفف الشعور بالبعد عن الأسرة لحظة الإفطار، وأجمع هؤلاء بأن هذه المهمة واجب ديني ووطني لإنقاذ المتضررين من أي حادث، وذكروا أنه في حالة سماع النداء وانطلاقة صفارة الإنذار من العمليات يتركون على الفور مائدة الإفطار حيث ينطلق أفراد وضباط الفرق المناوبة وهي فرقة الإنقاذ وفرقة الإطفاء وخلالها يتم التنسيق مع العمليات عن الموقع ومتابعة حالة الحادث، كما يتم التنسيق مع بعض المعدات أثناء السير إلى الموقع كما يقوم الأفراد بأخذ الاحتياطات والملابس التي تناسب الحادث. أدوات السلامة وفي الجهة المقابلة لغرفة العمليات يوجد ركن خاص لبعض أدوات وسائل السلامة والمعدات والملابس الخاصة والتي يستخدمها رجال الدفاع المدني في بعض الحوادث والكوارث حيث قام عبد العزيز البطي أحد أفراد الدفاع المدني بإعطائنا نبذه مختصرة عنها.
متابعة مستمرة
معدات حديثة للتعامل مع البلاغات (تصوير: حسين رضوان)